مذكرات خطيرة لمعتقل في سجون النظام 2

24 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2015
3 minutes

  • أزهر أبو شكير – فيسبوك

أذكر أن “أبو طلحة الجولاني” أمير الاسلاميين في الجناح السباسي بسجن عدرا، قال لي شيئاً استوقفني كثيراً، رغم أني لم أكن على قناعة تامة بما كان يقوله لي؛ لكنه أجبرني على التفكر في كل ما أخبرني به.

قال لي “نحن نعلم أننا على وشك الخروج من هنا، ولولا هذه الثورة لبقينا في فروع المخابرات سنين طويلة وربما للأبد، منذ أن قاموا بنقلنا إلى هذا السجن عرفنا أن الفرج قريب وأنه بات قاب قوسين أو أدنى، هل سمعت يا أبو طالب بقصة حلبات المصارعة التي أقامها الرومان حين كانوا يأتون بأشد المصارعين في العالم ثم يجعلونهم يتصارعون فيما بينهم حتى يقتل أحدهم الآخر”؟

قلت: نعم، كانوا يتخلصون منهم بهذه الطريقة.

قال: “بشار الأسد غبي وأحمق، فهو يريد لسوريا أن تكون حلبة مصارعة ويتخلص فيها من كل المصارعين، لكنه لا يعلم أننا مصارعون أشداء، سنصرع كل الأقوياء ثم نصرعه في النهاية”.

قلت : والشعب؟

قال: “الشعب سيظن في البداية أنها مباراة للتسلية، الشعب أيضا أحمق”.

قلت: الشعب ليس أحمق لكنه مغلوب على أمره ولا حول ولا قوة.

قال منتفضاً: “إلا بالله إلا بالله يا رجل”!

قلت: نعم ولكن..

قاطعني وقال: “جيد .. إذاً من اعتصم بحبل الله سينجو ومن اعتصم بحبل الديمقراطية فلتنفعه ديمقراطيته”.

قلت: أليس الإسلام الصحيح دين ديمقراطي؟

قال : “الإسلام دين الله ولا رأي لأحد في أمر الله”.

قلت: أبو طلحة، ما الذي ينتظر سوريا؟ ماذا ترى أنت بحسب خبرتك؟

قال: “بل بحسب فراستي فالمؤمن يعرف الأمور بفراسته”.

قلت: طيب بفراستك…

قال: “قريباً ستفتح أبواب الجنة وتفتح أبواب النار، والدعوة عامة”.

قلت: كيف؟ ماذا تقصد بالضبط؟

قال: “إذا دعاك الله إلى الجنة ودعاك إبليس إلى النار فماذا تختار؟

قلت: الجنة طبعاً.

قال: “وهل تعرف من هو الله عز وجل ومن هو إبليس إذا زين لك ابليس طريق النار؟”

قلت: أستخدم عقلي.

تبسم أبو طلحة وقال: “بل استخدم سيفك فإن الطريق إلى الجنة لا يشق إلا بالسيف”.

قلت: يعني باختصار ما مصير البلد؟

قال: “قريباً سنعلنها دولة إسلامية لا ديمقراطية، وسنفتح القدس بالسيف لا بالمظاهرات ولا بالشعارات”.

لا أنكر أني كنت فيما بيني وبين نفسي أهزأ بما يقوله أبو طلحة وأسخر من عقله، لكنني أصبت بالذهول حين التقيته بعد أشهر في منطقة السيدة زينب في دمشق حيث كنت أقيم ودعاني إلى بيته في حي (حجيرة).

المصدر : الإتحاد برس