مذكرات خطيرة لمعتقل في سجون النظام
23 نوفمبر، 2015
- أزهر أبو شكير – فيسبوك
عندما سألت “أبو طلحة الجولاني” أمير الإسلاميين في الجناح السياسي لسجن عذرا “ألا تخافون بطش النظام حين تدعون عليه وتشتمونه علنا وأنتم بين يديه”؟
تبسم، وقال لي: لا مصلحة للنظام في عدائنا أو حتى إزعاجنا، لأنه يتخذ منا ورقة يلاعب بها غيرنا ونحن رضينا أن نكون ورقة يلاعب بها غيرنا لأن عدونا وعدوه واحد، لكننا لن نرضى أن نكون ورقة يلعب بها.
– قلت كيف؟
قال : النظام يريد أن يقضي على الثورة بالقوة ولا يجد أي مبرر لاستخدام القوة ونحن سنكون المبرر لذلك.
– قلت : لم أفهم بعد بما فيه الكفاية؟
قال : هو يعلم أنه إن أطلق سراحنا فلن نواجهه بالمظاهرات، ولا برفع اللافتات وإنما سنواجهه بقوة السلاح.
– قلت : نعم، تفضل وأكمل ..
قال: وبما أن العالم كله يخاف من قيام دولة إسلامية، فإنه سيقف إلى جانبه ويدعمه ويقدم له كل المعونات من أجل أن يوقف زحف الإسلاميين ويمنع قيام دولة إسلامية، وبالتالي سيقمع الثورة بحجة قمعنا.
– سألته : وأنتم ماذا تستفيدون؟
قال : يا أخي احسبها “شوي”…
تبسمت وقلت: بدأت أفهم ولكن اشرح لي أكثر.
قال: هنا تكمن المراهنة، وهنا يكمن التحدي ..
ثم وضع يده على كتفي بانفعال واضح، وأكمل قائلاً:
“هو يراهن أنه سيغلبنا بقوته وقوة الغرب، ونحن نراهن أننا سنغلبه ونغلب الغرب بقوة إيماننا بالله؛ هو يراهن على مدد من الغرب ونحن نراهن على مدد من الله”، ثم تلا علي: “إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.
– قلت له: نعم، ولكن يا شيخ دعنا نكون منطقيين أكثر واعذرني فربما أنت ترى ما لا أراه.
تبسم وقال: أدري ما الذي تريد قوله.
– قلت: الآن المعارك كلها تكنولوجية، ولم تعد تعتمد على قوة العضل فالحرب ليست سيفاً ولا رمحاً!
قال : صحيح ما تقوله، ولكن النصر لا علاقة له بالتكنولوجيا فالنصر من عند الله، ثم إننا لسنا وحدنا، وهل تظن أننا لوحدنا؟! لا لا والله يا أخي، انظر إلى دول الغرب، سيسخرهم الله لنا وسيأتوننا طائعين لله نادمين مقرين بذنوبهم.
– قلت : طيب يا شيخ؛ أنت تقول إن النظام يريدكم ذريعة لقمع الثورة وقتل الناس، كيف توافقون النظام على هذا؟
قال : الجهاد حق والمعركة المقبلة أرادها الله امتحاناً للناس، فمن أراد الله واليوم الآخر سيكون معنا، ومن أراد الدنيا فليرضى بما يصيبه؛ أما من قعد وتفرج فأولئك مع القاعدين لهم الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب أليم.
– قلت : أريد أن أستأذنك في أمر ما …
قال : إن شاءالله …
– قلت : أريد أن أدون هذا الحديث في ورقة فأنا كاتب بسيط وربما أكتب هذا في مذكراتي.
قال : اكتب فلا بأس ولكن اكتب ماسمعت وبما يرضي الله.