المئات من السوريين يخشون ترحيلهم من لبنان وحادثة الاعتداء على عمر بقبوق ليست الأولى

  تداول سوريون ولبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة الشاب عمر بقبوق والذي هرب من سوريا ودخل إلى لبنان بحكم أنه مطلوب للالتحاق بالجيش، وتحدث أحد اللبنانين عن قصته بأنه تمكن من دخول لبنان بصفة تاجر وأقام بها بصفة غير نظامية، وحاول مراراً أن يسجل بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلا التسجيل فيها كان منتهياً الأمر الذي جعل من إقامته في لبنان غير نظامية. لكنه تعرض منذ يومين لحادثة اعتداء، حيث قامت سيارة بتتبع زوجته نور عويتي إلى بيتها إلا أنها تمكنت من الهروب والفرار وما إن خرج بقبوق ليرى ما الذي يحدث حتى أقعده الجيران عن ذلك وطلبوا منه عدم النزول، لكنه اضطر بعد ساعتين إلى النزول وإحضار بعض الحاجيات للمنزل فكانت تلك السيارة بانتظاره وخرج منها شاب عريض يحمل عصى حديدة وقام بضرب بقبوق على رأسه وظهره، إلى أن وقع بقبوق أرضاً فعاد الشاب إلى سيارته وحاول دهسه بها لقتله إلا أن الجيران تمكنوا من التدخل وإنقاذ حياة عمر. وبعدما تمكن الجيران من إلقاء القبض على الشاب المعتدي وأخذه إلى الأمن اللبناني، تبين أن الشاب هو أصلاً من أفراد الأمن اللبناني، ولم ينكر أصلاً في التحقيق أنه فعلاً اعتدى على عمر، لكن الأمن العام اللبناني حول القضية من الشاب إلى عمر، وسيخرج المعتدي من السجن بعد يومين أما عمر فهدد بالترحيل إلى سوريا مما يعني تسليمه للنظام! ورغم أن وضع عمر الصحي في خطر حيث أنه تعرض للنزيف الداخلي وفتحت أذنه ثلاث مرات لسحب الدم منها وامتلاء جسده بالرضوض إلا أن الأمن أصر أن يأخذه بهذه الحالة لترحيله إلى سوريا بحجة أنه مخالف! ما زاد في مأساة عمر أنه لا يملك جواز سفر سوري يسافر به وزوجته فلسطينية سورية ولا تستطيع أن تسافر معه أينما يريد، إضافة إلى أن الشاب الذي اعتدى عليهم بات حراً طليقاً وقد يعود للاعتداء مرة أخرى. ودعا ناشطون سوريون ولبنانيون إلى تعميم قضية عمر على وسائل الإعلام وناشدوا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان بالتدخل سريعاً لإنقاذ عمر. ولم يختلف الأمر في تركيا عن لبنان، إذ كانت الإعلامية اللبنانية “كارول معلوف” قد تدخلت في حل مشكلة أربع شباب سوريين تم توقيفهم في مطار أتاتورك لحيازتهم مبلغاً كبيراً من المال، وبعد متابعة الأمر مع الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان لكن ذلك لم يجدي نفعاً إذ كان الشباب قد رحلوا إلى الأردن ومنها إلى لبنان، وهناك تم تسليم جوازاتهم للأمن العام اللبناني من قبل طيران الشرق الأوسط، وهناك أخبروها بأن هذه الإجراءات روتينية وسيتم الإفراج عنهم لأنهم كما ادعوا نظاميين ومسجلين في المفوضية، لكن المفاجأة كانت باتصال تلقته كارول من الإعلاميين أعلموها فيه أنهم على نقطة المصنع عند الحود السورية اللبنانية وأن إجراءات الترحيل قد تمت بالفعل وهم يتهيؤون ليلاقوا الموت فعلاً في سوريا، فسارعت كارول للاتصال بوحدة الحماية في الأمم المتحدة الذين تدخلوا في اللحظات الأخيرة وأبطلوا قرار الترحيل. وبات شبح الترحيل يخيم على الكثيرين من السوريين في لبنان، فمن المعلوم أن آلاف السوريين وخاصة من فئة الشباب يدخلون لبنان بشكل غير نظامي، إما أنهم فارون من الحرب أو الالتحاق بالخدمة العسكرية أو أنهم لا يملكون جوازات سفر، فبعد أن كان الأمن العام قد أصدر السنة الفائتة قراراً يتم بموجبه العفو عن كل من يدخل لبنان بشكل غير نظامي بأن يغادرها قسراً بعد أن يسلم نفسه للأمن العام، أبطل العمل بهذا القرار بعد تمكن الكثيرين من الاستفادة منهم، وبات غير المستفيدين يعيشون خلسة أو في مناطق نائية لا تصلهم فيها عدسات الأمن اللبناني، فكانت هذه المناطق أشبه بسجون تمنعهم من الدخول أو الخروج خشية أن يوقفهم أحد الحواجز ويقوم بتفتيشهم. سعيد أحد هؤلاء الشباب، تمكن من الفرار من القلمون منذ خمسة أشهر وانطلق منها إلى طرابلس، لا يملك سعيد جواز سفر وهو متخلف عن الخدمة العسكرية، ولا يستطيع الخروج للعمل أو للتسجيل في المفوضية حتى، ويعيش عند أقاربه بشكل سري، لكنه لا يخفي قلقه في كل ثانية بأن تأتي مداهمات للمنزل الذي يعيش فيه فيصبح الخطر عليه وعلى العائلة التي تأويه!