تقرير: الفصائل العسكرية وتحالفاتها في الغوطة الشرقية بريف دمشق


10707699_325361297635802_1118071795_o-1240x826ميكروسيريا – أحمد محمد

ارتفعت في الفترة الاخيرة وتيرة الحملة العسكرية التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، خاصة بعد تحرير الثوار لمناطق شاسعة شرق الغوطة وقطع الاوتستراد الدولي واستقواء النظام بالدعم الروسي الأخير لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة على الأرض، بالإضافة إلى أخبار اندماج وتنسيق الجهود بين عدد من الفصائل في الغوطة وهو أكثر ما يخيف النظام ويؤرقه.

ومن أبرز التحالفات التي تمت مؤخراً كان التنسيق في غرفة عمليات مشتركة في الغوطة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام الفصيلين الأكبر في الغوطة، تبعه الإعلان عن إعادة إحياء غرفة عمليات جند الملاحم والتي تضم باقي فصائل الغوطة كالنصرة وأحرار الشام والاتحاد الاسلامي لأجناد الشام والتي كان لها الفضل عند تأسيسها لأول مرة بتحرير قسم كبير من أراضي الغوطة وعدد من ثكنات النظام، وبذلك يصبح العمل العسكري في الغوطة متمثلاً بجهتين الأولى غرفة عمليات الفيلق وجيش الإسلام والثانية غرفة جند الملاحم، وهو ما يجعل العمل العسكري أكثر مرونة للاستجابة للظروف الدقيقة التي تمر فيها الغوطة وكل سوريا.

وبالتزامن مع هذه الاندماجات قامت الفصائل العسكرية في الغوطة بتحركات عسكرية واسعة أفضت إلى السيطرة على الجبال المطلة على الغوطة الشرقية والتي كانت وكراً لقوات النظام، التي يستخدمها لقصف الغوطة ومن فيها، ونتيجة لذلك قطع الأوتستراد الواصل بين حمص ودمشق بشكل كامل منذ أكثر من شهر، كما تم تشديد الهجوم على إدارة المركبات والسيطرة على عدد من الأبينية فيها، وعملت معظم الفصائل على صد الهجمات اليومية التي يقوم بها النظام على الغوطة كمنطقة المرج التي يستميت النظام للتقدم فيها، والتي كانت في ما مضى تعتبر من مناطق العمق في الغوطة، لكن الخلافات والتشتت أدى لفقدان العديد من المناطق التي كانت قد حررت على يد الثوار، والذين حلت فصائلهم نتيجة الخلافات وعدم تلقي الدعم بسبب رفض الارتهان وهو أحد أسباب تفكك غرفة جند الملاحم التي كانت تضم قبل عامين كلاً من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام و جبهة النصرة و أحرار الشام و ألوية الحبيب المصطفى و كتيبة عيسى ابن مريم.

وكان من أهم إنجازاتها تحرير حاجز تاميكو الملاصق لشركة تاميكو للصناعات الدوائية، والذي كان يعتبر أكبر حاجز في دمشق وريفها، وصد أشرس هجمات قوات الأسد على منطقة المرج عموماً بالإضافة إلى تحرير عدة مناطق على أطراف الغوطة بحسب “عمار كريم” أحد المقربين من غرفة جند الملاحم، والذي قال للاتحاد برس أن أهم العوامل التي عجلت في إعادة تفعيل الغرفة هي وضع الغوطة الصعب حالياً وما حققته الغرفة عندما أسست قبل أن يتم فيما بعد حلها، وأهم العمليات التي تقوم بها الغرفة التي تنسق بشكل كامل بين الفصائل المنضوية تحت إمرتها، هي صد الهجمات التي يشنها نظام الأسد على الغوطة، كما يتم الإعداد لعدة عمليات كبيرة في المستقبل القريب.

وأوضح عمار أن الغرفة تضم حالياً الإتحاد الإسلامي لأجناد الشام و أحرار الشام و جبهة النصرة بعد حل الفصائل الأخرى التي كانت ضمن الغرفة ولدى سؤاله عن وجود أي خلافات بين الفصائل المشكلة لهذه الغرفة والفصائل المشكلة للغرفة الثانية في الغوطة، قال عمار اتجهت بعض الفصائل لهذه الغرفة بسبب بعض الخلافات مع جيش الإسلام و رغبتهم بالعمل سوية نظراً لتقارب أفكارهم و أهدافهم والتي لا تتطابق مع أفكار وأهداف جيش الإسلام و فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية.

وكانت تجربة القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية قد فشلت بسبب النزاع بين الفصائل واختلاف مشاريع الداعمين وهو ما أدى إلى تعميق الفجوة بين مختلف الأطراف التي تراشقت الاتهامات فيما بينها ووصل الحال إلى الاشتباكات المباشرة بالأسلحة بسبب قضية المعابر الشائكة والتي ساهمت بشكل كبير في فشل القيادة الموحدة بالإضافة إلى مشاكل القضاء وعدم التزام كافة الأطراف بالقضاء الموحد.

ومنذ انطلاقة العمل العسكري في سوريا يأمل السوريون بتوحيد الصف لتحقيق النصر بعيداً عن التبعيات والمصالح الضيقة لكن إلى الآن لم ينجح أي اندماج كبير في إثبات نفسه كمرجع لتجربة ناجحة يتم الاستناد عليها من قبل باقي الفصائل التي يؤمن الثوار أنها إن توحدت تستطيع القضاء على حكم الأسد بسهولة، وهو ما تحاول فصائل الغوطة عمله على أمل زوال الاشكالات مع الفصائل الأخرى للإندماج في غرفة عمليات موحدة لكامل الغوطة التي تئن تحت الحصار والقصف اليومي منذ أكثر من ثلاثة أعوام