قائد جيش اليرموك : الاقتتال في حوض اليرموك نتيجةٌ حتميةٌ لفكر التكفير والإقصاء

تشهد محافظة درعا حالة من عدم الاستقرار، وذلك نتيجة لاستمرار عمليات الاغتيال في المحافظة، بالإضافة إلى الاشتباكات في منطقة حوض اليرموك بين لواء شهداء اليرموك وجيش الفتح في الجنوب، إضافة إلى محاولة قوات النظام التقدم في أكثر من محور، وبالأخص في مدينة الشيخ مسكين.

وللحديث عن الحراك السياسي والوضع الأمني في المحافظة كان لنا لقاء مع القائد الجديد لجيش اليرموك “سليمان الشريف”، والذي عُيّن خلفاً للقائد السابق في جيش اليرموك “بشار الزعبي” قبل حوالي الشهر، وكان معه هذا الحوار:

إلى أين وصل الحراك السياسي، ومن يمثل التشكيلات الثورية في الجنوب السوري؟

هناك حشد كبير من كل الدول لتفعيل الحراك السياسي لإنهاء الثورة في سوريا، لكن هذا الحراك له توجهات كثيره منها توجهات مرتبطة برؤية النظام وتهدف لإنقاذ النظام الساقط جماهيرياً وعسكرياً، وتتبناه روسيا بشكل واضح، ولكن هذا الحراك يصطدم بالأرض الرافضة لهذا الحل، وهناك جهات تتبنى الحراك السياسي كوسيلة لإيقاف نزيف الدم السوري مع تحقيق مطالب الشعب السوري دون مساومة على ثوابت ثورة الكرامة، وأهمها إزالة بشار الأسد وأجهزته الأمنية ومحاسبتهم.

من يقف وراء عمليات الاغتيال في محافظة درعا، وهل هناك حالة من الفلتان الأمني؟

عمليات الاغتيال التي تكررت في الآونة الأخيرة في الجنوب هي حالة مرضية تصيب الثورة في الجنوب، ولها تأثيرات سلبية على سير الثورة بشكل عام، من يقف وراء هذه الاغتيالات لا يتعدى أحد جهتين، الأولى النظام وأذنابه ظناً منه أن قتل بعض القيادات سيؤدي إلى إيقاف الثورة بعد عجزه عن مواجهة الثوار في ساحات القتال، والجهة الأخرى هي التنظيمات المؤدلجة بفكر الإقصاء وعدم قبول أي شريك لها، فهي تستبيح الدماء والقتل، ولها باع طويل في هذا المجال، ولكن أن نقول بأننا وصلنا إلى مرحلة الانفلات الأمني فهذا غير صحيح، بل إن هذه الأعمال بدأت بالانحسار، وهي كغيرها من الأمراض الطارئة التي يتم علاجها، وستتجاوزها الثورة قريباُ بإذن الله، ولا أعتقد بوجود رابط بين عمليات الاغتيال وهدوء بعض جبهات القتال من النظام اللاشرعي.

هل الفصائل الثورية في الجنوب اليوم قادرة على تجاوز المرحلة الراهنة؟

نعم الفصائل قادرة على تجاوز هذه المرحلة، وهي تعد الطرق والوسائل، وتبحث في الأسباب وطرق العلاج، مع العلم أن هناك من يعمل بجد لتجاوز هذه المرحلة ويسعى للتنسيق مع الجميع.

من المسؤول عن الوضع الراهن في محافظة درعا؟

يصعب تحديد المسؤولية في الجنوب وحصرها في جهة أو فصيل معين، ولكن هناك بعض السياسات التي تنتهجها بعض الفصائل أدت إلى هذا التردي، مثل سياسة من يسمون أنفسهم بالإسلاميين منتقصين بهذه التسمية غيرهم، ومنها سياسة الارتهان بقرار الخارج، حتى تحول إلى أداة ينفذ ما يطلب منه دون النظر إلى مصلحة الثورة.

وماذا عن التطورات الميدانية؟

أما التطورات الميدانية فقد بدأت معركة الشيخ مسكين، وكانت من المعارك القوية التي رد النظام عليها بمجزرة من أبشع المجازر بحق المدنيين، وهناك معارك أخرى يتم التحضير لها في أكثر من منطقة، وأما ما يجري من اقتتال في حوض اليرموك فهو لا يخدم الثورة، وهو نتيجة حتمية لفكر التكفير والإقصاء.

أخبار سوريا ميكرو سيريا