الشيخ سعيد درويش: مبادرة وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بحكم الميتة

أكد الرئيس السابق للهيئة الشرعية لدمشق وريفها الشيخ “سعيد درويش” أن المبادرة الروسية لوقف إطلاق النار في غوطة دمشق الشرقية أصبحت بحكم الميتة، مشيراً إلى أن النظام لم يلتزم بها ولو يوماً واحداً.

وقال الشيخ “درويش” في تسجيل مصور نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي: بعد مؤتمر فيينا، تكلم وفد من الروس مع بعض الناشطين السوريين الموجودين في مصر، وأنا على علاقة مع أحد هؤلاء الناشطين السياسيين في مصر، أخبرني أن هناك وفداً روسياً سيعرض على الغوطة الشرقية وقف إطلاق النار لمدة 15 يوماً، فتكلمت مع الأخوة العسكريين فوجدت أنهم يريدون أن يقدموا مصلحة الغوطة العامة على أي مصلحة أخرى، فحدث اجتماع مع العسكريين عموماً، واجتمعنا مع المدنيين، والهيئة العامة في الغوطة الشرقية، فوجدت أن أفضل طريق لحل هذا الأمر (القبول بوقف إطلاق النار أو عدمه)، أن تنتخب هيئة سياسية تنظر في مثل هذه الأمور”.

وأضاف: “فانتخبوا 20 عضواً من هذه الهيئة، ولكنهم ليسوا هم فقط المخولين في الأمر السياسي، أنا جلست مع الأخوة العسكريين بعدها، فوجت أنهم يرون أنه لا بد من ترميم هذه الهيئة السياسية حتى تكون كاملة متكاملة، واتفقوا البارحة أن ترمم الهيئة العامة في الغوطة الشرقية حتى تكون مرجعية للجميع، ويكون منها هيئة سياسية متوافق عليها من العسكريين والمدنيين، حتى تسير في المرحلة القادمة بكلمة واحدة متوافقة، وحتى يكون لنا جسم سياسي قوي، يستطيع أن يتحاور، ويقف على شيء ثابت في المرحلة السياسية المقبلة”.

وعن فرصة حدوث الهدنة قال “درويش”: “الأمر الأول: هل الهدنة خيانة للثورة كما يروج البعض؟ أقول الهدنة أمر جائز، يعتريه الأحكام الخمسة، وحسب المعطيات لا بد من حل في آخر هذه الثورة، ومسألة الهدنة مع النظام قد يفرض فرضاً، فنحن لا نطلبه”.

أما عن رأي جبهة النصرة في الهدنة فقال: “ليس بيني وبينهم كثير علاقة، وفي كل هذا الأمر ما اجتمع فيهم، لكن الذي يتداول بين الناس أن جبهة النصرة لم تلتزم، ولا أدري هل عرض عليها وقف إطلاق النار أم لا”.

وأشار “درويش” إلى أن وقف إطلاق النار جاء فجأة، “والكل يقول لا أريد أن أتحمله وحدي، وإنما الغوطة الشرقية هي التي تقرر، فالجميع يريدون أن تخرج الغوطة الشرقية بكلمة موحدة ولا يتفرد فصيل في اتخاذ القرار”.

وأردف قائلاً: “لم ألتق مع أي أحد دولي أبداً، ولا أحد منهم دخل الغوطة الشرقية، ولا خرج أحد من الغوطة الشرقية والتقى بأحد منهم، والأخ الناشط الذي تكلم معي أخبرني أن وقف إطلاق النار لمدة 15 يوماً غير مشروطة، وفي السبعة أيام الأول تدخل المواد الغذائية من غير (أتاوات)، ويسمح للجرحى أن يذهبوا إلى دمشق، وبعد سبعة أيام أخرى يكون هناك فتح للمعبر، يستطيع من أراد من أهل الغوطة الذهاب إلى دمشق من غير سلاح، ولكن كل هذا الكلام لم يكن موثقاً ولا مثبتاً”.

وأوضح “درويش” أن “الفصائل الكبرى في الغوطة الشرقية لديها مرجعيات قوية، وذات علم سياسي وعلم شرعي، وستقدم المصلحة العامة على المصلحة الفصائلية، فإن وجدت المصلحة في قبول هذه المبادرات قبلت بها، وإن لم تجد فسترمي بها عرض الحائط، ورأيت أن الفصائل في سوريا عموماً، إن رأوا المدنيين اجتمعوا على رأي، فإنهم لا يتجاوزونه، وجلست مع رؤوس الفصائل فوجدت أنه إذا اتفق المدنيون على شيء فإنهم سيتفوق على هذا الشيء، وأي قرار يخرج من الهيئة السياسية فإن الهيئة السياسية ستلزم الجميع به”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا