ومات شفيق فياض


دمشق – ميكروسيريا

أعلنت وسائل إعلامية مقربة من نظام الأسد عن وفاة العماد السابق شفيق فياض، بعد معاناة مع المرض، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أنه “مات في ظروف غامضة”.

يعتبر شفيق فياض الضابط الأشهر باستخدام القوة المفرطة، والمدافع الحماسي عن حافظ الأسد، وهو الرجل الذي أدخل فرقته العسكرية التي كان يرأسها الى مدينة حلب، أول ثمانينيات القرن الماضي، لضربها وإخضاعها بعد أن ثارت ضد حكم حافظ الأسد.

ويذكره أهالي حلب بوقفته الشهيرة على برج الدبابة، قائلا لأهل حلب الثائرين: “لو قتل منكم كل يوم، ألف شخص، فلن أهتم!”، ثم أمر بصب حممه على حلب، ودكّها دكّا.

ارتبط فياض بعلاقة مع الأسد الأب، اعتبرت الأقوى بين كل ضباط جيش النظام. خاصة بعد أن نصر فياض الأسد الأب في أحداث الخلاف مابين الأخير وأخيه رفعت الأسد. الى الدرجة أن رفعت الأسد، كان طلب أن يصحبه العماد فياض في طائرته التي ستقله إلى موسكو، لكي يضمن أن الأسد لن يسقطها بصاروخ وهي تطير.

ويذكر تفاصيل الحادثة وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، في مذكراته. عندما تم إنهاء الخلاف مابين حافظ ورفعت الأسد، تم الاتفاق على مغادرة الأخير إلى موسكو، إلا أن رفعت كان لايثق بأخيه حافظ، فاشترط على رعاة الاتفاق أن يصعد معه الى الطائرة، أهم ثلاثة قادة مقربين من الأسد الأب، كان شفيق فياض واحداً منهم. أما الاثنان الآخران فهما اللواء علي حيدر قائد الوحدات الخاصة في ذلك الوقت. والعميد محمد الخولي. وهذا ماحصل.

تسلّم فياض عددا كبيرا من المهام العسكرية في جيش الأسد، كقائد للفرقة الأولى، ثم قائد للفرقة الثالثة، ثم عيّن نائبا لوزير الدفاع. هذا فضلا عن أهم “صفة” لديه في الأصل، وهي قرابة مع آل الأسد من طريق الزوجة ليلى “أم علاء” التي اشتهرت بتقاسم أي منفعة مع أي طالب، وكان لها يد طولى في كثير من الأمور المتعلقة بتنقلات الضباط.

كان العماد شفيق فياض، يد الأسد الضاربة في قطاعات الجيش، وكان ممنوح الصلاحيات المفتوحة، في كل ما يتعلق بتعيين الضباط وتنقلاتهم وتغيير صفتهم ورتبهم. وكان مقربا من الأسد الأب الى درجة أنه كان له الحق بزيارته في أي لحظة. وكان فياض يستطيع تعيين محافظين وإقالتهم، وتعيين وزراء وإقالتهم، وله رأي برؤساء الحكومات، ويتدخل بقوانين الاستثمار بما يضمن له تدخلا مضمون الريع!.

بوفاة فياض، يكون قد غاب واحد أخر من أهم بناة “دولة عائلة الأسد”، والذي بذكائه الانتهازي استطاع أن يلعب على خلاف الأخوين حافظ-رفعت، فنال حظوة ونفوذا حاز فيه على كل مايريد، غير أن موته يعتبر أيضاً إخفاء لأهم شهود جرائم الأسد، وخزائن أسراره، مما يضع الكثير من الحقائق والحقوق رهن الطمس في غياهب القبور.