بعد خروجها عن سيطرة النظام : عشرات الغارات الجوية تستهدف مهين في ريف حمص

شن الطيران الحربي صباح اليوم الأحد، الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، أكثر من 100 غارة جوية على بلدة مهين التي سيطر عليها تنظيم “داعش” في وقت متأخر من مساء أمس السبت، في الوقت الذي اعتبر فيه مؤيدو النظام في حمص خسارة البلدة دليلاً جديداً على ضعف قواته وانهيارها.

وبحسب بعض أهالي البلدة الذين أخرجوا منها فجر اليوم، فإن البلدة استهدفت بثمانية صواريخ ثقيلة مصدرها بلدة صدد المجاورة، وسط مخاوف من سيطرة التنظيم على بلدة صدد التي بات مقاتلوه على أطرافها.

ومن جانبه قال المكتب الإعلامي التابع للتنظيم في حمص إن السيطرة على البلدة جاءت بعد قيام أحد عناصره ويدعى “أبو ناصر الشامي” بتفجير سيارته المفخخة وسط حاجز الأعلاف على أطراف البلدة، ممهدا الطريق لبقية العناصر لاقتحام البلدة والسيطرة عليها بالكامل مع مستودعات التسليح المجاورة.

وقال المكتب في بيان له إن ذات أهمية استراتيجية، بكونها تبعد عن الطريق الدولي الواصل بين حمص ودمشق، فقط عشرة كيلومترات، وكونها تقع بالقرب من مطار الشعيرات العسكري الذي أصبح تحت مرمى نيران التنظيم.

وتحتضن بلدة مهين 30 ألف مدني منهم نازحين من القريتين التي سيطر عليها التنظيم منذ أشهر وسط وضع صعب بسبب تدمير الطيران للبنية التحتية في المدينة التي طالما عانت معارك طاحنة منذ سيطرة قوات المعارضة على مستودعاتها منذ سنوات.

وسائل إعلام مقربة من النظام نقلت عن مصادر رسمية إعلان النظام انتهاء هدنة مهين، وبموجبها كان النظام يتمركز على أطراف البلدة دون دخولها، وادعت قوات النظام لتبرير إنهاء الهدنة بأن وجهاء بلدة مهين بايعوا (داعش) وخرقوا الهدنة.

غضب شعبي ضد مسؤولي النظام

وبدورها، فتحت شبكات النظام الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي النار على اللجنة الأمنية العسكرية في حمص بعد سقوط بلدة مهين بيد تنظيم “داعش”، وقالت عدة صفحات محسوبة على الدفاع الوطني الميليشيا التابعة العسكرية الرديفة للجيش النظامي أن اللجنة الأمنية متقاعسة ومهملة ووصفتها بعض الشبكات بالمتعاملة مع “داعش” مقابل موارد مادية ومنافع شخصية.

الموالون انتفضوا عبر الإنترنت غضبا من أجل قتلاهم وجرحاهم اللذين عادوا بالتوابيت من مهين وبعض نقاط صدد التي دمرها تنظيم “داعش” وبدأوا بتخوين قيادات أمنية وعسكرية في جيش وأفرع النظام بسبب سقوط مهين بنفس الطريقة التي سقطت فيها القريتين وبدأ الموالون بتوجيه عدة أصابع أتهام لبعض العناصر في صدد لأنهم رفضوا في وقت سابق استضافة وإطعام عناصر النظام الهاربين من معارك ضد التنظيم في حقلي “شاعر وجزل”.

فيما وجهت تعليقات الاتهام للضباط التي تستخدم العناصر لخدمتها الشخصية وحمايتها وتلقي بهم في معارك خاسرة لتحافظ القيادات على حياتها الأمر الذي دفع بعجلة الفتنة بين الجيش وميليشيا الدفاع الوطني خصوصا بعد عدة مناقشات كادت أن تمنع ميليشيا الدفاع الوطني من المشاركة في معارك الريف الشمالي الذي فتحها النظام برفقة حلفائه الروس والإيرانيين وقد بدأت حملات استفزازية وصور تحريضية ضد بعض الرموز العسكرية في إشارة أن الدفاع الوطني شارط رغما عن ضباط الجيش التي رفضت مشاركته لأسباب مجهولة

وتعتبر بلدة مهين منطقة استراتيجية وهامة جدا للتنظيم كونها تقع بالقرب من طريق حمص – دمشق، وكون التنظيم يقترب أكثر من بلدة “صدد” المعروفة بأنها من أكبر الخزانات البشرية لميليشيا الدفاع الوطني في المنطقة. بالإضافة لتماس البلدة شبه المباشر مع منطقة القلمون الشرقي، وصرحت مصادر أن هناك طريق إمداد يستخدمه النظام لدعم جنوده في شرق حمص بات مهددا بالكامل بسبب سيطرة التنظيم المفاجئة على مهين والتي لم تكن في الحسبان.

أخبار سوريا ميكرو سيريا