النظام يعتقل كل شاب يصادفه ويزجه في صفوفه.. وحيد أو مؤجل دراسياً لا فرق


10155913_676366302400188_4348296023143573361_n-620x330ميكروسيريا – أحمد محمد

كثفت قوات النظام في الآونة الأخيرة من تواجدها في العاصمة دمشق بغرض اعتقال أكبر عدد ممكن من الشباب المطلوب لخدمة العلم، بسبب النقص الحاد الذي تعاني منه المؤسسة العسكرية واتساع الجبهات القتال في مختلف أنحاء سوريا.

وتتوارد يوميا أنباء عن انتشار دوريات جوالة في الطرقات والأزقة تقوم بالتدقيق بالوثائق الثبوتية واعتقال كل من هو في عمر الخدمة أو الاحتياط الذي فرضه النظام لتعويض العجز الكبير الذي تعاني منه قوات الأسد، وتناقلت صفحات تابعة للنظام قراراً صدر عن بشار الأسد ويقضي بسحب أي شاب تولده بين العام 1973م والعام 1998م وهو ما يعني إمكانية سحب المئات يومياً إلى خدمة العلم مباشرة، وهو ما يحاول الشباب يومياً التملص منه، وبحسب القرار يمنع التأجيل تحت أي ظرف من الظروف، باستثناء الطلاب فيأجلون سنة واحدة ومن ثم يُسحبون لأداء الخدمة الإلزامية.

وشهدت الأشهر الأخيرة حملة متصاعدة من التذمر في صفوف المجندين الإجباريين في جيش النظام، والذين بلغت خدمة بعضهم 6 سنوات، فيما تتراوح مدة الخدمة الإلزامية بين سنة ونصف وسنتين، وطالب عدد كبير من المجندين بتسريحهم لما وصفوه بالتعب الشديد والإرهاق من الحرب والمعاناة، كما نشر عدد من العناصر على صفحة “بدنا نتسرح” الخاصة بعناصر النظام وطالب هؤلاء بسحب المتخلفين عن الخدمة والذين يقدرون بمئات الآلاف والذين يتهربون من الخدمة إما في الداخل أو عبر الخروج من البلد ووصفوا الحال بالمزري وغير العادل حيث مر على خدمتهم سنين طويلة، في حين يهاجر من يدافعون عنهم إلى أوروبا بحسب الصفحة.

ويوم أمس تناقل عدد من الناشطين في دمشق أخباراً عن نية النظام إطلاق حملة كبيرة عن طريق إرسال قوات من الأمن العسكري والأمن الجوي والشرطة العسكرية وأمن الدولة إلى شوارع العاصمة دمشق لسوق الشباب للخدمة، وحذر الناشطون من أن هذه الحملة لن تكون اعتيادية وهو ما لمسه سكان العاصمة فوراً عندما داهمت قوة أمنية ضخمة مركز التسوق “شام سيتي سنتر” في تنظيم كفرسوسة وقامت باعتقال أكثر من 150 من الموظفين ورواد المركز وسوقهم إلى الثكنات العسكرية، كما أفاد شهود عيان باعتقال العشرات من الطلاب الجامعيين وسط العاصمة منهم من هو معفى من الخدمة كالوحيد لأهله، وسيق هؤلاء مباشرة إلى قيادة الشرطة العسكرية في القابون لإلحاقهم بالوحدات واستخدام بعضهم في عمليات الحفر والسخرة، كما تناقل شهود أخباراً عن مداهمات كبيرة في مشروع دمر استهدفت “المفيشين” وهم من يدفعون للضباط لقاء تغيبهم الدائم واعتقلت أكثر من 150 شاب كما نصبت حواجز عسكرية على مداخل ضاحية الأسد شمال دمشق قامت باعتقال العشرات من الشباب وسوقهم بسيارات الزيل إلى الثكنات العسكرية في الوقت الذي قامت فيه دوريات من الأمن العسكري باعتقال العشرات من المربع الأمني المالكي والشعلان وأبو رمانة والروضة كذلك الأمر في حي مزة فيلات الذي يقطنه مسؤولو النظام.

ولوحظ منذ أشهر غياب الشباب بشكل شبه كامل عن شوارع العاصمة دمشق حيث فضل هؤلاء الاختباء في منازلهم أو في مناطق بعيدة عن متناول الجيش والقوات الأمنية، وفضل العشرات التسلل إلى المناطق المهادنة أو المحاصرة للتخلص من شبح السوق للخدمة الإلزامية، واختصر الأمر طالب في كلية الآداب في جامعة دمشق حيث ذكر للاتحاد برس أنه رأى ثلاثة شبان وهو الرابع في قاعة فيها أكثر من 150 من الإناث فيما ذكر السيد عبد الكريم أنه على علم بخروج عشرات الحافلات من دمشق وريفها محملة بمئات الشباب الفارين من الخدمة والعائلات باتجاه لبنان ثم إلى تركيا بقصد الهجرة، بعد دعوة رئيس وزراء النظام لمعالجة الهجرة بالتحاق الشباب بالجيش.

يذكر أن أكثر من 91 ألف عسكري قد قتلوا منذ بداية العمل العسكري في الثورة فيما انشق عشرات الآلاف مع عزوف كل الشباب عن الالتحاق بالخدمة الالزامية وهو ما قلص تعداد قوات الأسد إلى حوالي الثلث وأدى ذلك إلى احتفاظ النظام بكل الجنود الملتحقة بالخدمة الاجبارية منذ منتصف العام 2010 ولم يتم تسريح أي مجند منذ 1-1-2012 وهو مؤشر واضح على معاناة النظام بشرياً في ظل نزيف مستمر في صفوف جيشه والميليشيات التي يقتل لها العشرات يومياً ويفر العشرات أيضاً.