ليس بالسلاح وحده يهزم “داعش”
27 نوفمبر، 2015
رأت الكاتبة اللبنانية لينا الخطيب أن العمل العسكري وحده لن يهزم تنظيم “داعش”، بل يجب أن يقترن ذلك مع خطة سياسية تعالج الأسباب الجذرية وراء وجود هذا التنظيم، و في غياب ذلك، فإن ردود الفعل وتدخلات المجتمع الدولي الحسنة النية لن تؤدي إلا لخدمة الإرهاب.
وأكدت الكاتبة بمقالٍ لها في جريدة “الحياة” اللندنية، أن المشكلة الأساسية هي استمرار الصراع السوري، حيث أدرك قادة “داعش” عدم وجود استراتيجية للمجتمع الدولي لإنهاء القضية السورية، ويحاولون الإستفادة من هذا، لافتة إلى أن محادثات في فيينا تحولت من عملية المفاوضات السياسية إلى مناقشات حول المسائل الأمنية.
وأشارت الخطيب إلى أن هجمات باريس كانت الفعل الأكثر جرأةً في أوروبا من تنظيم “داعش”، ما يشير إلى بزوغ فجر حقبةٍ جديدة تشير إلى أن لا مكان في مأمن من التهديدات الإرهابية لكن رد الفعل العالمي على هجمات باريس يصب في يد التنظيم.
وذكرت الكاتبة أن الحسابات العسكرية لـ “داعش”، استندت على دراسة دقيقة لرد فعل الغرب على التعامل مع سيناريوهات مماثلة في سياق الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر 2001، حيث أصبح من الواضح لقادة التنظيم الإرهابي أنه يمكن بسهولة استقطاب الغرب إلى حرب انتقامية غير قائمة على استراتيجية شاملة.
وأشارت إلى أن تجربة العراق كانت المحرك الرئيسي وراء سياسات إدارة باراك أوباما في الولايات المتحدة، حيث حاول الرئيس تجنب تكرار السيناريو ذاته في بلدان الشرق الأوسط الأخرى، وكان قادة “داعش” قد فهموا هذا، وراهنوا على أن الولايات المتحدة وحلفاءها، من بعد ما حدث في العراق بأعقاب الغزو، ليس هناك من بلد غربي يود إرسال قوات عسكرية على الأرض في الشرق الأوسط مرة أخرى، ما يعني أن أي رد فعل عسكري من قبل الغرب لن يكون كافياً لهزيمة “داعش”.
ولفتت الكاتبة إلى أن مشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشارك في الغارات الجوية ضد “داعش” منذ سبتمبر 2014 أكد للتنظيم دقة توقعاته، حيث أعد بشكلٍ جيد لغاراتٍ جوية، فخبأ قادته تحت الأرض ونشر مقاتليه بين السكان المدنيين في سوريا والعراق، كما استخدم الضربات لإثبات روايته بأنه يدافع عن أراضي المسلمين ضد عدوان الصليبيين والكفار والمرتدين كما يسميهم.
أخبار سوريا ميكرو سيريا