قائد فرقة أحرار نوى : معركة مثلث الموت الأولى كانت بقيادة الجنرال “سليماني”

تعتبر مدينة نوى من أهم المدن في محافظة درعا، وأكثرها تعداداً للسكان، وللمدينة أهمية عسكرية كبيرة لقوات النظام، حيث عملت قوات النظام على فرض حصار على البلدة مطلع شهر نيسان من عام 2011 وبعد ذلك اقتحمت قوات النظام المدينة وعملت على تقطيع أوصالها.

تمكن ثوار المدينة منتصف عام 2013 من السيطرة على عدة أحياء فيها، فقامت قوات النظام بإطباق الحصار عليها ومنع الأهالي من الدخول والخروج منها، فوجود عدد من التلال المرتفعة ساعد قوات النظام على حصار المدينة.

وبداية شهر نيسان من عام 2014 بدأ الوضع يتغير، حيث تمكنت الفصائل من كسر الحصار المفروض من قبل قوات النظام على المدينة.

وقال العميد عبد الله القراعزة (أبو عماد) قائد فرقة “أحرار نوى” لإن مدينة “نوى” تتميز بالموقع الجغرافي، حيث يحيط بالمدينة عدد من التلال “الجابية” و”الجموع” و”أم حوران” و”تلي الهش” إضافة إلى كون المدينة تربط ما بين محافظتي درعا والقنيطرة، وهي مجاورة لمرتفعات الجولان المحتل.

وأضاف بأن المدينة تتواجد فيها قوات النظام بكثافة كونها تحدّ هضبة الجولان المحتل، وأكبر التشكيلات العسكرية في المدينة اللواء (61) واللواء (112) ومقرات استطلاع وسيطرة تتموضع على التلال المجاورة للمدينة.

وأشار “القراعزة” إلى أن قوات النظام منتصف عام (2013) عملت على حصار المدينة من كافة الجهات، واستمر الحصار قرابة العام، ومطلع شهر نيسان من عام (2014) نجحت الفصائل الثورية بكسر الحصار المفروض من قبل قوات النظام، وذلك عن طريق السيطرة على تل “الجابية” وبعدها بفترة قصيرة تمكنت الفصائل من السيطرة على تل “الجموع” ومدينة “الشيخ سعد” ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تعتبر من أهم المواقع العسكرية لقوات النظام، ومع نهاية عام (2014) نجحت الفصائل باستكمال السيطرة على تل “أم حوران” و”تلي الهش” بالإضافة إلى بعض الكتائب العسكرية المحيطة بالبلدة.

وأكد على أن مدينة “نوى” من أولى المدن الثائرة في حوران وقد دفعت ثمناً كبيراً لذلك، فالمدينة تعتبر ثاني أكبر تجمع سكاني في محافظة درعا بعد مركز محافظة درعا، فعدد السكان في المدينة يتجاوز المئة ألف نسمة، وفي الأعوام الماضية نزح معظم سكان المدينة، ويقدر عدد النازحين من المدينة بثمانين ألف نسمة، وبعد استكمال سيطرة الثوار على المدينة، عاد معظم السكان، وقد استقبلت المدينة أعدداً من النازحين.

في حين أن عدد الشهداء في مدينة نوى تجاوز (2000) شهيد منذ بداية الثورة السورية، وأكثر من تسعين في المئة من الشهداء مدنيون، وقد سقط عدد كبير من الضحايا أثناء حصار المدينة وأثناء فرار الأهالي من المدينة وأثناء محاولة بعض الشباب في المدينة إدخال بعض المواد الغذائية للمدينة وقت الحصار.

وأردف “القراعزة” قائلاُ: “إننا كجزء من الجبهة الجنوبية أخذنا الشرعية من البيئة الحاضنة للثورة السورية، ونحن متمسكين بأهداف الشعب السوري في الحرية وخلاص أبناء شعبنا من الاحتلال الأسدي وكافة أنواع الاحتلال، ونحن لن نستكين حتى استكمال عملية التحرير”.

وفيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي الأخير أشار “القراعزة” إلى أنه وبعد الهزائم المتكررة لقوات النظام وميليشياته العام الماضي في الجنوب السوري، انتقلت قيادة المعارك في الجنوب السوري من قوات النظام للميليشيات الموالية من إيران وبالأخص في معارك “مثلث الموت” و”بصرى الشام” و”بصر الحرير” و”منطقة اللجاة”.

في حين أن لديهم معلومات أكيدة على أن العملية التي تحضر لها القوات المعادية بقيادة روسية، وأن الطيران الروسي قام بقصف عدد من الأهداف في محافظتي القنيطرة ودرعا، وأن هناك قوات رصد واستطلاع روسية متواجدة على المرتفعات التي تقع على الخط الأمامي في منطقة مثلث الموت، تقوم بالاستطلاع والرصد اليومي، وأكد أن معركة مثلث الموت الأولى كانت بقيادة الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”، أما الآن فالقوات المتواجدة في المنطقة بقيادة الضباط الروس بمشاركة الميلشيات الموالية وبالأخص الحرس الثوري الإيراني.

وأكد “القراعزة” أن فصائل الجبهة الجنوبية تعمل على تعزيز الخط الأمامي، الذي تتواجد عليه قوات النظام المدعومة بالعناصر الروسية والميلشيات الموالية من لبنان والعراق، “ونحن جاهزون للتصدي لهذه الحملة ولكافة أشكال الاحتلال مهما كلفنا الأمر، وقد نجحنا بكسر الحملات الماضية من قبل الغزاة الإيرانيين ومن لبنان والعراق وأفغانستان، ولن يكون الروس أوفر حظاً من باقي الغزاة”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا