عاد من ألمانيا ليقتل في درعا

لأنه آمن أن سوريا لن تنال الحرية إلا بسواعد أبنائها، ولأنه يعلم أن وطنه له حقّ عليه كسائر أبنائه، اختار الشاب محمد قطيفان بعد حصوله على الإقامة (الحلم) في ألمانيا أن يكون مصيره كسائر من اختاروا أرض المعارك للدفاع عن أرضهم وشعبهم، من عدوٍّ أيقنوا أنه محتل لبلادهم.

الشاب محمد قطيفان كان مساء أمس الاثنين، على موعد مع الشهادة بقذيفة غادرة سقطت على منازل المدنيين في مدينة درعا البلد، لينال الشهادة التي عاد من أجلها، لاحقاً بدرب شقيقه أحمد، وأعز أصدقائه محمد الأصفر.

نبأ استشهاد أعز أصدقائه محمد الأصفر، مصور قناة الجزيرة، الذي وصله في حزيران/يونيو الماضي، كان مثل الصاعقة على محمد قطيفان، الذي كان في ذلك الوقت في ألمانيا وحصل حديثاً على الإقامة هناك، وكان يستعد للزواج للبدء بحياة جديدة في بلاد المهجر.

خبر استشهاد صديقه الأصفر كان السبب الرئيس لقرار العودة لإكمال الطريق الذي بدأوه معاً منذ الأيام الاولى لانطلاق ثورة الحرية والكرامة من أحياء مدينتهم درعا البلد.

يقول عنه صديقه محمد المسالمة إنه كغيره من الشباب الثائرين الذين أرادوا لبلادهم أن تتحرر من العبودية والاستبداد، كان من أوائل المشاركين في المظاهرات السلمية، واستمر مع أخيه الشهيد أحمد بالخروج بالمظاهرات السلمية إلى أن أصبحت الثورة مسلحة فلم يتوانوا للحظة واحدة عن حمل السلاح تاركين خلفهم دراستهم والمستقبل الذي يطمح إليه الكثيرون، وهمهم الوحيد هو تحرير البلاد من نظام استباح كل شيء في هذه البلد.

خاض مع أخيه وثوار درعا، بحسب المسالمة، جميع المعارك في درعا البلد، وأهمها الرماح العوالي وشهداء الخندق، إلى أن استشهد أخيه قبل حوالي عام ونصف العام في معارك في حي المنشية في درعا البلد، ولكن ذلك لم يثنه عن إكمال مسيرته المشرفة فواصل رباطه على ثغور حي المنشية غير آبه بما يحصل أو سوف يحصل مستقبلاً.

وبعد تدهور الوضع المعيشي والأمني في درعا البلد وكما فعل الكثير من عناصر الجيش الحر هاجر إلى أوروبا مع عدد من رفاقه، ويضيف صديقه المسالمة إنه خلال حديثه مع من هاجر كان الشهيد قطيفان يندب حظه وتلك الساعة التي هاجر فيها إلى خارج البلاد.

وبعد استشهاد أحد أعز رفاق دربه الشهيد محمد الأصفر بدأت محاولة قطيفان للعودة منذ أربعة أشهر، عندما حاول الدخول إلى الأردن ولكن أعادوه إلى المانيا بسبب عدم إكمال بعض الأوراق المطلوبة فعاد المحاولة مرة ثانية. إلى أن وصل إلى مدينة الرمثا ولم يبق فيها سوى أيام ينتظر لحظة إخباره بأن اسمه قد وصل كي يدخل إلى درعا برفقة خطيبته التي تزوجها قبل حوالي الشهرين.

عاد محمد إلى درعا ليحمل بندقيته وتوجّه إلى نقطة رباطه تاركاً أوروبا والاقامة والراتب الشهري وزوجته والحياة بملذاتها وجلس مدافعاً عن بلاده.

أخبار سوريا ميكرو سيريا