معارض سوري يحذر من تكرار تجربة طائف لبنان في سوريا

24 نوفمبر، 2015

المصدر | عبد الوهاب عاصي

“إن انعدام وجود استراتيجية لدى المجتمع الدولي بما في ذلك عدم وجود رؤية واضحة لدى البيت الأبيض، ورغبة الغرب بإنهاء الصراع، لا سيما بعد موجة العنف التي ضربت فرنسا، كل هذه العوامل دفعت إلى اجتماعات فيينا في محاولة لدفع الصراع الدائر في سوريا إلى الأمام بالشكل الذي يمكن من إنهائه”.

يلخص الاقتباس أعلاه، رؤية المعارض والسياسي السوري “طارق شرابي” حول تسارع التحركات الدولية الخاصة بالملف السوري، حيث يضيف إلى ذلك في لقاء أجرته معه شبكة “المصدر” أن روسيا سعت من خلال تلك المفاوضات إلى كسب الوقت من أجل كسر شوكة الثورة السورية وإنهائها وإعادة تعويم النظام في دمشق. وعلى الأغلب تنظر روسيا إلى تحركها من الانطلاق بالقول “إن نجحنا في مساعينا العسكرية الحالية، لم نعد بحاجة إلى اجتماعات أو مؤتمرات فالثورة لم تعد موجودة ويمكن في حال ذلك صياغة إجراءات تجميلية لسلطة النظام”.

ويُعرّج المعارض السوري في حوارنا معه، إلى الحديث عن دور مؤتمر الرياض، أو ما أطلق عليه مؤتمر أبه، حيث يهدف اللقاء المرتقب الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية؛ بغية تجميع القوى غير المتجانسة من المعارضة السورية والتي باتت تشكل عبئاً على مسار تحركات المجتمع الدولي الخاصة بسوريا. وبحسب “شرابي” فإن اللقاء المنشود بين أطياف المعارضة يتوافق مع مخرجات فيينا3، بيد أنه توقع عدم قدرة المؤتمر جمع القوى السياسية بالعسكرية على رؤية موحدة، تمهد لتشكيل وفد يحاور النظام السوري.

وحول تأثر الائتلاف السوري بالاجتماع من ناحية كونه مظلة للمعارضة، اعتبر “شرابي” أن إخفاقات المجلس الوطني بخلق رؤية واضحة تجاه الثورة، الفشل بتمثيل الشعب السوري، وعدم القدرة على توحيد العمل السياسي، كل ذلك دفع المجتمع الدولي إلى توظيف ذلك لصالحه والذي تجلى بتشكيل الائتلاف الوطني، بيد أن الأخير بات عائقاً أمام مخرجات فيينا، ووفقاً لذلك “أعتقد أن المملكة العربية السعودية أرادت إعادة تعويم الائتلاف دولياً لكن في حال عدم الوصول لهذه الغاية سوف تقوم الرياض على إظهار مجموعة من الكيانات تحمل مسميات العمل المدني لكي تكون رديفاً أو كادراً لجانب الائتلاف الذي سيتلاشى في الحال شيئاً فشيئاً مثلما حصل مع المجلس الوطني”.

كما علّق “شرابي” على تزامن عقد مؤتمر الرياض مع تجهيزات الاتحاد الأوروبي من جانبه أيضاً لعقد مؤتمر مصغر للمعارضة، بقوله “لو نظرنا للأمر نظرة واضحة لوجدنا أن كليهما يتشابهان مثل جميع المؤتمرات التي عقدت بالشأن السوري منذ انطلاق الثورة، كما أن العوائق والمشكلات وتبادل الاتهامات بين المعارضة تتشابه أيضاً” ومن هذا المنطلق فإن من لم يحضر مؤتمر الرياض سوف يحضر المؤتمر الآخر في أوروبا، متوقعاً أن يكون جدول الأعمال بكلا المؤتمرين متقارباً هدفه الرئيسي “لا لتوحيد رؤية أطياف المعارضة”.

وتطرق المعارض السوري إلى التجاذب السعودي القطري، وتأثيره على أداء المعارضة السورية، حيث أرجع ذلك إلى “الاصطفافات التي أحدثتها هاتين الدولتين داخل بنية المعارضة منذ السابق، وذلك بغرض زرع المصالح الإقليمية والدولية”، لكنه استدرك حديثه بالتأكيد على تلاشي هذه التجاذبات بعد انتهاج السعودية خطاً سياسياً جديداً، وهذا الأمر جعل الدور القطري ينحسر مقابل إفساح المجال أمام الدور السعودي بشكل أكبر. ومن خلال هذا الاعتبار يمكن تفسير اتجاه المؤتمر السعودي المرتقب.

وحذر “شرابي” من “تحول مؤتمر الرياض إلى طائف سوري بامتياز؛ بمعنى أن يتحول لمؤتمر محاصصات سياسية وطائفية وفقاً للأيديولوجيات والطوائف كما حصل في لبنان التي لا تزال تعاني إلى الآن من ذلك”. لافتاً إلى أن “الحلول بأي مؤتمر تقدم عليه الأسرة العربية أو الدولية يستوجب أولا وضع نقاط ومنطلقات تستوجب منطقية البحث عن طرق تنفيذية إمكانية تنهي الواقع السائد على الأرض”.

المصدر : الإتحاد برس

24 نوفمبر، 2015