‘انتشار التهاب الكبد الوبائي في #الزبداني ينذر بكارثة صحية’

8 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2015
5 minutes

تصدرت مدينة “الزبداني” في القلمون الغربي في الأشهر الماضية المشهد السوري، بعد عملية تعتبر الأكبر من نوعها لقوات النظام والميلشيات المساندة لها، حاولت من خلالها السيطرة على مدينة الزبداني، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.

وبعد ما يقارب ثلاثة أشهر من حملة قوات النظام والميلشيات الموالية له على المدينة وتكبدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وبسبب ضغط “جيش الفتح” على النظام وميليشياته في بلدتي “الفوعة و”كفريا” أجبرت قوات النظام على توقيع هدنة، وفي الأيام الماضية كثر الحديث عن إدخال الأمم المتحدة أغذية فاسدة إلى مدينة الزبداني والبلدات المجاورة.

 الناشط “علي ابراهيم” تحدث عن وضع المدنيين في المنطقة، وعن مدى التزام قوات النظام والميلشيات الموالية بتطبيق بنود اتفاق الهدنة، فقال إن النظام والميلشيات المتواجدة في مدينة الزبداني قاموا بتطبيق الهدنة فقط فيما يتعلق بالقصف بالمدفعية والصواريخ والغارات الجوية، أما بالنسبة للأمور الأخرى مازالت متواجدة وبالأخص الحصار الخانق المفروض على الأهالي.

وأضاف أنه ومنذ اليوم الثاني للهدنة قتلت ميلشيا حزب الله أحد ثوار المدينة عن طريق إطلاق النار عليه بعد شجار على المواقع، والنظام مازال مستمراً بتفجير المنازل في محيط المدينة، وبالأخص في سهل “الزبداني” و”مضايا”.

كما عمل النظام على ردم الآبار الارتوازية المخصصة لري الأشجار والمزروعات، وقطع الأشجار فتحول سهل الزبداني إلى سهل أجرد.

وبالنسبة للثوار فهم ملتزمون بالاتفاق، وحالة من الهدوء تسود أوساط الثوار، مع استمرار حصارهم وسط المدينة من قبل النظام والميلشيات الموالية.

وأما بالنسبة للمدنيين المتواجدون في المنطقة فوضعهم سيء للغاية في داخل مدينة الزبداني والبلدات المجاورة، بالإضافة لتهجير قسري يتعرض له أهالي الزبداني في بلدة “بلودان” للنزوح إلى “مضايا” و”بقين”، وهناك أيضاً عمليات تهجير لسكان من الأحياء الشرقية لمدينة الزبداني “الإنشاءات” و”الشلاح “، وتواجد كثيف لميلشيا حزب الله في هذه الأحياء.

انتشار للأوبئة ووفيات جوعاً

فالحصار مفروضُ على المنطقة منذ ثلاثة سنوات، وفي الأشهر الثلاثة زاد الحصار بشكل خانق جداً، ورغم الهدنة لم يتم تحسين وضع المدنيين داخل مدينة الزبداني والبلدات المجاورة، والوضع المعيشي للسكان سيء جداً، فهناك نقص كبير في الأغذية والمستلزمات الطبية وحليب ومستلزمات الأطفال.

وأكد “إبراهيم” وفاة خمسة أطفال في مدينة الزبداني بسبب نقص الغذاء، “والخطر الحقيقي الذي يتمثل اليوم بانتشار التهاب الكبد الوبائي داخل مدينة الزبداني وبلدات مضايا وبقين في ظل عدم وجد علاج كاف، مما يشكل عبئاً إضافياً على الأهالي والكادر الطبي المتواجد داخل البلدات المحاصرة”.

الأغذية الفاسدة

وفيما يتعلق بموضوع الأغذية الفاسدة، أشار إلى أن الأغذية دخلت بسيارات الهلال الأحمر السوري في ظل تواجد ممثلين عن الأمم المتحدة ومكتب “ديمستورا”، حيث تم إدخال (650) صندوق من البسكويت والمكملات الغذائية لمدينة الزبداني وبلدات “مضايا” و”بقين”، بينها (320) صندوق منته الصلاحية.

ونتيجة تناول الأطعمة الفاسدة أصيب عدد من السكان بحالات تسمم، فأصد مكتب “ديمستورا” بياناً طالب فيه دخول فريق طبي من أجل معالجة السكان الذين أصيبوا بحالات تسمم نتيجة تناول الأغذية منتهية الصلاحية، “ولكن للأسف إلى الآن لم يدخل أي فريق طبي، وقد طالب المكتب الطرفين بدخول الفريق، فوافق طرف المدنيين والثوار ولكن طرف الميلشيات والنظام رفض”.

وأما عن انسحاب الميليشيات وقوات النظام من محيط الزبداني، أكد “إبراهيم” أن أعداداً قليلة من القوات انسحبت باتجاه مدينة داريا، وأما ميلشيات حزب الله فما تزال متواجدة وبأعداد كبيرة للغاية.

وأردف قائلاً: ” إن وضع المدنيين سيء للغاية في مدينة الزبداني وبلدات مضايا وبقين وبلودان والذي يبلغ عددهم (50) ألف نسمة، كون المنطقة على أبواب فصل الشتاء، وشتاء المنطقة معروف بقساوته بسبب الصقيع والثلج، وبعد أن قامت الشبيحة بقطع الأشجار في المنطقة، وصل سعر طن الحطب إلى (120) ألف ليرة سورية، ويقوم الشبيحة وقوات النظام ببيع الحطب للأهالي عن طريق وسطاء”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا