الإنفلات الأمني يضرب معاقل حزب الله


بيروت – ميكروسيريا

تطورت المواجهات بين العشائر في مدينة بعلبك شرق لبنان، إلى استعراضات عسكرية وظهور مسلح شبه يومي، ما دفع تجار المدينة، إلى إقفال الشوارع الرئيسية بالسواتر الترابية احتجاجاً على الوضع وللضغط على القوى الأمنية، للقيام بواجباتها بملاحقة المسلحين والمعتدين.

واندلعت المواجهات إثر خلاف على أولوية المرور بين شخص من آل ياغي وآخر من آل طليس، مما أّدى إلى مقتل الشخصين المذكورين، ووقوع عدد آخر من القتلى والجرحى بعد تفاقم الوضع الأمني في الأيام التي تلت الحادثة.

وشهدت مدينة بعلبك بعدها استعراضات عسكرية وظهور مسلح شبه يومي، مما أثار حفيظة تجار المدينة وأهلها الذين عمدوا يوم أمس، إلى إغلاق الشوارع الرئيسية بالسواتر الترابية وإقامة عدد من الحواجز للضغط على القوى الأمنية وحّثها على القيام بمهامها.

وكانت الأجهزة الأمنية اتخذت بعض التدابير قبل نهاية الأسبوع الماضي، أدت إلى توقيف عدد من المطلوبين، إلا أن التراخي الأمني الذي ساد المدينة يومي السبت والأحد أعاد الأمور إلى نقطة الصفر.

وُعقد أصحاب المحلات التجارية ومخاتير المدينة، اجتماًعا في مركز نقابة تجار بعلبك، يوم أمس، أعلن فيه عن اتخاذ خطوات جديدة تمثلت بنشر حواجز على الطرقات الرئيسية في سوق بعلبك، بعد إقفالها بالسواتر الترابية، حيث علق مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي على التطورات الحاصلة في المدينة، قائلاً: “الأمور لا تبّشر بالخير”، متهًما بعض الأجهزة الأمنية بـ”الفساد وتقاضي الرشى”.

ورفض تحميل جهة سياسية أو أمنية واحدة مسؤولية ما يحصل، مشدداً على أن على كل الجهات دون استثناء واجبات تقوم بها لمنع تفاقم الأمور أكثر فأكثر.

إلى ذلك تستهجن مصادر أمنية تلك الإتهامات لافتة إلى أنه “تم في الأيام الماضية اتخاذ إجراءات وتدابير تجاوب معها المعنيون، لكن المشكلة أكبر وأبعد من الفلتان الأمني، خاصة في ظل سعي العشائر في بعلبك لفرض عاداتها وأعرافها نمطاً للحياة في المدينة.

وشددت المصادر الأمنية على “وجوب تحمل القوى السياسية مسؤولياتها في هذا الإطار وعلى رأسها “حزب الله”، لافتة إلى أن الحزب “هو المعني الأول بالموضوع ومطلوب منه رفع الغطاء عن عدد من المطلوبين والتعاون الجدي مع أجهزة الدولة لوضع حد للتأزم الحاصل، خصوصاً أن ذلك أول من يضر، يضر الحزب نفسه ويحسم من رصيده”.