العام الأربعون بعد فرانكو

ياسين سويحة

اليوم، العشرون من تشرين الثاني (نوفمبر)، تمر الذكرى الأربعين لوفاة فرانثيسكو فرانكو، الديكتاتور الفاشي الذي حكم اسبانيا منذ عام 1939 وحتى وفاته عام 1975. وذلك بعد كسبه حرباً أهلية دموية كانت، إلى حد بعيد، بمثابة تدريب واختبار للحرب العالمية الثانية، التي اندلعت بعد الحرب الأهلية الاسبانية بشهور قليلة.

سيكون للديكتاتور وذكراه مكانٌ كبير في النقاش العام في اسبانيا اليوم، ولن يتوقف هذا النقاش في الأيام المقبلة. في الحقيقة، لم يتوقف يوماً. لقد ترك فرانكو جروحاً كثيرة لم تُشفى، بل لم تُعالج. ليس صدفةً أن يكون النقاش حول الذاكرة التاريخية أحد أبرز عناوين كل حملة انتخابية تجري في اسبانيا: هناك أكثر من 130000 مفقود في اسبانيا خلال الحرب الأهلية وديكتاتورية فرانكو؛ وأكثر من 2500 قبر جماعي تحوي عشرات الألوف من جثامين ضحايا القمع (اسبانيا تحتل المرتبة الثانية عالمياً في عدد القبور الجماعية -بعد كمبوديا-)؛ حوالي 30000 طفل مسروق أُخذ عنوةً من عائلات ذات توجهات مُعارضة، إما عند اعتقال الأمهات أو لحظة الولادة في المستشفيات، ومُنحوا لعائلات مرضي عنها كي «يكبروا ضمن التربية القومية-الكاثوليكية الصحيحة»؛ عشرات الآلاف من المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة في مُعتقلات فرانكو؛ والمئات من المعتقلين الذين ماتوا أثناء فرض الأشغال الشاقة عليهم لبناء «وادي الشهداء»، حيث يقبع ضريح فرانكو اليوم، والذي سيزوره بقايا أنصاره وأعضاء مؤسسة فرانثيسكو فرانكو، التي تستطيع رفع دعاوي قضائية بحق من تعتبر أنهم يسيئون لذكرى فقيدهم، في حين لا تُساعَد عائلات مفقودي الحرب والديكتاتورية في جهود استرجاع جثامينهم من القبور الجماعية. 1

اسبانيا، الدولة العضوة في الاتحاد الأوروبي، قدّمت أحد أسوأ النماذج في التعامل مع ماضيها، محكومة بطبيعة المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية التي عاشتها، حيث اضطرت للانتقال من الحكم المطلق للفرد إلى الديمقراطية البرلمانية دون أن تجرؤ على إحداث قطيعة فعلية مع إرث الديكتاتورية خوفاً من استفزاز القطاعات الموالية لفرانكو، والتي كانت متغلغلة في السياسة والجيش والقوى الأمنية آنذاك، وبقيت كذلك حتى ما بعد وفاة الديكتاتور بسنوات طويلة، قبل أن يذهب أعضاؤها إلى بيوتهم متقاعدين، معززين مكرمين، وبعضهم يُعلّق نياشين نهاية الخدمة التكريمية على صدورهم.

الذاكرة مصنوعة من مواد متفجرة، يقول الصحفي الاسباني المخضرم إينياكي غابيلوندو حين يتحدث عن تعاسة التجربة الاسبانية فيما يخص مراجعة ذاكرتها التاريخية 2 . لهذا، ربما، بعضٌ من فرانكو سيكون حيّاً اليوم، رغم مرور أربعين عاماً على وفاته. لكن، من هو فرانكو؟ وما هو تاريخ ديكتاتوريته؟ فيما يلي عرض سيحاول -قدر المستطاع ومع كثير من الاختزال- تقديم صورة لاسبانيا ما بين 1936 و 1975.

فرانثيسكو فرانكو: النشأة والترقي (1892-1936)

في فيرّول، أحد الموانئ الرئيسية للبحرية الاسبانية في شمال غرب اسبانيا، ولد فرنثيسكو فرانكو في الرابع من كانون الأول 1892 لعائلة عسكرية. دخل أكاديمية المشاة بعد رفضه في أكاديمية البحرية، التي كانت خياره الأول. ورغم سجله المتواضع في أكاديمية المشاة، ترقّى فرانكو سريعاً في الجيش الاسباني بفضل ترفيعاته السريعة التي نالها جراء خدمته المديدة في حرب المغرب الثانية 3 ، ليصل إلى رتبة جنرال عام 1925 (وكان عمره 33 عاماً) ويصبح بذلك أصغر جنرال في أوروبا، وأحد نجوم النخب المحافِظة في اسبانيا، التي كانت ما تزال تحت تأثير إحباط هزيمة عام 1898 أمام الولايات المتحدة في كوبا. 4

تميّز فرانكو منذ شبابه بالتزمّت الديني والانضباط الصارم واتباعه حياةً طهرانية في السلوك، واقتناعه الشديد بالفكر المحافظ القومي-الكاثوليكي، الذي ربط بين ازدهار اسبانيا وألقها الامبراطوري بعهد الملكيات الاستبدادية المتديّنة، وأيضاً بين انحطاط البلد في القرن التاسع عشر وتوالي هزائمه العسكرية وحروبه الأهليه وظهور التيارات الليبرالية والديمقراطية البرلمانية. عدا ذلك، كان فرانكو جزءاً من الحركة الأفريقانيّة داخل الجيش الإسباني، أي قطاعات الجيش التي تمرّست بالقتال في المستعمرات الاسبانية في المغرب، والتي كانت تنظر بازدراء إلى وحدات الجيش الأخرى الموجودة داخل اسبانيا. ستكون الحركة الأفريقانية عماد التمرّد العسكري على الجمهورية الثانية 5 عام 1936، وهو الذي أشعل الحرب الأهلية الاسبانية، التي انتهت بفرانكو حاكماً مطلقاً لاسبانيا.

عام 1928، وأثناء ديكتاتورية ميغيل بريمو دي ريبيرا، عُيّن فرانكو مديراً لأكاديمية ثاراغوثا (سرقسطة) العسكرية، ما اعتُبر تكريماً كبيراً له وللحركة الأفريقانية في الجيش الاسباني ككل. لكنه عُزل من هذا المنصب عند انهيار الملكية الاسبانية، وخروج الملك ألفونسو الثالث عشر من اسبانيا، وإعلان الجمهورية الاسبانية الثانية في ربيع عام 1931.

لم ينظر فرانكو بعين الرضى للجمهورية الثانية، التي اعتبرها انحطاطاً إضافياً في أزمة الأمة الاسبانية، لكنه حاول أن يُبقي مسافة أمانٍ بينه وبين المحاولات الانقلابية التي فكّر بها زملاؤه الأفريقانيين في اللحظات الأولى للجمهورية، وذلك لاقتناعه بأن الظروف غير مواتية بعد لمحاولة قلب نظام الحُكم. ونظراً لتاريخه ولما عُرف عنه من أفكار يمينية شديدة المحافظة، بادلته الجمهورية الثانية الريبة، وبعد وضعه تحت التصرّف دون أي منصب لعدّة أشهر أُرسل، فيما يُشبه الإبعاد القسري، لقيادة إحدى القطع العسكرية في جزر الكناري. ورغم ذلك الجفاء، استُعيد فرانكو ليُقدم خدماته في قيادة قمع حركة تمرّد قام بها عُمّال المناجم في منطقة أستورياس، في شمال غرب اسبانية، خدمات قدّمها بسرعة وفعالية، وقدر كبير من العنف بطبيعة الحال.

أمام فوز تحالف الجبهة الشعبية اليساري في الانتخابات النيابية عام 1936، قرر فرانكو أن الوقت قد حان لمحاولة إنهاء تجربة الجمهورية الاسبانية، التي كانت قطاعات واسعة من المحافظين والملكيين والقوميين-الكاثوليك تنظر إليها كمرحلة فوضى وقلاقل، بالإضافة لقلق هذه القطاعات من تنامي نفوذ وسطوة الشيوعيين والاشتراكيين والفوضويين. لذلك، قرر فرانكو الدخول بشكل فاعل في التخطيط تمرّد 18 تموز (يوليو) 1936، فشل التمرّد في أن يكون انقلاباً عسكرياً سريعاً، وتحوّلت ساعة الصفر لذلك الانقلاب إلى لحظة بداية الحرب الأهلية الاسبانيّة.

 

الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939)

اندلعت الحرب في اسبانيا عند فشل تمرّد تموز (يوليو) 1936 في أن يسيطر على كل الدولة بسرعة. لكن المتمردين تمكنوا من المحافظة على تماسكهم بفضل صمود قطعات الجيش التابعة للضباط المتمردين داخل اسبانيا ريثما قامت طائرات ألمانية وإيطالية بنقل وحدات الجيش المتمركزة في أفريقيا لمؤازرتهم بعد إغلاق مضيق جبل طارق. سيطر المتمردون (الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «القوميين» بعد انضمام الملكيين والكارليين 6 وحزب الكتائب الاسبانية 7 وفصائل متطوعيين من الفاشيين الأوروبيين، من ألمانيا وإيطاليا بشكل خاص) على مساحات واسعة من اسبانيا، وبدأت حرب دامت ثلاث سنوات بينهم وبين قطع الجيش التي تُدين بالولاء للجمهورية، تؤازرها الميليشيات الشعبية الشيوعية والاشتراكية والفوضوية، وميليشيات القوميين الكتلانيين والباسك، ومتطوعون أجانب من الحركات اليسارية والمعادية للفاشية 8 . أُعلن فرانكو زعيماً للجبهة القوميّة في تشرين الأول (أكتوبر) 1936، وعيّن نفسه رئيساً للحكومة وقائداً للدولة.

تلقى الجمهوريون دعم الاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا، لكن هذا كان دعماً متواضعاً قياساً للدعم الذي تلقاه فرانكو من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية (التي شارك سلاح جوّها بشكل مباشر في أكثر من موقعة).

نازحون خلال الحرب الأهلية الاسبانية.

انتهت الحرب الأهلية الاسبانية رسمياً في الأول من نيسان (أبريل) عام 1939، حين أذاع الراديو الوطني الاسباني آخر البيانات الحربية مُعلناً انتهاء العمليات العسكرية في منطقتي بالنثيا وأليكانتي، آخر النقاط التي صمد فيها الجمهوريون. قُتل حوالي نصف مليون قتيل خلال الحرب، وأُسر ما لا يقل عن ربع مليون في السجون ومعسكرات الاعتقال والأعمال الشاقة، واضطر عشرات الألوف من الاسبان للجوء إلى الدول الأوروبية المجاورة والاتحاد السوفيتي ودول أميركا اللاتينية، خصوصاً إلى المكسيك، حيث أُعلن عن حكومة منفى لم تدُم طويلاً. وكانت اسبانيا قد دخلت الحرب الأهلية وهي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وازدادت الأزمة عمقاً وكارثية مع الدمار الهائل الذي تسببت به الحرب. لكن الثمن الإنساني للحرب الأهلية لم يتوقف هنا، فقد اعتقل النازيون آلافاً من اللاجئين الاسبان في المناطق التي سيطروا عليها في بداية الحرب العالمية الثانية، خصوصاً في فرنسا، حيث قُتل حوالي سبعة آلاف اسباني في معسكرات الاعتقال النازية، خصوصاً معسكر ماتهاوزن، وأُعيد آلاف غيرهم إلى اسبانيا ليُوزعوا على ما لا يقل عن 180 معسكر اعتقال، كما اجتاحت الأوبئة والمجاعات أغلب مناطق اسبانيا. تُقدّر جمعيات الذاكرة التاريخية الاسبانية عدد الذين قُتلوا بين عامي 1940و 1942 إعداماً وفي معسكرات الاعتقال ونتيجة الأوبئة والمجاعات بحوالي 270 ألف نسمة.

بعد أيامٍ قليلة من إعلان انتهاء الحرب، سيّر فرانكو عرضاً عسكرياً مهيباً في شوارع مدريد المُدمّرة، وبين هُتافات ورموز ورايات فاشويّة وقوميّة متطرّفة، أعلن نفسه منتصراً في «الحملة الصليبية التي أنقذت اسبانيا -الذخر الأخلاقي الأخير لأوروبا الغربية- من الوقوع في براثن الشيوعية والمؤامرة اليهودية- الماسونية»، وأعلن نفسه حاكماً مطلقاً لاسبانيا «بمباركة من الرّب».

نظام فرانكو (1936-1975)

فور انتهاء الحرب الأهلية الاسبانية، بدأ فرانكو بناء نظامه السياسي الحاكم لاسبانيا بالتزامن مع الاستمرار في حملات القمع والانتقام، ومحاولة تطهير الجيوب الصغيرة للمقاومة الجمهورية التي بقيت تُقاتل -وإن بشكل متقطع- حتى نهاية عقد الأربعينات. كما أطلق الخطط لترميم البُنية التحتية المُدمّرة خلال الحرب مستفيداً من وجود عشرات الألوف من الأسرى، الذين استغلهم في برامج الأشغال الشاقة.

بُني نظام فرانكو على تمجيد الفرد-الحاكم المطلق، ونُظّمت هيكلية الحكم على نمط الحزب الواحد، وهو حزب الكتائب الاسبانية (سُمّي الحزب الواحد لاحقاً «الحركة القومية» بعد انضمام قطاعات غير كتائبية إليه، وفي محاولة لتخفيف حدّة الرمزية الفاشية في النظام.). وهو حزب يميني قومي، يتبع المنطق الفاشي في منظوره للتنظيم الاجتماعي: منظمات شعبية للشباب والنساء؛ نقابات «عمودية» يجتمع فيها أرباب العمل مع العمال وتُقسّم حسب قطاعات العمل؛ الجيش كعماد لوحدة البلاد وصائن هويتها وحدودها؛ والكنيسة الكاثوليكية كسلطة أخلاقية على المجتمع، ومشرفة على قطاع التعليم. أبقى فرانكو لقب «قائد اسبانيا بمباركة الرب» لنفسه (كما دُعي أيضاً «حارس الغرب» و«قائد الحملة الصليبية المظفرة»)، وقرر أن نظام الحكم في اسبانيا ديمقراطي، لكنه «ديمقراطي عضوي»، ببرلمان لا وظيفة تشريعية له، بل استشارية بحتة باعتباره «ساحة تبادل الآراء ضمن مبدأ وحدة البلد والنظام الحاكم فيه».

فُرضت قيود صارمة على الصحافة والانتاج الثقافي، كما مُنعت كل أنواع التنظيم السياسي والنقابي خارج منظمات «الحركة القومية».

يُقسّم تاريخ نظام فرانكو عادة إلى مرحلتين، الأولى امتدت منذ نهاية الحرب الأهلية وحتى عام 1960، والثانية تبدأ مع مطلع الستينات وتنتهي بوفاته، بدورها تُقسم هذه المراحل أيضاً إلى مرحلتين لكل منهما: الحرب العالمية الثانية والعُزلة في المرحلة الأولى؛ ومرحلة التكنوقراط والسنوات الأخيرة في المرحلة الثانية. تجدر الإشارة إلى أن إجراء هذه التقسيمات لا يتبع تغيّرات جوهرية في طبيعة النظام وسياساته الداخلية، بل أنها متأثرة بالمناخ الدولي المتغيّر حول اسبانيا ومعها، والتغيرات التي طرأت في الوضع الاقتصادي الاسباني وعلاقاته الخارجية.

المرحلة الأولى: 

وجد فرانكو نفسه أمام اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد أشهر قليلة من نجاحه في حسم الحرب الأهلية في اسبانيا لصالحه، ورغم أن دول المحور دعمته بكثافة خلال الحرب الأهلية إلا أنه، وبتفهّم من حلفائه الطليان والألمان، اتخذ موقف الحياد في اللحظات الأولى، إذ لم يكن بإمكانه الدخول في حربٍ أخرى واسبانيا مدمّرة ونظام حكمه لم يترسّخ بالكامل بعد. لكن التقدّم النازي السريع جعل فرانكو يُعيد حساباته، فقد رأى أن حلفاءه ينتصرون، وأن عليه أن يسعى للحصول على جانب من هذا النصر. لذلك، وحالما احتل هتلر باريس، سارع فرانكو للقائه في هندايا على الحدود الفرنسية- الاسبانية. في ذلك اللقاء، اتفق فرانكو مع هتلر على أنه سيقدم الدعم اللوجستي لسفن المحور في الموانئ الاسبانية، كما تعهّد بتقديم الدعم البشري في حال دخول طلبت منه ألمانيا ذلك. بالمقابل، وعد هتلر فرانكو بمنحه أراضٍ في شمال أفريقيا في حال تم الانتصار على الحلفاء.

على مستويات الخطاب والرمز، تصاعدت النبرة الفاشية في منطق نظام فرانكو تلاقياً مع سلوكيات الفاشيين الإيطاليين والنازيين الألمان، وتبنّى عدداً كبيراً من رموزهم وراياتهم ونمط التحيّة العسكرية والخطاب المُعادي لليهود بشراسة.

وفى فرانكو بعهده لهتلر، وشكّل ميليشيا من العسكريين المتطوّعين سُمّيت باسم «الفرقة الزرقاء»، بلغ عدد عناصرها حوالي 4700 مقاتل، وأرسلها لمؤازرة الجيش النازي في اجتياحه للاتحاد السوفيتي. 9 بدورهم شارك المقاتلون الجمهوريون الذين كانوا قد لجؤوا إلى فرنسا والاتحاد السوفيتي في المعارك إلى جانب الحلفاء، على أمل أن يحظوا بمساعدة الحلفاء في العودة إلى اسبانيا في حال هُزمت النازية.

انقلبت رياح الحرب ضد فرانكو مع هزيمة المحور في شمال أفريقيا، وتبخّر حلم فرانكو الامبراطوري، كما أن دفع سيل الهزائم الذي بدأ يلحق هتلر في النصف الثاني للحرب فرانكو لتغيير حساباته، لذلك، أمر بسحب الفرقة الزرقاء من الجبهة السوفيتية، وعاد إلى موقف الحياد المطلق تجاه الأطراف المتصارعة في الحرب العالمية الثانية مع اقتراب سقوط موسوليني. كما خفف النظام من اللهجة والرمزية الفاشية في مظهره، وبدأ بالعودة إلى الكاثوليكية المحافِظة بعد ضغوطات من الكنيسة وبعض قطاعات الجيش ذات الميول الملكية التقليدية.

مع هزيمة المحور وانتصار الحلفاء، كان نظام فرانكو يُعاني أقسى أيامه على كل الأصعدة، فقد بدأت الانتقادات تتعالى داخل الجيش الاسباني نفسه حول استراتيجية فرانكو خلال الحرب العالمية، وتصاعدت انتقادات الملكيين التقليديين، حلفاء فرانكو خلال الحرب الأهلية، مطالبين بعودة الملكية إلى اسبانيا، وهي لحظة استغلها خوان دي بوربون 10 ، ابن الملك ألفونسو الثالث عشر 11 ووريث العرش حسب العُرف الملكي، لمطالبة فرانكو بالرحيل بعد هزيمة حلفائه الفاشيين والنازيين.

رسم بابلو بيكاسو لوحة غيرنيكا متأثراً بما وصله عن قصف الطيران الألماني لبلدة غيرنيكا في الباسك، شمال اسبانيا، والذي أدى لمقتل ما بين 150 و250 شخص.

دولياً، عانت اسبانيا من حصارٍ شديد من قبل الحلفاء المنتصرين، الذين رفضوا دخول اسبانيا في الأمم المتحدة عند تشكيلها، وأصدروا موقفاً مشتركاً يُدين النظام الاسباني، ويعتبره من صنف نظامي هتلر وموسوليني، معتبرين أن هكذا نظام حكم فاشي لا يليق باسبانيا، ولا مكان له في الأسرة الدولية. كما قامت فرنسا بإغلاق حدودها مع اسبانيا، وبات النظام الاسباني وحيداً، لاعلاقات خارجية له إلا مع برتغال سالازار وأرجنتين بيرون. وتزامن هذا الحصار السياسي مع أزمة اقتصادية خانقة، إذ فشلت خطة «الاكتفاء الذاتي» التي كان فرانكو قد أقرّها بُعيد الحرب الأهلية في توفير مُتطلبات الاقتصاد الاسباني، وعادت المجاعات بقوة أواسط الأربعينات بسبب تدهور الإنتاج الزراعي وعجز الصناعة الاسبانية عن العودة إلى مستويات بداية القرن، كما ازدهر الفساد والأسواق الموازية السوداء، التي كان يشتري فيها من يستطيع كل اللوازم والأغذية التي لا توفرها بطاقات التموين الحكومية.

ناور فرانكو لمحاولة الخروج من عزلته هذه، فعلى الصعيد الداخلي قام بتثقيل وزن الكنيسة الكاثوليكية وحضورها العام، وعيّن وزير خارجية جديد ذو ميول كاثوليكية محافظة وذو علاقات طيبة مع الفاتيكان، وكما عدّل القوانين الأساسية للدولة وأعاد إعلان اسبانيا مملكةً تقليدية، وإن احتفظ لنفسه بمنصب رئاسة الدولة مدى الحياة وأبقى العرش شاغراً. واعتباراً من عام 1947، ومع بدء ملامح الحرب الباردة بالتوضّح، سارع فرانكو لتقديم نفسه كنظام صلب في معاداته للشيوعية، مُخيّراً الكتلة الغربية بين التعامل معه أو القبول بدولة شيوعية في جنوب غرب اسبانيا في حال سقط نظامه. نجحت هذه الاستراتيجية تدريجياً، وأعادت فرنسا فتح الحدود مع اسبانيا، وعملت الولايات المتحدة وبريطانيا على إدخال اسبانيا في منظمات الأمم المتحدة بُعيد الحرب الكوريّة في مطلع الخمسينات، لتصبح عضواً بكامل الصلاحيات في أواسط العقد.

مرّ عقد الخمسينات بين وقع الأزمة الاقتصادية-الاجتماعية الطاحنة، والتي أدت لقلاقل وإضرابات قُمعت بشدّة، وإن أدت لتغييرات نوعية في الإدارة الاقتصادية خففت من قيود سياسة «الاكتفاء الذاتي» وفتحت المجال الاقتصادي بعض الشيء؛ وبين أزمة متجددة في بقايا المستعمرات الاسبانية في أفريقيا، حيث اشتعلت مواجهات عسكرية مجدداً في مستعمرات المغرب، استمرت حتى حصر الوجود الاستعماري الاسباني في الصحراء الغربية.

على صعيد العلاقة مع الغرب، فتح فرانكو مباحثات مع الولايات المتحدة من أجل فتح قواعد عسكرية أميركية في الأراضي الاسبانية مقابل مساعدات اقتصادية ودعم سياسي، وأُقر فتح هذه القواعد مع إدخال اسبانيا في منظومة الدفاع الغربية، وإن دون عضوية مُقرّرة في حلف شمال الأطلسي، وتوّج الانفتاح الغربي على نظام فرانكو مع زيارة دوايت إيزنهاور إلى اسبانيا في نهاية عام 1959. قبلها بعام، كان خوان دي بوربون، وريث العرش حسب التقليد الملكي، قد راجع خياراته بعد تيقّنه من أن الحلفاء لن يعملوا على إضعاف فرانكو، وفتح مفاوضاتٍ معه أدت إلى إرسال ابنه خوان كارلوس إلى اسبانيا كي يتعلّم وينشأ تحت إشراف فرانكو.

المرحلة الثانية: 

بدأت ملامح المرحلة الثانية من عهد فرانكو بالتشكّل مع دخول عقد الستينات من القرن الماضي، لكن كانت نتيجة لتغيير طرأ عام 1957، حين عُيّنت حكومة جديدة برئاسة فرانكو نفسه، وتحت إشراف لويس كاريرو بلانكو 12 ، اليد اليُمنى لفرانكو، تكوّنت من وزراء تكنوقراط ذوي ميول كاثوليكية محافظة، وغالبيتهم أعضاء في «حبرية الصليب المقدس» 13 . عملت حكومة 1957 على تغيير النمط الاقتصادي في اسبانيا، مطلقةً برنامج «الاستقرار واللبرلة»، الذي عمل على فتح الاقتصاد الاسباني وتشبيكه مع اقتصادات أوروبا الغربية، التي كانت قد بدأت تتعافى بعد خطة مارشال، وجلب الاستثمارات الأجنبية وتأسيس القطاع السياحي وجذب السياح الأوروبيين والأميركيين، كما حسّنت ارتباطاتها مع الجاليات الاسبانية في أميركا اللاتينية، وخصوصاً في أوروبا، واستفادت من المبالغ التي كانوا يرسلونها إلى ذويهم. وبعد عقد الخمسينات الكارثي، أدت هذه الإصلاحات إلى مستويات نمو سنوي مستقرة ما فوق الـ 7% بين عامي 1960 و1973 (10% في القطاع الصناعي).

لم يترافق الإصلاح الاقتصادي مع أي شكل من أشكال الانفتاح السياسي المباشر، ما عدا إصدار قانوني المطبوعات والحرية الدينية أواسط الستينات، وإن بقي تأثير القانونين ضئيلاً، لكن الأثر السياسي غير المباشر تمثّل في التحوّل العميق والسريع للغاية الذي طرأ على البنيان الاجتماعي الاسباني، فقد تكونت طبقة وسطى ازدادت اتساعاً عاماً بعد عام، غيّرت سلوكياتها من العيش المتقشف في ظل أزمة اقتصادية مديدة بعد حرب أهلية طاحنة إلى نمط استهلاكي تشابه إلى حد كبير مع المجتمعات الاوروبية الأخرى مع انتصاف عقد الستينات، كما بدأ جيل جديد، لم يعش الحرب الأهلية الاسبانية، بالدخول في الجامعات والتخرج منها نحو سوق عمل مزدهر، وبدأ بالتأثر بالأنماط الشبابية الأوروبية في أسلوب الحياة، وفي العتبة الأخفض للاحتجاج أيضاً.

أدى ازدهار الصناعة إلى عودة المسألة العُمالية بقوّة، وتتالت الإضرابات في المناجم وفي المصانع الكبرى المُشكّلة حديثاً. ما أنعش المُعارضة اليسارية 14 . وجدت المعارضة نفسها قادرة على العمل، ولو بشكل سرّي وتحت خطر قمع لا يرحم، في هوامش صغيرة فُتحت في الأوساط العُمالية وفي الجامعات. كما تصاعد الشعور الهوياتي والمطالبة بالحقوق اللغوية والثقافية في إقليمي الباسك وكاتالونيا، متلاقياً مع عودة نشاط التيارات القومية-الطرفية التي كانت قد سُحقت مع نهاية الحرب الأهلية.

عدا ذلك، كان نظام فرانكو أمام معضلة تشكّل تيارات نقدية تجاهه من داخل الأوساط الحليفة له تاريخياً، مثل بعض قواعد الكنيسة الكاثوليكية، خصوصاً ضمن الكوادر الشابة العاملة في الأحياء العُمالية المبنية حديثاً، والذين تعاطفوا مع الحركات العمالية وتعاونوا معها بشكل سري، بل وشارك رهبان في احتجاجات عمالية وطلابية كثيرة. كما ظهرت بعض التيارات المسيحية الديمقراطية المتأثرة بالتيارات الأوروبية. ومع نهاية عقد الستينات، كانت البرجوازية الصاعدة تدفع أيضاً باتجاه التجانس مع دول أوروبا في النظام السياسي والاجتماعي، وبدا وكأن كل هؤلاء ينظرون سوية إلى الروزنامة بانتظار «الحتمية البيولوجية» 15 التي يواجهها فرانكو، الذي كان قد بلغ الثامنة والسبعين من عمره عام 1970.

ومع نهاية عقد الستينات، عمل لويس كاريرو بلانكو بمساعدة شخصيات أخرى محورية في النظام على تجهيز سيناريو الوراثة، حيث أعلن فرانكو أن خوان كارلوس دي بوربون 16 هو وريث رئاسة الدولة، وسيصعد إلى العرش عند وفاة الديكتاتور، ما تسبب برفض وغضب شديدين من والده خوان دي بوربون، الوريث حسب التقليد الملكي، ما أدى لقطيعة مع ابنه دامت سنوات عديدة.

بدأ عقد السبعينات واسبانيا تعيش حالة اقتصادية مستقرة ومزدهرة، ووضعاً سياسياً قلقاً للغاية، فقد أصبح الشرخ داخل جسم النظام واضحاً بين «انفتاحيين» ليسوا معارضين لفرانكو، وإن اعتقدوا أن نظام الحكم في اسبانيا سيكون ديمقراطياً بعد «الحتمية البيولوجية»؛ و«استمراريين» يرفضون أي مس بأسس النظام الحاكم بعد رحيل الديكتاتور. تزامن هذا الشرخ مع ازدياد وتيرة الاحتجاجات العمالية والطلابية، والتي كانت تُقابل دوماً بقمع شديد، وتصاعد في نشاط منظمات إرهابية عديدة، ماركسية وقومية-طرفية -أبرزها منظمة إيتا-، تقابله ردة فعل من تنظيمات فاشية متواطئة مع الشرطة وأجهزة الأمن. كما عادت الضغوطات الدولية المطالبة بالانفتاح الديمقراطي، ضغوطات شارك فيها الفاتيكان أيضاً، لا سيما أمام محاولات النظام لإثبات قوته وصلابته وإصداره أحكام قاسية بحق مُعارضين له من النقابيين والشيوعيين وأعضاء منظمات انفصالية ورجال دين متعاطفين معهم، وصلت إلى الإعدام في عدة حالات، ونُفذت هذه الأحكام وسط إدانة دولية شديدة ومظاهرات حاشدة أمام السفارات الاسبانية في الدول الأوروبية.

عمليات القمع ضد المظاهرات النقابية في أواخر الستينات.

في العشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام 1973، تلقى فرانكو والقطاعات «الاستمرارية» في النظام ضربة قاصمة، إذ قامت منظمة إيتا باغتيال لويس كاريرو بلانكو، مساعد فرانكو الأوثق ووريثه المحتمل في الوصاية على رئاسة الدولة، والذي كان قد تسلّم منصب رئاسة الحكومة قبل أشهرٍ قليلة إثر تدهور الوضع الصحي للديكتاتور. حفرت إيتا نفقاً تحت شارع كلاوديو كويلو، أحد شوارع مدريد المركزية، وملأته بالعبوات الناسفة، التي فُجّرت عند مرور سيارة كاريرو بلانكو. طارت سيارة رئيس الحكومة إلى ارتفاع خمسة طوابق، وسقطت في باحة ديرٍ مطلّ على الشارع.

بالكاد كان الديكتاتور وأنصاره الأكثر تعصباً قد تعافوا من صدمة اغتيال كاريرو بلانكو عندما تلقوا صدمة أخرى -قادمة من البلد الجار هذه المرة-، ففي الخامس والعشرين من نيسان (أبريل) عام 1974، أدى تمرّد عسكري مدعوم بحراك شعبي واسع بالإطاحة بمارسيلو كاييتانو، وريث ديكتاتورية أنطونيو سالازار الحاكمة في البرتغال. كانت ديكتاتورية سالازار، ذات سمات مشتركة كثيرة مع ديكتاتورية فرانكو، أكثر من مجرد جار، فقد كانت حليفاً موثوقاً لعقود طويلة. أدى نجاح «ثورة القرنفل» البرتغالية إلى تضاعف وتيرة الاحتجاجات العمالية والطلابية، والتي تزامنت مع ركود اقتصادي بدأ عام 1973، إذ أعطت أحداث البرتغال أملاً كبيراً للمعارضة وللقطاعات الانفتاحية بإمكانية تغيير الأوضاع في اسبانيا مع وفاة الديكتاتور، الذي كانت صحته تسوء يوماً بعد يوم، والذي بقي وحيداً كآخر ديكتاتور في أوروبا الغربية بعد سقوط مارسيلو كاييتانو. ردّ النظام على هذه التحديات بالمزيد من القمع والاعتقالات، كما كثّف المحاكمات العسكرية العلنية لمعارضيه، والتي كثيراً ما تنتهي بإصدار أحكام بالإعدام، ومع كل جولة محاكمات تخرج مظاهرات ضد السفارات الاسبانية في الدول الأوروبية، وتوُجه رسائل الإدانة من الحكومات ومن الفاتيكان، ويُستدعى بعض السفراء للتشاور. بات النظام معزولاً من جديد.

في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1975، ظهر فرانكو للمرة الأخيرة على شرفة القصر الملكي وسط مدريد ليحيي تجمعاً حاشداً لأنصاره نُظّم احتجاجاً على الإدانات الدولية لتنفيذ عدة أحكام إعدام بحق منتمين لمنظمات مسلحة. بصوتٍ بالكاد يُسمع، ومع رجفة أطراف لم يعد يقدر على السيطرة عليها، تحدث فرانكو مجدداً، وللمرة الأخيرة، عن «مؤامرة يسارية- ماسونية» ضد اسبانيا، وطمأن أنصاره بأن أوضاع اسبانيا الحالية والمستقبلية «تحت السيطرة»، وأن مآل النظام «مربوط بإحكام».

تردّت حالة فرانكو الصحية، وبدا واضحاً أنه يعاني حشرجات الموت. وبسبب وضعه الصحي فإنه لم يُخطر حول الضربة الأخيرة التي تلقاها نظامه، إذ استغل الحسن الثاني، ملك المغرب، مرض الديكتاتور واضطراب الأمور في اسبانيا ليُطلق «مسيرة خضراء»  في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) لطرد الاسبان من الصحراء الغربية. هُرع الدبلوماسيون الاسبان لمفاوضة الرباط، لكنهم عجزوا عن أي رد فعلٍ إزاء حركة المغرب والديكتاتور على فراش الموت، وخسر الاسبان آخر مستعمرةٍ لهم قبل 14 يوماً من وفاة فرانكو.

فجر الواحد والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر)، ظهر ميغيل آرياس نابارو، رئيس الحكومة، مرتدياً ربطة عنق سوداء وممتقع الوجه، ليُعلن بصوتٍ حزين: «يا أيها الاسبان، لقد مات فرانكو».

….

بعد وفاة فرانكو، عاشت اسبانيا فترة تحويل ديمقراطي مضطربة، فقد تزامنت الأزمة الاقتصادية مع ممانعة القطاعات «الاستمرارية» في نظام فرانكو -مدعومة بجزء مهم من الجيش والأجهزة الأمنية- لأي تحرّك باتجاه الديمقراطية، وأيضاً شهدت اسبانيا تضاعف مستويات العنف السياسي من قبل إيتا ومنظمات يسارية وانفصالية أخرى، وتزايد عدد ونشاط المنظمات المسلحة الفاشية في مقابلها. عدا ذلك، كان العمل من أجل إنشاء نظام ديمقراطي تحت عرش الملك الذي عينه الديكتاتور صعوبة مضافة، إذ منع إمكانية إجراء قطيعة مع النظام السابق، بل اضطر قادة تلك المرحلة للمسايسة مع أكثر أنصار الديكتاتور تعنتاً. كان التحويل الديمقراطي في اسبانيا ناقصاً حسب رأي قطاعات سياسية وشعبية كبيرة اليوم، في حين يقول آخرون أنه كان أفضل الممكن ضمن تلك الظروف. لحقبة التحول الديمقراطي وقفة أخرى مقبلة، ومراجعة أوسع.

هوامش
1.
  للمزيد حول الموضوع، مراجعة «برفيكتو دي ديوس: الدفن المؤجل».
2.
3.
  أو ثورة عبد الكريم الخطابي، التي قامت ضد الاستعمارين الاسباني والفرنسي (1911-1927).
4.
  في عامٍ واحد، أي عام 1898، خسرت اسبانيا مستعمراتها في كوبا وبويرتوريكو والفلبين خلال حربها مع الولايات المتحدة، وقد كانت هزيمة كوبا بشكل خاص مدوّية، وذلك لموقعها المهم ضمن المستعمرات الاسبانية، ولأنها حصلت بعد معركة طاحنة أُبيدت بها وحدات البحرية الاسبانية المشاركة بالكامل. شكّلت هزائم هذا العام صدمة كبرى لاسبانيا على جميع الأصعدة.
5.
  أُعلنت الجمهورية الاسبانية الثانية عام 1931 بعد خروج الملك ألفونسو الثالث عشر منفياً إلى إيطاليا، وانتهت رسمياً مع اجتياح فرانكو آخر مواقعها في الساحل الشرقي لاسبانيا عام 1939، وهي أيضاً النهاية الرسمية للحرب الأهلية الاسبانية
6.
  الكارليين Carlistas: حركة محافظة ومعادية لليبرالية نشأت في ثلاثينات القرن التاسع عشر خلال حرب الوراثة الأولى، التي اندلعت بعد خلاف حول أحقية وراثة العرش بعد وفاة فرناندو السابع.
7.
  الكتائب الاسبانية Falange Española: حزب اسباني فاشي وقومي-نقابي، أسسه خوسي أنطونيو بريمو دي ريفيرا عام 1933.
8.
  شارك الكاتب البريطاني الشهير جورج أورويل في الحرب الأهلية الاسبانية متطوعاً في الميليشيات اليسارية، وترك شهادته في كتاب تحية إلى كتالونيا.
9.
  شاركت الفرقة الزرقاء في حصار لينينغراد.
10.
  خوان دي بوربون «دوق برشلونة» (1913-1993): وريث أبيه ألفونسو الثالث عشر حسب العرف الملكي، لكنه لم يجلس على العرش بسبب قرار فرانكو إقصاءه لصالح ابنه خوان كارلوس.
11.
  ألفونسو الثالث عشر (1886-1941) ملك اسبانيا بين عامي 1886- 1931.
12.
  لويس كاريرو بلانكو (1904-1973): عسكري وسياسي اسبانيا. كان أحد المقربين من فرانكو، حيث عينه نائباً لرئيس الوزراء لفترة طويلة، وتولى رئاسة الحكومة لبضعة شهور قبل اغتياله.
13.
  Opus Dei.
14.
  وعمادها الحزب الشيوعي الاسباني، الذي كان يعيش بدوره تحولات داخلية قويّة، إذ بدأت بعض القطاعات بالتفكير بالابتعاد عن الاتحاد السوفيتي والعمل مع الأحزاب الشيوعية الأوروبية الغربية في نطاق حيوي مختلف وبوسائل أكثر ليونة، وهذا ما سيؤدي، بعد أيار 1968 الفرنسي وربيع براغ، إلى تشكيل «الشيوعية الأوروبية».
15.
  العبارة التي كانت تُستخدم للحديث مواربةً عن اقتراب وفاة فرانكو.
16.
  خوان كارلوس دي بوربون (1938-): ملك اسبانيا بين عامي 1975 و 2014. تخلى عن العرش لصالح ابنه فيليبي السادس.