اعتداءات باريس وتغيير مسار الحل في سوريا

يرى الكاتب حسان حيدر أن اعتداءات باريس الإرهابية شكلت فرصةً إضافية للدول الكبرى التي تضغط في اتجاه تلفيق حل في سوريا، وإجبار المعارضة على القبول بما يعرض عليها، وتجاهل المسببات الفعلية للحرب في سوريا،  ودور نظام الأسد في إطلاق دورة العنف المستمرة منذ قرابة خمس سنوات.

وأشار حيدر في مقالٍ له بجريدة “الحياة” اللندنية”، إلى التنسيق الواضح بين الموقفين الروسي والأميركي خلال قمة “مجموعة العشرين” في تركيا، فبينما شدد الروس على ضرورة أن تتخلى فرنسا عن تمسكها بإزاحة الأسد بعد هجمات باريس، تولى الأميركيون الضغط على الإئتلاف الوطني السوري، لعقد مؤتمر يتخذ قراراً بالتفاوض مع نظام الأسد وفق خريطة الطريق الغامضة التي رسمها اجتماع فيينا الأخير.

ورأى الكاتب أن “موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أنطاليا امتداد للشماتة التي أظهرها الأسد، بتحميله فرنسا المسؤولية عن تمدد الإرهاب، بقوله “إن تشددها في اعتبار رحيل الأسد شرطاً مسبقاً لأي تغييرات سياسية في سوريا لم يحمها من الإرهاب”، كما دعمه في موقفه الرئيس الأميركي باراك أوباما، عندما تحدث عن زيادة التنسيق والتعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا في مواجهة تنظيم “داعش”.

وأوضح حيدر أن المواجهة مع تنظيم “داعش” تظل مجرد ذريعة أميركية واهية لتبرير النأي بالنفس عن الإسهام في تغيير فعلي في سوريا، فالحملة الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لم تؤد إلى وقف تمدد التنظيم على الأرض في سوريا والعراق، ولا إلى وقف عملياته التخريبية في العالم.

وحول الضغط الأميركي على أنقرة لإغلاق الحدود التركية مع سوريا بشكلٍ كامل، قال الكاتب إنه يهدف إلى مجرد تقييد حركة تهريب إرهابيي “داعش” في اتجاه أوروبا، بعدما تجاوز التنظيم في اعتداءات باريس الخطوط الحمراء، مما أحرج واشنطن التي تعتبر أن معالجة مشكلته من مسؤولية دول المنطقة، داعيةً إياها إلى إرسال قواتٍ برية لمحاربته.

أخبار سوريا ميكرو سيريا