عبد الباسط سيدا يكتب عن أهمية التوافق السعودي التركي والدعم الأميركي للقضية السورية

أكد الكاتب والسياسي السوري عبد الباسط سيدا، على أهمية التوافق السعودي التركي لإنقاذ سوريا، وذلك بعد التلكؤ والتردد التي تبديهما الولايات المتحدة عقب اجتماع فيينا الأخير، مما يمهد الأرضية أمام اندفاع روسي يسعى إلى امتلاك زمام المبادرة في سوريا على مختلف المستويات.

وقال سيدا في مقال له نشر على صفحات جريدة “الحياة” اللندنية، إن “الإنكفاء الأميركي وتنامي الدور الروسي في سوريا، يحتمان ضرورة بروز دور القوى الإقليمية صاحبة المصلحة الاستراتيجية في إنقاذ سوريا، من الاحتلال الإيراني والجماعات التابعة له، خاصة السعودية وتركيا المعنيتين بالوضع السوري أكثر من الجميع، وذلك لاعتبارات جغرافية وتاريخية وسكانية واستراتيجية، آنية وبعيدة المدى”.

وأوضح الكاتب السوري أن السعودية مؤهلة لأداء دور فاعل حاسم في ميدان التأثير في الموقف الأميركي نفسه، عبر التفاهم مع الشركاء الأوروبيين، بخاصة فرنسا، كما أنها قادرة على توحيد الجهد السوري المعارض ودعمه، الأمر الذي من شأنه أن يسهل إمكان التوحيد والتنظيم، ليرتقي الفعل المعارض إلى مستوى التحديات.

أما تركيا، وبحسب سيدا، فإن موقعها الجغرافي وارتباطها بحدود برية مع سوريا، وإمكاناتها الاقتصادية والعسكرية، إلى جانب دورها المهم في الناتو، ذلك كله يمكنها من التأثير الفاعل في الحالة السورية، لكن بالتوافق والتنسيق الكاملين مع السعودية، وهذا ما سيكون في مصلحة الشعب السوري أولاً، وفي مصلحة المنطقة بأسرها، عبر إعادة التوازن إلى المعادلات الإقليمية المختلة.

وشدد سيدا على أنه من دون هذا التوافق الاستراتيجي السعودي – التركي الحيوي والمطلوب، ستظلّ حظوظ السيناريوات الأسوأ هي الأوفر، وسيستمر الروس في استغلال الانكفاء الأميركي بخبث وشراهة، وسيتم التنصّل من توافقات جنيف1، مشيراً إلى أن القراءة الأولية لبيان فيينا الموسّع توحي بأن معالم هذا التنصّل بدأت تلوح في الأفق.

وختم الكاتب السوري مقاله بالتأكيد على تعزيز التنسيق والعمل المشترك السعودي – التركي، الذي سيكون المحور الذي تتمفصل حوله الجهود الإقليمية المساندة للشعب السوري، وهو ما سيؤثر في الموقف الأميركي نفسه، والمواقف الإقليمية والدولية الأخرى، بفعل تداخل المصالح، وماهية الحسابات السياسية التي تظل نسبية خاضعة لمنطق التغيير، وهو منطق يفرضه تبدّل الأحوال والأولويات.

أخبار سوريا ميكرو سيريا