اتحاد عمال النظام يرسل العمال إلى الحرب كميليشيات
24 تشرين الأول (أكتوبر)، 2015
آدم ملحم – ميكروسيريا
قال مصدر نقابي مطلع إن اتحاد عمال النظام بدأ فعلياً بتشكيل الكتائب العمالية المسلحة للقتال بجانب قوات النظام، مؤكداً أن القرار اتخذ بتوجيه من رئيس الاتحاد “جمال القادري” أمين فرع حزب البعث السابق في دمشق.
ويحذو القادري بذلك حذو “هلال هلال” الأمين القطري المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ مايقارب النصف قرن، حين كان الأخير أميناً لفرع البعث في حلب، وقام بتشكيل كتائب البعث، بقوام يقارب الخمس آلاف مقاتل، ليصار إلى تعميم التجربة في كافة المحافظات السورية، وتشكيل قيادة عليا عسكرية لكتائب البعث، ومكافأة “هلال” وترقيته إلى منصب أمين قطري مساعد.
ولم يكن الإعلان عن تشكيل الكتائب العمالية المسلحة مفاجئاً، فالمعروف عن القادري أنه كان مهندس زج العمال في قمع المظاهرات السلمية التي انطلقت بداية الثورة مطلع العام 2011، حين كان رئيساً لاتحاد عمال دمشق، إذ عمد إلى استلام محاور كاملة في شوارع العاصمة وجوامعها، فكان يتولى إرسال آلاف العمال إلى المساجد بعد إفراغها من المصلين المواطنين، في المساجد الكبيرة كالمسجد الأموي الذي واظب النظام على نقل وقائع صلاة الجمعة منه على الهواء مباشرة، لإظهار أن كبرى مساجد دمشق لا تشهد تظاهرات.
كما عمد القادري بحسب ناشطين إلى إرسال العمال في المسيرات المؤيدة باستخدام وسائل الترهيب، وفي أحيان أخرى إرسال العمال كشبيحة لضرب المتظاهرين والتسلل بينهم وتفريق المظاهرات، وهو ذات الامر الذي عمدت إليه مختلف المنظمات الشعبية لاحقاً كاتحاد الطبلة الذي يرأسه عمار ساعاتي الصديق المقرب لرأس النظام السوري بشار الأسد.
وأفاد المصدر النقابي الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة لشبكة ميكروسيريا الإعلامية، أن اتحاد عمال النظام يهدف إلى تطويع عشرين ألف عامل في الكتائب العمالية المسلحة، وأن قيادات عسكرية رفيعة المستوى ستتولى مهام تنظيم أمور هذه الكتائب وتدريبها، وتوزيعها على مختلف الحواجز العسكرية في مراكز المدن.
وتعود فكرة الكتائب العمالية إلى بدايات انطلاق الثورة، باقتراح من اتحاد عمال دمشق الذي كان يرأسه القادري، لكن الاقتراح لم يجد طريقه إلى التنفيذ، لمحاذير كثيرة، وتخوفات من انتشار السلاح بين العمال الذين لم يصار إلى فرزهم بعد من قبل الأجهزة الأمنية، بين مؤيد للنظام ومعارض مبطن له، وجرى حينها استبدال الكتائب بتوزيع أسحلة فردية على رؤساء مكاتب النقابات وأعضاء المكاتب التنفيذية في الاتحادات المهنية والفرعية والاتحاد العام.
وأفاد المصدر أن القادري سيعمد إلى استغلال عمال الشركات المتوقفة عن الإنتاج، والذين مازال يدفع النظام لهم الرواتب الشهرية، أو العمال في المحافظات الخارجة عن سيطرته، ودفعهم إلى تعبئة طلبات انتساب إلى هذه الكتائب، أو تقديم استقالتهم.
وبين المصدر في حديثه مع مراسل ميكروسيريا في العاصمة دمشق، أن مايشاع عن تأهيل العمال وتدريبهم على حمل السلاح لحماية الشركات والمصانع، هو محض افتراء يعمد الاتحاد على الترويج له، وأن الكتائب العمالية قد تتولى مهمة المشاركة في الحواجز العسكرية بدلاً عن كتائب البعث الذي يجري إرسالها تدريجياً إلى القتال في الجبهات العسكرية الساخنة.
وينتقد الكثير من المؤيدين للنظام سياسات الاتحاد ويتهمونه باللصوصية، إذ عمدت القيادة الجديدة للاتحاد التي تولت مهامها مطلع العام الجاري إلى إعادة إكساء مبنى الاتحاد بمبالغ مالية خيالية في وقت يعيش أكثر من نصف عمال سوريا تحت خط الفقر، كما عمدت قياداته الجديدة إلى ابتداع أساليب جديدة في سرقة اموال العمال من خلال رصد مبالغ كبيرة لأسر “الشهداء” مثلاً يصار إلى سرقتها لاحقاً.