‘أم عماد : أم لثلاثة شهداء ومستعدة لتقدم بقية أبنائها الثمانية لنصرة الثورة’

1 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2015
4 minutes

تعتبر مدينة “الحراك” في ريف درعا الشرقي من أوائل المدن الثائرة، قدمت مئات الشهداء ودفعت ثمناً كبيراً نتيجة قربها من اللواء (52)، حيث كان اللواء يستهدف المدينة بشكل يومي، ما أدى إلى دمار معظم منازل المدينة وتهجير أغلب السكان.

وبعد تحرير اللواء (52) مطلع شهر حزيران الماضي، بدأ سكان المدينة بالعودة، وبدأت الحياة تعود للمدينة بشكل تدريجي، في مدينة “الحراك” كان لنا لقاء مع “بهيجة الحريري أم عماد”.

تقول “أم عماد” بأنها منذ بداية الثورة شجعت أبناءها على الانخراط في الحراك السلمي، ومع بدء العمل المسلح في المدينة انخرط أبناءها فيه، ونتيجة قرب مدينة الحراك من اللواء (52) وكونها تحولت مع بداية عام (2012) لمعقل أساسي من معاقل الجيش الحر في ريف درعا الشرقي، عملت قوات النظام على حصار المدينة، وفي أواخر شهر آب اقتحمت قوات النظام المدينة، بعد مقاومة استمرت لأكثر من عشرة أيام من قبل أبناء المدينة.

وتضيف بأنه ومع بداية حملة قوات النظام على المدينة، قتل ابنها الأول “علي” وبعد ثلاثة أيام فقط قتل ابنها الثاني “أحمد”، وقامت قوات النظام بعد اقتحامها للمدينة بإحراق منزلها، فيما لايزال ثلاثة من أبناءها في صفوف الجيش الحر، وأنها مستعدة لتقديم أبنائها الثمانية في سبيل نصرة الحق، فيما تقوم هي برعاية أحفادها الأيتام.

ورغم قصف قوات النظام لمنزلها أكثر من خمس مرات إحداهما بالطيران الحربي، لم تغادر منزلها على الإطلاق منذ بداية الثورة، وتؤكد أنها لن تخرج منه مهما كلف الثمن، وأن الموت أسهل عليها من ترك منزلها رغم أنه محروق ولا يصلح للسكن، ومعظم غرفه باتت من دون سقف نتيجة سقوط القذائف عليه.

وعن تمسكها ببيتها وأرضها تقول “أم عماد” إنه خلال عملية سيطرة الثوار على اللواء (52) جميع السكان في الحي قام بإخلاء منازلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أمناً، وبقيت وحيدة لأكثر من عشرة أيام على الرغم من المحاولات المتكررة من قبل الجيران والأقارب لترك منزلها، بسبب قربة من اللواء (52).

وتشير إلى أن عدد من المنظمات قد قامت بزيارة منزلها وقد تلقت عدداً من الوعود، ولم يمد لها أحد إلى اليوم يد العون.

“وسام علي قطف” حفيد “أم عماد” وابن الشهيد “علي”، يقول بأنه انقطع عن الدراسة لثلاثة أعوام متواصلة، بسبب قصف اللواء (52) المتكرر على المدينة، وعن أمنيته يقول: “أتمنى أن يموت بشار الأسد لأنه قتل والدي، وحرق منزلي، ولأنه في كل يوم يلقي علينا البراميل المتفجرة”.

أما “قصي” شقيق “وسام” فإنه لا يتذكر والده إلا أن جدته تحدثه عن والده، وكيف قرر الدفاع عن أهالي المدينة واستشهد وهو يدافع عنهم، ويتمنى أن “تنتهي الحرب، ويتوقف الطيران عن قصف مدينتنا، وان أرى مدينة ألعاب وألعب فيها”.

و قال الناشط “عمار الزايد” أحد جيران “أم عماد” يقول إن أم عماد ليست الحالة الوحيدة في درعا، بل هناك عشرات الحالات المشابهة.

ويضيف بأن عدد من المنظمات والمؤسسات الإعلامية قامت بزيارة “أم عماد”، وعلى الرغم من ذلك لم يقدموا يد العون لها، بل قام البعض باستغلالها، لأن مثل هذه القصص تجد تعاطفاً كبيراً بعد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية.

وأكد “الزايد” أنه من واجب المؤسسات الثورية تقديم العون والمساعدة لهذه الأسر، لأنها قدمت أبناءها في سبيل الثورة ونيل الشعب السوري حريته، “أقل شيء يمكن أن نقدمه لهذه العوائل هو تأمين حياة كريمة كرد لجميل”.

[ad_2] أخبار سوريا ميكرو سيريا