عائلة النمر الحورانية فقدت 18 فرداً في أولى غارات النظام على بصرى الشام

صار أمراً عادياً أن تفقد عائلة سورية أحد أفرادها أوجلهم، وربما كلهم، ولا يبقى من يبكي عليها، ففي كل بيت من بيوت السوريين هناك قصة ومأساة، والاختلاف الوحيد ممكن أن يكون في حجم المأساة. خلال تجوالنا في مدينة “بصرى الشام” في ريف درعا الشرقي، وعند وقوفنا أمام أحد المنازل المدمرة لم نكن نعلم أي شيء عن قصة أصحاب المنزل، ليخبرها الأهالي بقصتهم. قالوا إنه أول منزل تم تدميره في مدينة “بصرى الشام” وذلك عن طريق غارة بالطيران الحربي كانت أولى غارات الطيران على المدينة، لتحدث أول مجزرة في المدينة، والتي ذهب ضحيتها تسعة عشر شخصاً من عائلة “النمر”. توجهنا  من أجل مقابلة الناجين من عائلة “النمر” والحديث معهم، فالتقينا “عبد الله النمر” والذي أخبر بأن العائلة من سكان حي “التضامن” في دمشق، ومع بداية عام (2012) تعرض منزلهم في حي “التضامن” في دمشق للقصف من قبل قوات النظام، مما دفعهم للعودة إلى مسقط رأسهم في مدينة “بصرى الشام”، واستقرت العائلة في المدينة. وأضاف أنه في السادس والعشرين من أيلول-سبتمبر من عام (2012) كانت الفاجعة عندما قام طيران النظام باستهداف منزلهم في مدينة “بصرى الشام” بشكل مباشر، مما أدى إلى مقتل ثمانية عشر شخصاً من أفراد العائلة، وكان من بين الضحايا أطفاله وهم “إسماعيل النمر” أحد عشر عاماً و”أمين النمر” أربعة أعوام، إضافة إلى زوجته ووالدتها وأربع من شقيقاتها، وشقيقته الوحيدة مع أطفالها الثلاثة. وأكد أن أول غارة من طيران النظام استهدفت منزلهم، بالرغم من أنه ليس له أي نشاط في الحراك الثوري، ومع ذلك لم يسلم من أذى قوات النظام. وأشار إلى أن قوات النظام بعد المجزرة قامت باعتقاله مرتين واحتجاز سيارته التي كانت تشكل المورد الوحيد له ولأطفاله الخمسة الناجين من قصف قوات النظام. وأردف بأنه يقوم ببيع الخضار من أجل تأمين احتياجات أطفاله، وذلك لأن جميع المنظمات في الداخل لم تقدم لهم أي شيء يذكر. وقالت أم عبد الله “فاطمة السويدان” إنها فقدت ثمانية عشر فرداً من عائلتها خلال غارة لقوات النظام، وكان من ضمن الضحايا زوجها “إسماعيل النمر” وابنتها الوحيدة مع أطفالها، وزوجة ابنها وأطفاله. وأضافت بأن قوات النظام قامت بتدمير منزلهم في “حي التضامن” في العاصمة دمشق، وعندما قرروا الفرار من قصف قوات النظام والعودة إلى مدينة “بصرى الشام” لم يكن ذلك كاف لتجنب إجرام النظام، فتم استهداف منزلهم من قبل طيران النظام، وهم يقيمون اليوم في أحد المنازل في مدينة “بصرى الشام” بشكل مؤقت. وأشارت إلى أن عدم انخراط ابنائها في الحراك الثوري لم يكن ليشفع لهم عند قوات النظام، وعلى الرغم من حجم مأساة عائلتها لم تجد من يقدم لها يد العون. وأكدت حاجتها لدواء بشكل شهري بكلفة تصل إلى ستة آلاف ليرة سورية، نتيجة إصابتها بأكثر من مرض، وأن بسطة الخضار التي يعمل عليها ابنها “عبد الله” لا تكفي لتلبية احتياجات العائلة، وبالأخص في ظل ارتفاع الأسعار ووجود عدد من الأيتام ضمن العائلة. أخبار سوريا ميكرو سيريا