لم يبق في ريف حلب الجنوبي سوى خمسة أطباء

كان على رأس أهداف الطيران الروسي في هجماته على ريف حلب الجنوبي المستشفيات الميدانية، ومنها مستشفى “الحاضر” ومستشفى “العيس” اللذان كانا يقدمان الخدمات الطبية مجاناً لما يزيد عن (70) ألف نسمة من سكان الريف الجنوبي.

وقد أدى هذا القصف لخروج تلك المستشفيات عن الخدمة تماماً بعد إصابة غالبية الكوادر الطبية فيها.

الطبيب “ضياء الدين الزامل” نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في اتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية (uossm) صرح لـوسائل اعلام محلية عن الوضع الصحي في ريف حلب الجنوبي فقال: “إن ريف حلب الجنوبي هو في الأساس مهمش ومظلوم، وفقير، ويفتقر إلى الكوادر الطبية، ونتيجة لقصف الطيران الروسي له فرض الحال تحدياً على الجميع من عسكريين، وإغاثيين، وطبيين”.

وأشار “الزامل” إلى أنه في ريف حلب الجنوبي يوجد مراكز عيادات صحية، وليس مستشفيات وهي فقيرة للغاية. وأضاف أنه تم الدعم الطبي لكل المراكز والنقاط لكن بشكل خجول، وبعض المنظمات تعهدت أن تحضر مستشفيات متنقلة، بحيث تكون قريبة من جبهات القتال.

وألمح إلى أن هناك بعض العيادات لا تزال تعمل في “البطرانة” و”زمار” و”الزربة” في ريف حلب الجنوبي، وعيادات متنقلة تخدم النازحين.

وأكد أن منظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة اعتمدت خطة لتزويد المنطقة بـ (20) سيارة إسعاف مع مستلزماتها، ورواتبها، وكلفة تشغيلية لمدة ثلاثة أشهر بالإضافة الى تشغيل (6) نقاط طبية لمدة ثلاثة أشهر، وهذه العقود سوف تنفذ مع uossm) ) لصالح مديرية صحة حلب.

وفي السياق ذاته فقد قال مدير صحة حلب الحرة الطبيب “ياسر درويش:” أقامت منظومة الاسعاف في ريف حلب الغربي عدة نقاط طبية متقدمة ومجهزة بسيارات إسعاف ومستلزمات ومستهلكات طبية وأدوية، مهمتها تبريد حالة المصاب ونقله لأقرب مستشفى حسب نوع وحجم الإصابة”.

وأضاف أنهم بعد (24) ساعة من بدء العمليات العسكرية، قاموا بتجهيز ثلاث نقاط طبية، الأولى في “خان طومان” وهي مدعومة من منظمة “مديكال ريليف” والثانية في مستشفى “الحاضر” الذي انسحبت جميع العناصر منه نتيجة استهدافه، والثالثة في “العيس” الذي تم استهدافه وخروجه عن الخدمة.

وتابع قائلاً: “بسبب عدم وجود تنسيق، ورفض المنظمات تنسيق العمل الطبي الإسعافي، تم سحب العناصر من (البطرانة) و(زمار) وتم التركيز على ثلاث نقاط ساخنة”.

وأشار “درويش” إلى أن مجموع سيارات منظومة الإسعاف التي غطت معركة ريف حلب الجنوبي هو (11) سيارة، ومن ضمنهم سيارة غرفة العمليات المتنقلة، والتي قد أشرف عليها الدكتور”ياسر” شخصياً مع أنها كانت موجودة في الريف الجنوبي، ولكن رفض كل الأطباء العمل فيها، أو حتى أن تقف بقربهم خوفاً من الوشاية وقصفها.

وأنهى حديثة بالقول: “إن الريف الجنوبي قبل أن يشهد الأحداث الأخيرة كان فيه حوالي الـخمسين طبيباً، وبعد الاستهداف لم يبق منهم الآن سوى خمسة أطباء، والموجود منهم ميدانياً طبيب واحد هو الدكتور (خلوف)”.

“أبو جاسم” أحد سكان الريف الجنوبي من الذين رفضوا مغادرة منزله قال: “كان المستشفى يقدم الخدمات للمواطنين المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً، بالإضافة إلى حاضنات للأطفال حديثي الولادة، ولكن الطيران الروسي استهدف المستشفى ولا نعلم لماذا، وما هو ذنب الاطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة؟ أين سيذهبون بحالهم؟”.

في حين أن المستشفيات الميدانية في محافظة حلب، كغيرها من المستشفيات في بقية المحافظات السورية، تعاني من نقص في الأدوية، والمستلزمات الصحية، والكوادر الطبية، وتعمل هذه المستشفيات والعيادات فوق طاقتها، لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الشعب الصابر، الذي يتعرض لحرب لا طاقة له بها، وذلك منذ خمس سنوات عجاف.

أخبار سوريا ميكرو سيريا