أزمة المراحيض لا علاقة لها بالسياسة !

تواجه اللاجئين السوريين في الدول الغربية -عموماً- أزمة غير متوقعة، لا تتعلق بالسياسة ولا بقوانين الهجرة واللجوء ولا حتى بالبلد نفسه الذي قدموا فيه اللجوء، إنها مشكلة تجمع السوريين على رأي واحد، وربما لم يجتمعوا على غيره، إنها المراحيض -أجلكم الله- وتحديداً ما يتعلق بـ”الشطافات” فيها! فترى منظمة “المراحيض الألمانية” (جمعية خيرية)، أن اللاجئين وجدوا في “مراحيض الغرب” أزمة حقيقية، فمعظمها لا تطابق “معايير الطهارة” وفق للدين الإسلامي والعرف الذي درج عليه السوريين جميعاً، ولا اختلاف عليه بين “مؤيد أو معارض أو رمادي”، إضافة إلى عدم الفصل بين “مراحيض النساء والرجال في بعض المخيمات”، ما خلق وجهاً آخر لهذه الأزمة. ورغم أن الحديث عن هذه الأمور يعتبر من الأمور التي تثير الحرج، إلا أن بعض اللاجئين لم يجد بداً من الحديث عن ذلك، فنشر أحدهم صورة لقارورة مشروب غازي مملوءة بالماء، وأرفقها بعبارة “لن يعرف سر هذه القارورة إلا المغترب”، وتبع ذلك تعليقات مستهجنة لعدم وجود “شطافات” في “مراحيض الغرب”، ليتضح أخيراً أن “الهوة الثقافية” أبعد مما كان يتخيله البعض قبل إقدامهم على رحلة الهجرة وتحمل عنائها. ويقول المتحدث باسم منظمة “المراحيض الألمانية” إن مراكز إيواء اللاجئين التي تتركز في بعض المناطق، تسببت في “زيادة الضغط على محطات الصرف الصحي أو تعطلها نتيجة ازدياد عدد سكان هذه المنطقة” بشكل مفاجئ.