العقيد الطيار إسماعيل أيوب : لهذه الأسباب يُحرم الجيش الحر من مضادات الطيران

تزدحم الأجواء السورية بالطيران الغربي والشرقي، وبعد دخول الطيران الروسي الأجواء السورية بشكل علني، ازداد الحديث عن تزود المعارضة بصواريخ مضادة للطيران، ولكن كما يقال “نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً”.

وللحديث سبب تأخر تزويد الثوار بمضادات الطيران، وحول كيفية تقاسم الأجواء في ظل ازدحام المجال الجوي بالطائرات، وعن صحة الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بسقوط الطائرة الشراعية في محافظة درعا، ايتحدث  العقيد الطيار “إسماعيل أيوب” في الحوار التالي:

ما هو سبب عدم تزويد فصائل الحر بمضادات الطيران حتى الآن؟ 

السبب هو الخوف من استهداف الطيران الإسرائيلي بهذه الصواريخ في مرحلة ما قبل قدوم التحالف، وبعد قدوم طيران التحالف أصبح التخوف مضاعفاً، لأنه من الصعب على مثل هذه الصواريخ التميز ما بين الطائرات، لأنها تعمل عن طريق التوجيه الحراري، ولا أعتقد أنه في المستقبل القريب سيتم تزويد فصائل الجيش الحر بمثل هذه الصواريخ المتطورة، إلا ضمن نطاقات ضيقة، وسيكون لها دراسات عميقة وشاملة حتى لا تصيب طائرات التحالف أو الطيران الإسرائيلي.

في الأيام الماضية دار الكثير من الحديث حول الطائرة الشراعية التي سقطت في ريف درعا الغربي، من وجهة نظرك هل الراوية الإسرائيلية صحيحة؟

أولاً إن الطيارين العرب ممنوعين من الطيران في إسرائيل، باستثناء العرب من الطائفة الدرزية، وذلك بعد عام (1998) لذلك من المستبعد أن يكون الطيار من عرب (48)، وهناك عدة احتمالات، إما فقدان موقع أو حالة ضياع أو نفاذ في الوقود أو اصطدام بعائق طبيعي نتيجة الطيران على ارتفاع منخفض، والاحتمال الأرجح هو الضياع، وقد قرر الطيار الهبوط في منطقة سهلية، وعن مصير الطيار لم يتضح أي شيء حتى الآن.

تكلم وزير الخارجية الروسي عن تنسيق عسكري مع الأردن بخصوص سوريا، فهل هذا التنسيق سيكون بداية لوصول الضربات الروسية إلى الجنوب السوري؟

لا أعتقد من وجهة نظر عسكرية صحة وجود اتفاق عسكري بين روسيا والأردن لنقل طائرات روسية لمطارات أردنية، هذا الكلام بعيد عن الواقع، وبعيد عن التطبيق، لأن الأردن دولة من دول التحالف التي يتفاوض مع روسيا عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية، والولايات المتحدة لن تسمح لروسيا جنوب دمشق باتجاه الحدود الأردنية، وأعتقد انها لن تسمح لها خلال الأيام القادمة.

وإذا حصلت ضربات روسية في الجنوب السوري في درعا والقنيطرة، فهذا يعني أنه ليس فقط هناك تنسيق ثلاثي (روسي إسرائيلي أمريكي)، بل سيكون هناك اتفاق دولي على إجهاض الثورة السورية، وخاصة الجيش الحر في الجنوب لا يتواجد سوى الجيش الحر وبعض الفصائل الإسلامية مثل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، وأنا من وجهة نظر عسكرية لا أعتقد أن الروس سيقومون بتنفيذ ضربات جنوبي الكسوة.

كيف يتم التنسيق وتقاسم المجال الجوي السوري؟

التنسيق بشكل عام موجود بين الروس والأمريكان، من أجل تجنب حوادث الاصطدام فوق الأجواء السورية، وإن الأجواء السورية مزدحمة، ومن الضروري بات وجود تنسيق، والتنسيق في الأجواء السورية بين الطيران السوري والروسي بالأوقات، فعندما يكون هناك عمل للطيران الروسي يتم إبلاغ السورين بأن تكون جميع طائراتهم على الأرض، بما في ذلك الطيران المدني، حتى تنتهي العمليات الروسية، عندها يتم إبلاغ السورين بأنه بات مسموح لطيران النظام الإقلاع، وهذا ينطبق على جميع دول التحالف، الذي كان يعمل قبل قدوم الطيران الروسي، وأعتقد أن النظام كان على تنسيق مع دول التحالف، ولا يمكن أن يكون هناك طيران دون تنسيق، فالتنسيق يتم إما بالزمن أو القطاعات أو الارتفاعات.

وماذا عن تأثير الغارات الروسية على قوات المعارضة؟

التأثير يبقى محدوداً، والسبب هو أن قوات الجيش الحر ليس لها ثكنات مستقلة ومعروفة أو مراكز تدريب ومستودعات، فالجيش الحر لا يعتبر جيشاً نظامياً، وليس له مقومات الجيوش، ويملك بعض المقرات الصغيرة والتي يمكن تغييرها من حين إلى آخر، ويمكن أن يستهدفها الطيران الروسي ويدمرها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تدمير الجيش الحر وإخراجه من المعركة، إذ أن الجيش الحر يقاتل على شكل مجموعات صغيرة، ويعتمد على حرب العصابات في الكر والفر، لذلك ومنذ بداية شهر تشرين الأول-أكتوبر، وحتى الآن تمكن الطيران الروسي من إصابة عدد من مقرات الجيش الحر، ولكن النسبة الأكبر من الغارات الروسية كانت ضد أهداف مدنية، وبالمجمل نستطيع الحديث على أن الجيش الحر هو عبارة عن جيش شعبي مؤلف من المدنيين والعسكريين.

ولا يوجد للجيش الحر قواعد يستطيع الطيران الروسي استطلاعها، ونستطيع الحديث على أن تأثير الطيران الروسي ضعيف رغم دقة الإصابات في بعض الأحيان والكثافة النارية من خلال إلقاء القنابل من الطيران الحربي الروسي، فهناك طائرات متطورة، ولكن بشكل عام الطيران لا يحسم المعركة، على الرغم من أنه عامل مساعد ورئيس في إخضاع الجيوش في الحروب، ولكن وفي حالة الجيش الحر الوضع مختلف، فالطيران لا يستطيع الانتصار لجيش انهزم أمام بنادق الثوار من أبناء شعبه، لم يستطع جيش الانتصار على شعبه في تاريخ البشرية.

ودائماً في معارك الحق والباطل قد تميل الكفة قليلاً، ولكن في النهاية لا بد للحق أن ينتصر، كما تمكن الجيش الحر من كسر النظام والميلشيات الطائفية وإيران، سيتمكن من كسر الروس، النصر صبر ساعة ولو أتى كل طيران العالم لدعم جيش بشار الأسد لن يستطيعوا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة النظام إلى سابق عهده.

أخبار سوريا ميكرو سيريا