هجوم على منزل سوري في ألمانيا،وفرق كبير بين المدن الشرقية والغربية بخصوص اللاجئين

6 نوفمبر، 2015

ميكروسيريا – يمنى الدمشقي

“أحمد العرسان” أحد اللاجئين السوريين في ألمانيا ممن تعرضوا لهجمات عنصرية قام بها بعض الألمان من الأحزاب الرافضة لتدفق اللاجئين على البلاد.. يتحدث في حديث خاص للاتحاد برس كيف تم تفجير عبوة في منزله من قبل أحد هؤلاء ليلاً الأمر الذي أثار هلعه وعائلته، وانتهى به الأمر في إحدى مخيمات الإيواء كما كان قبل أن يحصل على الإقامة.

يقول أحمد: “أعيش في مدينة درسدن في ولاية سكسونيا، كنت في البيت في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وفي هذا الوقت كان أحد أصدقائي بزيارة عندي وبينما هو يتجول قرب البيت، لمح أربعة أشخاص بدا أنهم يضعون شيئاً ما، ركضت مسرعاً لأرى من في الباب، ولكن الصوت سبق وصولي، وانفجرت العبوة ويبدو أنهم زامنوا تفجيرها حتى أصل عندها بواسطة جهاز كان معهم، ثم تقدموا في محاولة منهم لاقتحام المنزل، لكننا قاومناهم وولوا بالهروب، وانتهى الأمر بتكسير كل الزجاج في المنزل وتخريب محتوياته الشخصية وإصابة صديقي بجراح طفيفة نتيجة اختراق الزجاج أجزاء جسده”

يتابع أحمد استدعينا على الفور الشرطة التي جاءت لتعاين المكان وأغلقوا البيت ووصل العديد من الصحفيين للمنزل، وبعد حوالي ساعة تم نقلنا من بيتا إلى مكان بعيد، لكن الأمر السيء أن هذا المكان هو مخيم إيواء نجهل حتى الآن مصيرنا به، وطالبنا الشرطة إعادتنا إلى منزلنا لكنهم رفضوا ذلك خوفاً على حياتنا.

وليست قصة أحمد هي الأولى، فقد نشرت منذ يومين وسائل إعلام ألمانية عن هجمات متعددة في مدينة فيسمار قام بها عنصريون يقدر عددهم بعشرين شخصاً بعصا البيسبول والمتفجرات أدت إلى إصابة 7 سوريين.

وسبق الحادثتان حادثة الاعتداء على أربعة شبان سوريين في مدينة غرايتس في ولاية نورينغن شرق ألمانيا، إذ هوجم هؤلاء من قبل مجموعة من العنصريين انهالوا عليهم بالضرب.

وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد أصدرت تقريراً حول الهجمات التي يتعرض لها اللاجئون من قبل ألمان مناهضين للأجانب، وأقرت أن عدد الهجمات خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري قد تعدى 202 حادثة هجوم وهو أضعاف ما كان عليه في الأعوام الثلاثة السابقة مجتمعة.

لاشك أن الكثير من الألمان يرفضون هذه الهجمات بل ويعتبرونها بمثابة إعلان حرب جديدة على اللاجئين الفارين أصلاً من جحيم بلادهم، وأعلنت ذلك مصادر رسمية في الحكومة الألمانية معتبرة ذلك “وصمة عار”.

من جهة أخرى يحاول الكثيرون من الألمان مساعدة هؤلاء اللاجئين قدر استطاعتهم، متعاطفين مع حالة هروبهم الإنساني من الحرب، حيث تقول “إيلينا” في حديث خاص للاتحاد برس وهي شابة ألمانية متطوعة في مجال مساعدة اللاجئين: “أخرج كل يوم إلى مراكز الإيواء التي تأوي الاجئين، لأطلع على أوضاعهم وأرى احتياجاتهم، أحاول جاهدة مساعدتهم خاصة من لديه أطفال، ثم أنطلق إلى عملي الثاني في إحدى محطات القطار التي جهزناها لاستقبال اللاجئين الجدد، حيث جهزنا الألبسة والأغطية والأطعمة ولوازم الأطفال والحاجيات النسائية، وكنا نساعد أيضاً من يريد أن يتابع طريقه إلى السويد أو الدانمارك أو النروج عن طريق تأمين ثمن بطاقات القطار”

تتابع “في الحقيقة نحن نقدر الألم الذي يمر به هؤلاء اللاجئون، والمعاناة الحقيقة التي يسلكونها في سبيل الوصول إلى ألمانيا، ونعلم في المقابل وجود أشخاص أقل ما يمكن أن نسميهم أنهم مريضون، هم في البداية على عداء مع أنفسهم ثم مع اللاجئين من جنسيات مختلفة، وصادفت مرة شاباً تعرض وزوجته لمضايقات من عنصريين، لكننا قمنا بنفس اليوم بأخذهم إلى منزل عائلة ألمانية استضافتهم عندها طيلة فترة انتظارهم الإقامة وعاملتهم كأسرة واحدة، حتى أن العائلة صارت تبكي عندما ودعت الرجل وزوجته”

وتضيف إيلينا “في كل مجتمع من الطبيعي أن يوجد أناس شاذون عنه، نحن مثلاً قد نتعرض أيضاً لمضايقات بسبب مساندتنا للاجئين، ففي أحد المرات كنا بزيارة إلى مخيم للإيواء في مدينة كيل في ولاية شلسفينغ هولشتاين، ثم رأينا حشداً من العنصريين يقدر عددهم بعشرين شخصاً يريدون الهجوم على المركز، لكننا ما لبثنا أن اتصلنا بأصدقائنا لمساندتنا وأقمنا مظاهرة مناهضة ضدهم قدر عددها ب 150 شخصاً، ثم جاءت الشرطة وأبعدت العنصريين عنا واعتذرت من اللاجئين”

يرى الكثير من السوريين أن ألمانيا كانت الخيار الأفضل لهم، ويرون في الشعب الألماني مثالاً يحتذى به لتعاطفه مع قضية السوريين، خاصة في التسهيلات التي قدمت لهم، وقاموا بحملات متعددة لشكر الشعب الألماني منها حملة “شكراً ألمانيا” التي ملأت شوارع ألمانيا بالورود، لكن على الجانب الآخر ترى فئة قليلة أن ألمانيا كانت الخيار الأسوأ لهم لا سيما المواقف العنصرية المتتالية التي تمر عليهم، وأغلب هؤلاء يقطن في الولايات الشرقية التي تعاني من انتشار فكرة معاداة اللاجئين.