نفيرٌ عامٌ لكن بالسر واعتقالات بالمئات في العاصمة دمشق

14 نوفمبر، 2015

تشهد العاصمة دمشق حملة هي الاولى من نوعها من حيث الحجم، اعتقالات واسعة في صفوف الشبان بغية تجنيدهم احتياطياً، حيث تقوم قوات النظام بإيقاف كافة الشبان الذكور وتجمعهم بحافلات كبيرة في معظم مناطق دمشق، بما فيهم الموظفين وطلاب الجامعة والمؤجلين من الخدمة وحتى المعفيين من الخدمة.

الأمر الذي اعتبره نشطاء وأكده أحد المصادر داخل النظام أنها حملة نفير عام كبيرة يقوم بها النظام لكن بشكل سريّ، بهدف عدم جذب الانتباه والإعلام لما يقوم به، والامر الآخر خوفه من هرب الشباب إذا قاموا بالإعلان عن النفير.

ورصد ناشطون داخل العاصمة دمشق عن اعتقال 13 شخصاً، بينهم ثلاث فتيات من مدينة يبرود في القلمون وأربعة آخرين من حمص واثنين من النبك، على حاجز القطيفة أثناء توجهم إلى العاصمة دمشق صباح أمس الخميس، وتم الإفراج عن الفتيات بعد توقيفهن لمدة تجاوزت الساعتين أما الذكور تم سوقهم باتجاه أحد فروع العاصمة.

وبحسب أهالي من دمشق، فإن قوات النظام تعمدت عدم إخبار الشباب الذين هم في عمر خدمة الاحتياط تبليغهم كما جرت العادة في السابق، وتقوم بنشر وتوزيع أسماء هؤلاء الشبان مع أسماء المتخلفين عن الاحتياط الذين تم إخبارهم سابقا على الحواجز الطيارة ودوريات الأمن، التي انتشرت حديثاً على مفارق الطرق وبين الحارات ويقومون منذ أسبوع باعتقال العشرات يومياً.

80 شاباً من الميدان فقط

ففي حي الميدان فقط، تم توثيق اعتقال 80 شاباً في الحي، تم اعتقالهم من قبل دورية للأمن العسكري والشرطة العسكرية بالقرب من مخفر الميدان تحت الجسر المتحلق، وجميع المعتقلين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين، ويوجد بينهم شاب معفى من الخدمة الإلزامية كونه وحيداً لأهله، لكن المخابرات قاموا باعتقالهم وسمحو لهم فقط باستخدام هواتفهم وإخبار أهاليهم عن اعتقالهم من قبل الشرطة العسكرية وذهابهم للخدمة في قوات النظام.

في حين انتشرت أنباء في دمشق عن نية النظام شن حملة واسعة وأكبر من المعتاد في دمشق، ستشمل الشباب لسوقهم لخدمة الاحتياط، وستكون في أغلب شوارع العاصمة بمشاركة كل من الأمن العسكري والشرطة العسكرية وقوى الأمن الجوي وقوى أمن الدولة.

وبدوره أكد تجمع شرق دمشق أن قوة أمنية ضخمة داهمت مساء أمس الأول الأربعاء مركز “الشام سنتر” التجاري واعتقلت العشرات ما بين موظفين ورواد للمركز، حيث شوهد تعبئة أربعة باصات أمنية بأعمار الخدمة الاحتياطية والخدمة الالزامية وسط حالة من الفوضى عمت المركز والمنطقة.

وأشار الناشط أبو القاسم الدمشقي أنه شوهد خلال الأسبوع الفائت العديد من الحافلات، في كل من المجتهد ونهر عيشة والزاهرة الجديدة والقديمة وباب مصلى وباب سريجة، وأحياء الصالحية والشعلان، والمزة وكفرسوسة، محملة بالشباب، لسحبهم للاحتياط، واعتمد النظام في حملاته بشكل كبير على الحواجز المؤقتة، التي يقيمها بشكل مفاجئ لمدة معينة.

وكان شهد حي الميدان أيضاً قبل أيا، حملة اعتقالات طالت العديد من الشباب خلال خروج المصلين من مسجد زيد بن ثابت، في شارع خالد بن الوليد، الجمعة قبل الفائتة ويقوم النظام بسوق الشباب عند اعتقالهم الى ثكنات الدريج والديماس بريف دمشق أو إلى الشرطة العسكرية بالقابون، ومن هناك يتم توزيعهم على باقي مناطق سيطرته.

30 ألف ليرة ليفلت من الحاجز

وقال الشاب أبو سالم الميداني  إنه اضطر لدفع مبلغ 30 ألف ليرة سورية لأحد الحواجز الطيارة من أجل إفلاته وعدم سوقه للاعتقال، في حين يقوم عناصر النظام أيضا بالاستفادة المادية الكبيرة من تلك الحملات التي يشنوها، حيث تعود عليهم بمبالغ مالية كبيرة بعد تهديد الشباب باعتقالهم مما يضطر الشاب لدفع المال مقابل إفلاته والافراج عنه.

وأكد الناشط أبو القاسم أن أحد أصدقائه “ر.ش” قام قوات النظام باعتقاله بالقرب من حي الشعلان بدمشق وسوقه الى الاحتياط وهو لم يكن عليه خدمة احتياط في حين أكد له الضابط المسؤول عنه أنهم تعمدوا عدم إخبار الشباب بسبب تخلف الغالبية عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية، الأمر الذي دعا قوات النظام إلى اتباع هذه الآلية الجديدة وتم فرز الشاب “ر.ش” إلى القامشلي حيث يقبع هناك هو والعشرات من الشباب المرغمين على حمل السلاح والدفاع عن النظام.

وتعم حالة من الخوف والهلع داخل أحياء دمشق وبين شبابها بعد هذه الحملات التي تهدف إلى سوق الشباب إلى الموت المحتم على جبهات القتال ضد الثوار الأمر الذي دعا الكثير من الشباب إلى السفر والهرب إلى خارج البلاد، وهذا الأمر الذي يريده النظام وإيران وهو تفريغ دمشق وجميع المناطق الخاضعة تحت سيطرته من الشباب وإحضار ميليشيات شيعية تدافع عنه وعن مقدساتهم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا