وليد شقير: الأهداف الروسية في المرحلة المقبلة


اسطنبول – ميكروسيريا

أكد الكاتب اللبناني وليد شقير أن أهداف موسكو في المرحلة الجديدة التي افتتحها الرئيس الروسي فاديمير بوتين لا تقتصر على سوريا، مع أنها تشكل منصة مهمة له للتصويب على الأهداف الأبعد مدى، مع ما يحمله التورط الجديد من مخاطر.

ورأى شقير أن موسكو وبعد تدخلها العسكري في سوريا، أرادت إفهام الغرب أنها قادرة من مناطق نفوذها المترامية ومنها بحر قزوين، على تخطي مشروع الدرع الصاروخية الأميركية، التي تعمل واشنطن على إقامتها منذ سنوات في بعض دول شرق أوروبا.

ولفت إلى أن بوتين لم يكن في حاجة إلى استنفار الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لتأييد حربه “المقدسة”، مغامراً بإعطاء أبعاد دينية لحربه، لو لم يكن يعتقد أنه يخوض معركة قومية تتعلق بموقع ونفوذ بلاده في أوروبا.

الهدف الروسي الأبعد هو إنذار الغرب بقدرة الدب الروسي في الرد على سياسة تعزيز وجود حلف شمال الأطلسي في دول شرق أوروبا، وعلى التغلغل الغربي الدؤوب في هذه الدول، التي تشكل المدى الحيوي للإمبراطورية الروسية الغابرة والتي كانت ضمن فلك الاتحاد السوفياتي قبل انهياره.

وأوضح شقير أن التغلغل الأوروبي الغربي المدعوم أميركياً، هو الذي دفع بوتين إلى التدخل في جورجيا عام 2008، وإلى اقتطاع القرم من أوكرانيا قبل سنة ونصف السنة، ما أطلق سياسة العزل الأميركية – الأوروبية لروسيا عبر العقوبات التي أنهكت اقتصادها، والمعطوفة على خفض أسعار النفط التي أفقدت موسكو مئات بلايين الدولارات وتسببت بانكماش اقتصادها وتراجع عملتها أكثر من 40 في المئة وتصاعد التضخم في سوقها، إلى مستويات غير مسبوقة منذ انهيار الروبل في التسعينات من القرن الماضي.