إيران.. “فضائح السدود” وشح المياه تنذر بأزمة تاريخية

حذر أكثر من مسؤول إيراني خلال العامين الماضيين من أزمة المياه المتصاعدة في البلد، كان آخرهم أستاذ جامعي إيراني بارز قال إن إيران ستصبح “عبرة يذكرها التاريخ لأنها دمرت نفسها بنفسها رغم وجود الموارد”، في إشارة إلى سوء الإدارة في معالجة الأزمة المائية التي أصبحت حديث الشارع الإيراني خلال العامين الأخيرين. ويصف علماء المناخ مستقبل إيران بالنسبة للجفاف وتأمين المياه للمدن والقرى في السنوات القادمة بـ”المظلم”، كما حذروا من أن هذا الوضع سيشهد تأزماً أكثر، هذا بالإضافة لسوء الإدارة الذي أشار له الدكتور محمد فاضلي الاستاذ في جامعة بهشتي في ندوة أقامتها الجامعة أمس الجمعة تحت عنوان “أزمة المياه في إيران”. وكشف فاضلي عن سوء الإدارة في بناء السدود، قائلا إن “الغرض الأساسي كان ملء الجيوب رغم أن الشركات القائمة على بناء السدود كانت على علم بأن المياه الجوفية آخذة بالانخفاض وجريان المياه السطحية يتناقص يوم بعد يوم”. وقال عضو هيئة التدريس بجامعة بهشتي: “سوء الإدارة أوصلنا إلى أزمة المياه. كنا فرحين في بناء السدود، قبل أن يستغفلنا السياسيون وشبكة المهندسين، الذين أنشأوا لوبيات وشرعوا في بناء السدود. وبهذا يجب أن ننتظر الدمار حيث يمكن القول اليوم إن محاولات حل أزمة المياه باءت بالفشل”.

تحذير مستشار رئيس الجمهورية في شؤون المياه

وكان وزير الزارعة الإيراني الأسبق ومستشار الرئيس حسن روحاني في شؤون المياه حالياً، عيسى كلانتر قد حذر في تصريح في فبراير الماضي من أن إيران قد تصبح أرضا قاحلة بعد 30 عاما لو استمر الوضع بهذا الشكل. وقال كلانتر: “إيران حاليا تمر بأزمة مياه شديدة ولن نجامل أحدا في ذلك”، مؤكداً أن “إيران هي من ضمن ثلاثة دول استخدمت أكثر من 40% من مياهها الجوفية، وهذا يعني الموت التدريجي للبلاد”. وأضاف كلانتر محذرا: “المياه الجوفية في إيران تقدر بـ500 مليار متر مكعب، 300 مليار منها مياه مالحة غير صالحة، ويبقى 200 مليار مياه عذبة، استخدمنا منها 140 مليار متر مكعب”. وخلال الأعوام الماضية كَثُر انتشار الصور والحديث عن الجفاف وأزمة المياه في إيران بين جميع فئات المجتمع حيث بات الأزمة محسوسة، رغم أن الحكومات الثلاث الماضية سعت لحلها لكن دون جدوى.