‘منشق عن قوات النظام: جيش بشار الأسد أصبح إيرانياً والضابط السوري يتحرك بأمر الميليشيات’

20 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2015

6 minutes

وفقاً للجندي الشامي يتم نشر مجموعات من 50 مقاتل في المعارك، 15 منهم من “الحرس الثوري” الإيراني، و15 من ميليشيا “حزب الله”، والغالبية العظمى تكون من “الشبيحة”

 

ظهيرة يوم  حار، رأى خالد الشامي الفرصة سانحة للفرار من الفرقة التاسعة في مدينة درعا جنوب سورية، وهو المكان الذي كان ثكنة للجيش على مدى السنوات الأربع الماضية. والطريق الذي سلكه الشامي للانشقاق، هو ذاته الذي حاول جنديان العبور منه للفرار من جيش النظام، لكنهما كُشفا فقتل أحدهما بالرصاص وجرح آخر ومن ثم قتل دهساً تحت آليات تتبع لقوات الأسد.

ويروي موقع ” middleeasteye” قصة الجندي المنشق الشامي في تقرير ترجمته “السورية نت”، ويقول التقرير إنه “في الوقت الذي كان فيه الشامي يحاول الفرار من الفرقة، كان مصير زملاءه السابقين يدور في خلده وقد ساعده إلهاء أصدقاءه للحراس حتى تمكن من الخروج، وبعد سير خمسة كيلومترات التقى بأحد جنود سيف الشام، وهي مجموعة في الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر والذي تم التنسيق معها على الانشقاق”.

كان على الشامي الانتظار لشهرين قبل مغادرة سورية وعبور الحدود للأردن، ويقول الجندي المنشق: “كنت أعيش في كابوس. أحتاج لمحي كل ما شاهدته وعايشته من ذاكرتي، ومعظم الجنود هناك مثلي يرغبون بالانشقاق ولكن الخوف الشديد ما يوقفهم “. ووصف الشامي حياة الجندي داخل جيش الأسد بقوله: ” أهم شيء يجب أن تدركه أنه لا وجود للجيش السوري بعد الآن، فهو عبارة عن ميلشيات فقط، معظمهم من الإيرانيين واللبنانيين”.

والفرقة التاسعة التي فر منها الشامي، تعد أكبر وأهم قوة عسكرية للأسد في جنوب سورية، وهي فرقة دبابات، وتضم نحو 4000 جندي في أربعة ألوية. ومع ذلك، فإن معظم القوات داخل الفرقة الآن هم غير سوريين، فلولا “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبناني لا تستطيع قوات النظام الصمود أبداً. ويوضح الشامي أن الفرقة تتكون من 70 بالمئة من القوات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” والباقي هم من “الشبيحة”، مضيفاً أن 2 أو 3 بالمئة فقط من الجنود سوريين.

و”الشبيحة” هي قوة عسكرية معروفة بوحشيتها وطبيعتها الطائفية، ويصف الشامي ديناميكية السلطة بين هذه العناصر المقاتلة المختلفة بأن “الإيرانيين وحزب الله ليسوا تحت سيطرة الشبيحة بل العكس هو الصحيح”. كما شرح كيف يتم تنظيم هذه القوات ونشرها بقوله: “يسيطر عشرة من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى على الفرقة وهم من يخطط للعمليات، وغرفة العمليات لا يدخلها إلا الضباط الإيرانيين وعناصر حزب الله ولا يسمح لأي سوري بالدخول “.

ووفقاً للجندي الشامي يتم نشر مجموعات من 50 مقاتل في المعارك، 15 منهم من “الحرس الثوري” الإيراني، و15 من ميليشيا “حزب الله”، والغالبية العظمى تكون من “الشبيحة”، وبذلك يكون ترتيب المعارك الهرمي على الشكل الآتي: “القائد ضابط من الحرس الثوري الإيراني ونائبه ضابط من حزب الله”، حسب قوله.

في ذات السياق، نقل ضابط منشق عن قوات النظام ومتواجد الآن في عمان، طلب عدم الكشف عن اسمه، تعليقاً عن صديق له ما زال في قوات النظام: “نحن في الدرجة الخامسة”، وأضاف: “حتى الميليشيات اللبنانية المدنية لديهم السلطة لإصدار الأوامر على جنرال سوري وما يجب القيام به أو بإرساله إلى مكتبه، وهم يحصلون على طعام وأسلحة أفضل وعلى الكثير من الاحترام”.

كما وصف الشامي كيف يتم عزل السوريين الآن عن الانشطة العسكرية لعدم الثقة بهم، ويقول: إن “الميلشيات هي من تدير الحرب في سورية الآن، فباعتقادهم هم هناك الآن للدفاع عن سورية بعد أن فشل الجيش السوري النظامي في ذلك ولذلك فهم يعاملوننا دون أي احترام”.

أما فيما يتعلق بالرواتب الشهرية فالفروقات صارخة، فقد دُفع لـ الشامي مبلغ 60 دولار في الشهر كراتب جندي سوري عادي، في حين تم دفع ثلاثة الأضعاف لـ “الشبيحة” بمبلغ 180 دولار في الشهر، أما عناصر ميليشيا “حزب الله” فيحصل المقاتل فيها على 400 دولار شهرياً.

من جانبه يصف الرائد أبو أسامة الجولاني، وهو ضابط منشق عن جيش النظام، وقائد في الجيش السوري الحر، كيف تغيرت الحرب على مدى الأشهر ال 12 الماضية، بقوله: “إن الميليشيات الشيعية هي من تقود العمل العسكري لدعم النظام في كل المعارك في العام الماضي. وجميع من نحاربهم الآن هم أجانب.”

وكتب “كريستوفر كوزاك” في معهد دراسات الحرب، مرة أخرى في نوفمبر/ كانون الأول 2014 عن أن هناك 44000 جندي منشق أو فار أو مقتول، الأمر الذي خفض بشكل ملحوظ قوات الأسد، كما قال إن “الضغط الخطير يأتي من التذمر داخل العلويين وهم القاعدة الداعمة للأسد، فهناك دلالات عن عدم رضاهم المتزايد عن النظام السوري”.

وفي كلمة ألقاها الأسد في يوليو/ تموز الماضي، اعترف علناً بأنه يعاني من نقص في الطاقة البشرية في الجيش، وقال: إن “طاقة الجيش تأتي من القوى البشرية، وإن كنا نريد لجيشنا أن يكون في أفضل حالاته فعلينا بذل قصارى جهدنا لأجله”.
أخبار سوريا ميكرو سيريا