سياسات بطريرك مقرب من النظام تهدد الكنيسة الأرثوذكسية بالانقسام

  يشهد الشارع المسيحي السوري استياءً شديداً من رأس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك افرام الثاني كريم، خاصة بعد حضوره مهرجاناً سياحياً في مدينة اللاذقية مؤخراً والتي تُعتبر معقلاً للنظام السوري، ويؤكد مسيحيون سوريون أن الكنيسة مقبلة على انقسام رهيب بين الغرب والشرق سبب سياسات البطريرك وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصادر مسيحية سورية أن “أحد مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وجّه رسالة انتقادية لاذعة إلى البطريرك كريم بسبب حضوره المهرجان وتكريمه ملكة جمال اللاذقية، يستفسر فيها عن أسباب حضوره وأهمية ودور نيافته في هكذا احتفاليات ولمصلحة من حضرها”، متّهما إياه بـ”التقصير وإهمال مهامة وواجباته الأساسية كرئيس أعلى للكنيسة، وحمّله مسؤولية الوهن الذي أصاب جسد الكنيسة السريانية والفساد الذي أخذ ينتشر في كل مؤسساتها وشل عمل المجمع المقدس”، الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية في الكنيسة السريانية وفي الرسالة المطوّلة التي اطلعت عليها الوكالة، اتّهم المطران البطريرك بـ”تدمير أكبر أبرشيات السريان في العالم، وهي أبرشية الجزيرة والفرات وأبرشية حلب وتوابعها وأبرشية الموصل وتوابعها وأبرشية وحمص وحماه”، وكذلك “إهمال أبرشية القدس وسائر الديار المقدسة”، كما اتهمه بـ”تبذير الأموال والاهتمام بالاحتفالات والمظاهر”، ونبّه من أن “الكنيسة مقبلة على انقسام رهيب بسبب سياسات البطريرك التي وصفها بأنها غير حكيمة”، وفق ذكره وأعرب مسيحيون من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من القامشلي (العاصمة الثقافية لسريان سورية)، عن صدمتهم من حضور البطريرك مسابقة لملكة جمال اللاذقية، مشيرين خصوصاً إلى الاستهجان من حضور هكذا مهرجانات في سورية وهي غارقة في حرب داخلية كارثية مدمرة، والذي زاد من استياء المسيحيين من البطريرك أن مشاركته في هذا المهرجان جاءت بعد أيام من إعدام تنظيم (الدولة الاسلامية) ثلاثة من آشوريي الحسكة السورية من بين 180رهينة مختطفين لديه، وبقاء مصير مطارنة حلب المخطوفين منذ سنتين ونصف مجهولاً وقال سليمان يوسف، المعارض السياسي والباحث السوري المهتم بقضايا الأقليات، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أقل ما يقال عن ما أقدم عليه البطريرك هو أنه عار ومخجل، استهجنه الرأي العام السرياني والمسيحي، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف، فكيف يمكن لبطريرك أن يشارك بمهرجان سياحي في وقت بات الآشوريون (سريان وكلدان) ومسيحيي المنطقة عموماً مهددين باقتلاعهم من جذورهم، بسبب الحروب الداخلية واستهدافهم من قبل التنظيمات الإسلامية المتطرفة وتخلي حكومات أوطانهم عنهم، فضلاً عن أن حضور البطريرك المهرجان وتكليفه شخصياً بتكريم ملكة جمال اللاذقية أمر لا يخلو من دلالات ومواقف سياسية تصب في خانة التأييد لنظام يخوض حرباً داخلية لأجل الاحتفاظ بالسلطة”، وفق قوله وتابع “من دون شك، لقد قلّلت هذه المشاركة الرخيصة من مكانة البطريرك، وستفقده المزيد من رصيده الشعبي والوطني بعد خسارته المعنوية الكبيرة إثر ظهوره في أيار/مايو الماضي مع بشار الجعفري في ندوة مع الجالية السورية في نيوجرسي بالولايات المتحدة، حيث تعمّد الجعفري عدم ذكر الإبادة السريانية الآشورية في سياق حديثه عن مذابح المسيحيين على يد العثمانيين مطلع القرن الماضي، واكتفى بذكر الإبادة الأرمنية فقط، ومقام البطريرك ومكانته الدينية والرمزية أعلى بكثير من أن يُشارك بهكذا مناسبات وأن يرافق موظفاً لدى نظام دكتاتوري خاصم وعادى غالبية شعبه من أجل كرسي السلطة”، حسب قوله وتتعزز لدى مسيحيي سورية شكوك بخضوع البطريرك لوصاية النظام السوري ورهن قرار وموقف الكنيسة لإرادة السلطة السياسية، ومشاعر التفاؤل التي سادت المجتمع السرياني مع وصول البطريرك إلى كرسيه قبل عام ونصف تراجعت كثيراً بعد سلسلة إخفاقات للبطريرك في إدارة شؤون الكنيسة وزيادة حدة الاصطفافات داخل طبقة الاكليروس السرياني بين مناصر للبطريرك افرام ومعارض له وقال يوسف “لقد برز استقطاب سياسي حاد داخل المجتمع السرياني بين أنصار التيار (السرياني الآرامي) من جهة وبين أنصار التيار (السرياني الآشوري) من جهة ثانية وأنصار التيار (السرياني السوري) من جهة ثالثة، وهي تُهدد وتُنذر بحصول انشقاقات في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي لها العديد من الأبرشيات في دول الاغتراب الأوربي الأمريكي وفي الهند، ما لم يسارع البطريرك لحل الأزمات التي تعصف بكنيسته”، حسب تأكيده أخبار سوريا ميكرو سيريا