تصعيدٌ ضدّ مشايخ الكرامة باستهداف الطريق الخاضع لهم بين السويداء ودرعا

عقب إعلان السلطات الأمنية للنظام في السويداء نيتها القضاء على ظاهرة المشايخ في المحافظة، شهدت الأيام القليلة الماضية استهدافاً متكرراً للطريق الواصل بين مناطق سيطرة الثوار في درعا وبلدة المزرعة معقل مشايخ الكرامة في السويداء.

وعملت قوات النظام منذ اغتيال الشيخ وحيد البلعوس في مطلع أيلول/سبتمبر الماضي، على إغلاق جميع الطرق بين محافظتي درعا والسويداء باستثناء طريق “المزرعة” كونه الوحيد الذي يخضع لسيطرة شيوخ الكرامة، وبقي الطريق يشكل شريان حياة بالنسبة للأهالي في المحافظتين وبالأخص للمزارعين من أبناء محافظة درعا كون الطريق يعتبر المنفس الوحيد لتصريف محاصيلهم.

يضاف إلى ذلك أن الطريق يعتبر من أهم الطرق لإدخال السلع والمواد الغذائية لريف محافظة درعا الشرقي، وفي الأيام الماضية عملت قوات النظام المتمركزة في مطار الثعلة على استهداف الطريق بشكل مركز مما أدى لإصابة عدد من المدنيين.

وفي اتصال مع “أمير الجبر” أحد قيادي الجيش الحر في محافظة السويداء، أفاد أن ظاهرة شيوخ الكرامة شكلت تحدٍّ لقوات النظام، وقد وقف الشيوخ في وجه النظام لذلك عمل النظام على اغتيال الشيخ وحيد البلعوس “أبو فهد” من أجل تفكيك هذه الظاهرة.

وأضاف “الجبر” أنه بعد فشل كل أساليب قوات النظام من عمليات خطف واغتيال عمل في الأسبوع الماضي على إعادة فرض سيطرته على طريق “المزرعة” ومن المعروف أن الطريق يعتبر آخر طريق سألك ما بين محافظتي درعا والسويداء، حيث كانت قوات النظام تسيطر على الحاجز الرئيسي في البلدة، ونجح مشايخ الكرامة في وقت سابق بطردها من البلدة ومنعها من الدخول.

ومؤخراً حاولت قوات النظام إعادة الحاجز الخاص بها من جديد إلى بلدة المزرعة، ولكنها اصطدمت مجدداً بمشايخ الكرامة ونجحوا بمنع قوات النظام من وضع الحاجز وفرض سيطرتها من جديد على آخر الطرقات مع محافظة درعا، بحسب القيادي في الجيش الحر، الذي أكد أن الأوضاع متوترة وبالأخص بعد إعلان العميد وفيق الناصر الحرب على مشايخ الكرامة وبأنه سيقضي على ظاهرة مشايخ الكرامة ويؤكد بأن هناك إشكالات ما بين المشايخ والأجهزة الامنية في المحافظة.

شريان حياة لدرعا

ومن جانبه أكد الناشط “محمد الزعبي” أن استهداف قوات النظام للطريق سينعكس بشكل سلبي على الواقع المعيشي للأهالي وبأنه سيعمل على رفع أسعار السلع كما أكد أن طريق يشكل معبراً لآلاف الطلاب من أبناء محافظة درعا من الذين يدرسون في الجامعات في دمشق والسويداء.

ويرى الزعبي أن أهم أسباب استهداف الطريق هو الخلاف الحاد ما بين المشايخ من طرف وقوات النظام من طرف آخر، وبأن قوات النظام تريد السيطرة على الطريق من أجل أخذ مبالغ مالية من السيارات كما كانت تفعل على بقية الطرقات، حيث كانت ضريبة عبور السيارات تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية، بحجة أنها ضريبة “ترفيق” لحماية المركبات.

أخبار سوريا ميكرو سيريا