النظام يثبت فشله في ضبط الأسعار خلال أيام من حصار حلب
7 نوفمبر، 2015
شهدت مدينة حلب ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الاستهلاكية والغذائية، وذلك عقب قطع طريق (خناصر- أثريا) الذي يعتبر الشريان الرئيس لحلب، نتيجة سيطرة تنظيم “داعش” عليه، والذي أعادت قوات النظام سيطرتها عليه أمس الأربعاء، إلا أنها لم تعد فتحه بالنسبة للمدنيين والقوافل التجارية.
شهدت الأسواق داخل الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام ارتفاعاً جنونياً بالأسعار، إلا أن قطع الطريق من قبل ” داعش” دفع الكثير من التجار إلى احتكار بعض المواد خشية استمرار الانقطاع، وإطباق الحصار على مدينة حلب.
وقد أشارت مصادر مطلعة داخل مناطق النظام في حلب إلى أنه وعلى الرغم من الضائقة المادية التي يعاني منها أهالي المدينة، كانت فرصة لتجار الأزمات بأن يحتكروا الكثير من المواد لتصل أسعار بعض المواد إلى أرقام كبيرة جداً، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر ليتر البنزين إلى (700) ليرة سورية، والمازوت إلى (400) ليرة، مع وصول سعر جرة الغاز إلى (8000) ليرة.
وكذلك بالنسبة لأسعار المواد الغذائية التي شهدت ارتفاعاً جنونياً مثل الفروج واللحمة والخضراوات، حيث وصل سعر ربطة البقدونس إلى (200) ليرة وكيلو البندورة إلى (800) ليرة، ويقاس على ذلك بقية المواد الغذائية التي شهدت هي الأخرى ارتفاعاً كبيراً بأسعارها.
هذا الارتفاع أدى إلى رفع الأسعار في المطاعم، حيث بلغ سعر سندويشة الفلافل (200) ليرة، كما أن حركة سير السيارات في شوارع حلب قد قلت بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وصعوبة الحصول عليها.
في حين أوقفت جميع الدوائر الحكومية باصات النقل التي تُقِلُّ موظفيها وعُمَّالَها، وارتفعت أجرة باصات النقل الداخلي لتصبح (40) ليرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار أجرة سيارات النقل العمومية.
شلاش: سأقود قافلة الحمامة البيضاء
من جهة أخرى فقد نشر الشيخ “أحمد شلاش” عضو مجلس الشعب على صفحته الشخصية، على أنه سيترأس قافلة “الحمامة البيضاء” الإنسانية المحملة بالمواد الغذائية (رز-عدس- فول- حمص- قمر الدين- تمر معلب- معكرونة- مياه بقين- حليب أطفال – فراريج مجمدة – سردين-سمك التونا … إلخ) في حمولة تبلغ عشرات الأطنان.
ويقول ” شلاش”: “الانطلاق صبيحة يوم الإثنين من دمشق باتجاه حلب لكسر الحصار من طريق خناصر، وسنمر من مناطق سيطرة قوى الظلام، ولن يتعرض لنا أحد لأننا لا نحمل السلاح، ولأننا دعاة سلام لا دعاة حرب”، هذا ما سبب له السباب والشتم والألفاظ النابية، وأثار حفيظة الكثير من أنصار النظام، لأنهم يدركون جيداً أن النظام غير مهتم بهم كما هو حال غيرهم من قبل.
في الغوطة الشرقية العكس تماماً
أبو “محمود بركات” من الثوار الأوائل في ريف حلب يقول: “الجزاء من جنس العمل” فاليوم بات النظام يتجرع من نفس الكأس الذي سقى منه شعبنا المحاصر في ريف دمشق ومخيم اليرموك وغيره من المناطق، فقد عانى هذا الشعب الصابر الكثير، حيث بلغ سعر بعض السلع في مناطق سيطرة الثوار عشرة أضعاف سعرها في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، فكان سعر الكيلو غرام الواحد من مادة البرغل (900) ليرة سورية، في حين تباع في العاصمة بسعر (125) ليرة سورية، وينطبق هذا الارتفاع بالأسعار على بقيّة الموادّ الغذائية، والتموينية.
هذا الغلاء في الأسعار دفعت بسكان المناطق المحاصرة في ريف دمشق إلى زراعة الخضروات على أسطح المنازل، والعديد من أهالي الغوطة استفادوا من مشروع زراعة الأسطح، وباتوا يؤمنون كميات كبيرة من احتياجاتهم الغذائية، رغم صعوبة الحصول على مقومات هذا المشروع، من ماء وتراب وبذار، إضافةً إلى شقّ الثوار لأنفاق سرية إلى العاصمة دمشق مكنتهم من الصمود لأكثر من ثلاث سنوات من الحصار الخانق.