حسان القالش: المسيحيون والعلويون بين روسيا وطهران

رأى الكاتب والصحافي السوري حسان القالش، أن المسيحين والعلويين ممن يؤيدون الإحتلال في سوريا، قد يميلون إلى الروس أكثر من الإيرانيين، خاصةً مع البعد الديني والمسيحي الذي أضافته روسيا بشكلٍ واضح على تدخلها، مقابل تخوف العلويين على هويتهم الدينية والإجتماعية من نشاط التبشير الشيعي الإيراني.

وقال القالش في مقال له نشر على صفحات جريدة “الحياة” اللندنية، إن “الروس بإضافتهم للبعد الديني المسيحي إلى تدخلهم في سوريا، جعلوا مسيحيي المنطقة الخائفين والمؤيدين للأسد، يفضلون روسيا على إيران، خاصةً أن الإدعاء الروسي في حماية المسيحيين أكثر قبـــولاً وتصديقاً من الإدعاء الإيراني الخجول وغير المباشر”.

وأوضح الكاتب السوري أنه على الرغم من رضا معظم العلويين عن نجاحات إيران وميليشيا “حزب الله” اللبناني، إلا أنهم لا يخفون خشيتهم على هويتهم الإجتماعية والدينية من نشاط التبشير الشيعي الإيراني، الذي بدأ قبل الثورة السورية بكثير، وعدا الإختلاف الكبير بين البيئتين الإجتماعيتين، هناك الإختلاف في العقيدة بين الشيعة والعلويين، والذي يصل عند بعض علمائهم إلى مستوى يقارب التكفير والتبرؤ.

وأكد القالش أن واقعاً كهذا لا يؤهل إيران لتنصيب نفسها حاميةً للعلويين، ذلك أن من شروط حماية الأقليات، أن يتم ضمان استمرار وجودها كما هي، واحترام عقائدها ومجتمعاتها، وهذا لم يكن في وارد إيران تجاه العلويين، الذين قد يجدون أنفسهم في مرحلةٍ ما مضطرين لمقاومة الإيرانيين.

وختم الصحافي السوري مقاله بالقول إن “روسيــا قد تكون المؤهلة الوحيــدة لإدعاء حماية العلويين، وإن كان خبراً ساراً ربما للعلويين كجماعة، إلا أنه ليس كذلك بالنسبة إلى السوريين كجماعةٍ وطنية، خصوصاً أولئك الذين ترفعوا عن إيجاد الحلول للعقدة العلوية، بيد أن التفاؤل الحذر في هذا السياق يكمن في أن إيران لن تكون مرتاحة في احتلالها سوريا في وجود شريكها الروسي”.