أمراء داعش في سجن عدرا قبل الثورة

داعشأزهر أبو شكير “فيسبوك” في الجناح السياسي لسجن عذرا تجد ذوي اللحى الطويلة بأثوابهم القصيرة ووجوههم المقفرة، هؤلاء يسمونهم “الإسلاميين” وهم المتطرفون لكن لا أحد يجرؤ على تسميتهم بالمتطرفين أو المتشددين، وهؤلاء لديهم مطلق الصلاحية في كل شيء! زياراتهم مفتوحة ويسمح لهم بإدخال ما هو ممنوع على غيرهم من خارج السجن، يتحاشاهم الجميع بمن فيهم أفراد الشرطة، يقابلون مدير السجن متى أرادوا، ومدير السجن لا يغير قوانين السجن أو أنظمته إلا باستشارتهم والحصول على موافقة كبيرهم “أبو طلحة الجولاني”. و “أبو طلحة الجولاني” ساقني حظي إلى الغرفة التي يرأسها، فكان يساعده في إدارة شؤون المسلمين في الجناح “أبو عمر الحموي”، والقاضي الشرعي “أبو بكر الشامي”، الذي يقضي بين المعتقلين ويصدر الأحكام الشرعية في حال تطلب الأمر، أذكر ذات يوم أنه حكم على أحد المعتقلين بالإعدام لأنه تلفظ بالكفر في لحظة غضب، ولولا توسلنا وتدخلنا لما خفف عنه الحكم من الإعدام إلى المقاطعة والنبذ، فلا أحد يكلمه ولا أحد يشاركه الطعام ولا أحد يجالسه. والإسلاميون في سجن عذرا يصلون صلاة الجمعة لوحدهم وبتوقيت مختلف عن مواقيت الصلاة، فهم يؤخرونها ربع ساعة عن وقتها ويجب علينا جميعنا الحضور والويل لمن يتخلف، كذلك في صلاة الجمعة لا يصلون بمسجد السجن، وكان يخطب فينا “أبو طلحة” فيدعوا على النظام وعلى بشار علناً وأمام الشرطة وعلى مسامع الجميع.  سمعت أن “أبو طلحة” هذا الآن أحد أمراء داعش في الحجر الأسود بريف دمشق …