اليونسكو تندد بتدمير “داعش” لقوس النصر الأثري في تدمر وسط سوريا


باريس ـ ميكروسيريا

أدانت بشدة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، يوم أمس الاثنين، تدمير تنظيم “داعش” قوس النصر في مدينة تدمر وسط سوريا، قائلة “هذا معلم هندسي شُيِّد منذ ألفي عام ورمز للمدينة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو”.

وأوضحت بوكوفا وفي بيان أصدرته أن “تدمير القوس يؤكد أن المتطرفين مرعوبون من التاريخ والثقافة، لأن فهم الماضي يقوض كل الذرائع التي يستخدمونها لتبرير هذه الجرائم وينفي شرعيتها ويكشف حقيقتهم، وهي الكراهية والجهل”.

وأشارت مديرة اليونسكو إلى أن مدينة تدمر تحمل في أحجارها كل ما يمقت المتطرفين، مثل التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات وتواصل الشعوب من كافة الأصول، وأن المدينة تمثل جسرًا للتواصل بين أوروبا وآسيا.

وأكدت اليونسكو في بيانها أنه رغم إصرار”داعش” على الجريمة فلن يتمكن المتطرفون من محو التاريخ أو تجاهل ذاكرة هذا الموقع الذي يجسد وحدة وهوية الشعب السوري، مشيرةً إلى أنه “يجب أن يشجعنا كل دمار جديد على التعريف بأهمية هذا التراث في المتاحف والمدارس ووسائل الإعلام، فذلك جزء من إنقاذ المدينة ومن الحملة العالمية لمكافحة التطهير الثقافي الراهن في الشرق الأوسط”.

وشددت بوكوفا على أن “مجرمو الحرب لن يفلتوا من العقاب، وتسعى اليونسكو جاهدة وبالتعاون الوثيق مع المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة المسؤولين عن هذا التدمير ومعاقبتهم”.

كما أعلنت اليونسكو عن عزمها على مواصلة حماية ما يمكن إنقاذه بمكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وتمكين آلاف الخبراء في سوريا والعالم الراغبين في نقل هذا التراث من التواصل عبر شبكاتها بما في ذلك التقنيات الحديثة”.

ويذكر أن لقوس النصر ثلاثة مداخل بناها سيبتيموس سيفيروس بين 193 و211 بعد الميلاد، وهو رمز للمدينة يُعرف في جميع أنحاء العالم، ويمثل تحفة من تحف العمارة المدنية والتخطيط الحضري، وكان يحمل زخارف هندسية ومجسمات للنبات والزهور، ويصل بين الأعمدة الهائلة الممتدة على أكثر من كيلومتر ومعبد بل الذي دمر أيضاً هذا العام.