رغيد الصلح: الأزمة السورية تحمل خطر حرب عالمية ثالثة


وكالات ـ ميكروسيريا

رأى الكاتب اللبناني رغيد الصلح، أن الأزمة السورية تحمل خطر نشوب حرباً عالمية ثالثة، خاصة مع ازدياد توتر الأجواء التي تخيم على الشرق المتوسط، والتصاعد المتزامن في سعة التدخل الروسي الأميركي وعمقه، الأمر الذي أطلق سلسلة من المناقشات والتكهنات حول احتمال دخول العالم حرباً عالمية ثالثة عبر البوابة السورية.

واستشهد الصلح في مقال نشره على صفحات جريدة “الحياة” اللندنية، بمقولة جيم ريكاردز، المستشار في البنتاغون وفي وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية “سي آي أي”، “انسوا أخطار أوكرانيا وإيران، وراقبوا ما يجري في سوريا، إنها ستكون بؤرة الحرب العالمية الثالثة”.

الأمر الذي أكسب التوقعات زخماً كبيراً بعد التدخل الروسي الواسع النطاق في سوريا، خصوصاً أنه رافق هذا الحدث تصعيد في التدخل الأميركي في الأراضي السورية، ومجرد وجود قوتين عسكريتين أجنبيتين في بلد يعاني انهيارات على الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية كفيل بإثارة التعقيدات بينهما حتى لو كانا حليفين.

ولفت الكاتب اللبناني إلى الشكاوى المستمرة والمتبادلة، حول الأهداف المتضاربة التي تتوخاها كل من روسيا وأميركا من عملياتهم العسكرية، فالقوات الروسية تسدد ضرباتها إلى أطراف تعتبرها “إرهابية”، بينما هي في الحسابات الأميركية جماعات “معتدلة”، ولقد استفحلت هذه الظاهرة بحيث بات من المعتاد تسمية العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الدولتين في الأراضي السورية “حرباً بالوكالة”.

وبطبيعة الحال قد تتحول الحرب بالوكالة إلى حرب حقيقية في بعض الحالات، خاصة في أجواء التوتر بين أطراف الصراع الأصلية، هذا فضلاً عن كثرة الأطراف والجهات التي دخلت الساحة السورية وباتت تتخذ منها مقراً دولياً وإقليمياً لها.

وعلى الرغم من أن واشنطن وموسكو تؤكدان على استمرار التسيق والعمل على توطيده بما يخص التدخل في سوريا، إلا أن جيمس ستافريديس قائد القوات الحليفة السابق في الحلف الأطلسي، يؤكد غياب التنسيق وتبادل الآراء والمعلومات بين واشنطن وموسكو بصدد الأوضاع في سورية ويعتبره أمراً مثيراً للقلق، مشيراً إلى أنه حتى خلال الحرب الباردة كان مستوى التنسيق التفصيلي بين البلدين أفضل من مستواه الراهن.

وفي هذا السياق بين الصلح أن دعوة واشنطن لموسكو من أجل الانضمام إلى التحالف الدوالي ضد “داعش”، ينقصه تحديد طابع العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، والقوى الإقليمية من جهة أخرى.

وخلص الكاتب في مقاله إلى أن المحورين الرئيسيين من أجل خلق مناخات أفضل لإيجاد حل للمسألة السورية، ولابتعاد عن التوقعات التي تشير إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، يتلخصان في تفعيل لجنة رؤساء الأركان التابعة لمجلس الأمن، حيث يتم التنسيق بصورة مباشرة وفي إطار الشرعية الدولية بين واشنطن وموسكو، وكذلك تفعيل دور مجلس الدفاع العربي المشترك، والذي يضم دول المنطقة التي تملك قدرة على توفير الحلول لمعضلاتها الكبرى.