جنود أسرى لدى المعارضة أصبحوا مقاتلين بصفوفها ومهمتهم مواجهة النظام
30 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2015
بعد ستة أشهر من الأسر قرر اللواء إخضاعي لدورة شرعية تقيمها الجبهة الشامية لمدة شهر، تعلمت من خلالها ما ينوي النظام وميليشياته القيام به للشعب السوري، وتوضحت الصورة لي
السورية نت-
قبل نحو عام تقدمت قوات نظام بشار الأسد في الريف الشمالي لحلب، في محاولة منها لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء، واستطاعت قوات المعارضة حينها قتل ما يزيد عن 300 جندي، وأسر 43 آخرين في قرية رتيان، وتحول هؤلاء الأسرى الى سجون المعارضة في الريف الشمالي.
محمود عبجي، وعلي الطويل، أسيران من قوات النظام، ألقى مقاتلو لواء “احرار سوريا” التابع للجبهة الشامية القبض عليهم في رتيان، ووضعا في السجن مدة ستة أشهر، قبل أن يتحولا إلى مقاتلين مهمين في صفوف المعارضة السورية، ويخوضان الآن معارك عنيفة ضد قوات النظام بريف حلب.
يروي محمود قصته لـ”السورية نت”، ويقول في تصريح خاص: “كنت أعتقد أنني بين عداد الموتى بعد أن تم استهدفنا بقذيفة دبابة من قبل الثوار، إلاأنه تم أسرنا ووضعنا في زنزانة بإحدى القرى في الريف الشمالي لحلب، ومن ثم انتقلت إلى مقر لواء أحرار سوريا، إذ قام اللواء بمعالجتي بعد إصابتي بالخصر وعاملني معاملة الأسرى دون أية إهانة أو تعذيب، وبعد ذلك أصبحت أجلس بين العناصر وأتبادل الحديث معهم، وأتعرف أكتر على الأحداث في المناطق المحررة كوني كنت من أحياء حلب المحتلة”.
ويضيف محمود أن النظام أجبره على الذهاب إلى القتال في جيشه، مشيراً أنه خلال فترة الأسر بدأ يندمج مع عناصر قوات المعارضة، ويعرض عليهم خدماته، كونه متدرب سابق على مدفع الهاون، إلا أنهم رفضوا الأمر في البداية. ويتابع: “بعد ستة أشهر من الأسر قرر اللواء إخضاعي لدورة شرعية تقيمها الجبهة الشامية لمدة شهر، تعلمت من خلالها ما ينوي النظام وميليشياته القيام به للشعب السوري، وتوضحت الصورة لي بالنسبة للذين كنت أنوي فك الحصار عنهم (قوات النظام)، وشاهدت المجازر والقصف الجنوني للنظام على قرى أهلنا مما زاد من اصراري على الخروج لقتال قوات النظام، إذ سمح لي عناصر اللواء في بداية الأمر بالذهاب معهم إلى المناطق المحيطة بنبل والزهراء ونقل الذخيرة، وبعد ذلك تدربت على الهاون والآن أستهدف قوات النظام الذي كنت سأموت من أجله”.
وبالإضافة إلى محمود، يتحدث الملازم أول علي لـ”السورية نت” كيف انتقل من صفوف قوات النظام إلى المعارضة بعدما وقع في الأسر بقرية رتيان، وقال: “أنا ملازم أول اختصاص مشاة، تم أسري من قرية حردتنين بالريف الشمالي لحلب، وكوني كنت ضابطاً كانت معاملتي حسنة الى درجة كبيرة، ولأني من محافظة إدلب لم يكن عند النظام أي نوايا لاستبدالي، وبدأت الأمور تتضح لي شيئا فشيئا، حيث أدركت أن النظام فرط بالألاف من الضباط، ومما زاد من قناعتي هذه وجود ضابط برتبه عقيد علوي إلى الآن يرفض النظام استبداله”.
ويوضح علي أنه عرض على لواء “احرار سوريا” القيام بتدريب عناصره على الاقتحام، لكنهم رفضوا، “إلا أن الأمر بدأ يتدرج عندما بدأت بإعطاء النصائح لهم شيئا فشيئا، ومن ثم أصبحت أدرب مجموعه من اللواء سرعان ما أصبحت أخاً لهم، والآن أدخل المعارك وأقاتل من كنت أود فك الحصار عنهم”، حسب قوله.
ويشير مراسل “السورية نت” محمد الشافعي إلى أن هنالك العديد من الأسرى الذين ألقي القبض عليهم في قرية رتيان أصبوا عناصر في صفوف قوات النظام بحلب بعد تخلي النظام عنهم، فيما أعيد بعضهم الآخر إلى منزله لكونه أجبر على الالتحاق بقوات النظام.
أخبار سوريا ميكرو سيريا