مؤتمر الرياض.. تنافس محموم بين المعارضة السورية على حجز بطاقة التأهل


صورة عامة لمدينة الرياض
صورة عامة لمدينة الرياض

ما يزال مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية والمزمع عقده أواسط الشهر القادم، محط تفاعل وترقب كبيرين من مختلف الأطياف العكسرية والسياسية السورية لجهة الشخصيات المدعوة إلى هذا المؤتمر ومدى تمثيلها الحقيقي للشعب السوري إضافة إلى تشكك الكثيرين بجدوى المؤتمر وقدرته على إيجاد جسم موحد للمعارضة السياسية والعكسرية قادر على التفاوض مع النظام وفق ما اقتضتاه اجتماع فيينا.

وبرغم من أن السعودية -الدولة الراعية للمؤتمر- لم تحدد بشكل دقيق موعد انعقاد المؤتمر، ولم تستكمل الدعوات للمشاركين به إلا أن ما رشح من تسريبات إعلامية تؤكد دعوة هيئة التنسيق الوطنية والاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كقطبين أساسين للمعارضة، إضافة إلى العديد من الفصائل العكسرية وشخصيات معارضة أخرى.

ويواجه كلا الطرفين انتقادات لاذعة تصل إلى حد الاتهام بخيانة الدم السوري، جراء الكثير من الممارسات التي انتهجها الطرفين حيال الثورة السورية، وخرجت العديد من الأصوات مؤخراً تطالب بسحب الشرعية التمثيلية لكلا الطرفين التي فقدت جدواها الفعلي السنوات الخمسة من عمر الثورة.

وشكك بعض المعارضين بالطريقة التي يتم بها اختيار المشاركين، وبمدى فاعلية تمثيلهم الحقيقي، للوصول إلى صيغة تمثيلية حقيقية، من شأنها إدارة المرحلة الانتقالية والتفاوض مع النظام، متوجيهن بالنقد اللاذع للعديد من الأسماء المطروحة في مسودة الدعوات، ومشيرين بهذا السياق إلى أن العديد من المدعويين يمثلون إما شخصيات نظرت إلى الثورة السورية كمشروع تجاري، أو شخصيات عاشت خارج سورية لربع قرن حتى باتت جاهلة بأحوال البلاد وأهلها.

وأضافوا أن من بين المدعويين شخصيات ليس لها علاقة بالثورة بل ربما ستتم دعواتها كوجه اجتماعي كالعديد من الممثلين ولاعبي التنس، وأخرى يجري انتقائها فقط ليكتمل تمثيل الطوائف السورية دون أن يكون لها باع في العمل السياسي، كممثليين عن العلويين والدروز والمسيحين، إضافة إلى شخصيات تمثل مصالح الدول الفاعلة في الأزمة السورية، جرى تصنيعها ودعمها وتمويلها من قبلهم.

ووصف ناشطون آخرون مايقوم به بعض المعارضون من جهود كبيرة لإقناع الدول الأطراف بدخوله مضمار المؤتمر بالتسابق المحموم، مؤكدين أن من حصل على بطاقة الدعوة للمؤتمر بات يتباهى بها ويتعالى على غيره من المعارضين وكأنها بطاقة انتماء للوطن، داعين إلى ضرورة أن يكون تمثيل المعارضة حقيقياً ليستطيع المؤتمر الخروج بنتائج يقبلها السوريون جميعاً.

وبصرف النظر عمن حجز بطاقة تأهله إلى المؤتمر من أقطاب المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فإنه بات واضحاً التصارع الدولي على اختيار المعارضين لتمثيل مصالحهم في الكعكة السورية، دون النظر إلى تمثيل السوريين، وهو ما ينبأ بمشكلات جوهرية قد يواجهها الجسم السياسي الذي سيرشح عن المؤتمر في بحث السوريين الطويل عن حريتهم وسيادتهم.


المصدر : الإتحاد برس