‘معارضون سوريون: لهذا سيفشل مؤتمر المعارضة المرتقب في السعودية!’

4 ديسمبر، 2015

المصدر | عبد الوهاب عاصي

في ظل الحديث عن عزم المملكة العربية السعودية عقد مؤتمر لجمع المعارضة السورية على رؤية مشتركة تمهيداً للقاء وفد النظام السوري مثلما نصت عليه مخرجات الجولة الثالثة من لقاء فيينا. تبرز تطلعات غالبية السوريين إلى جدوى المؤتمر الذي من المفترض أن يقام في مدينة “أبها”؛ فبين آمال بنجاح المساعي المعقودة عليه، إلى اعتقاد بإخفاق كل ما يمكن أن ينتج عنه على اعتبار أن شخصيات المعارضة هي ذاتها التي لم تفضِ جميع الجهود السابقة بنتيجة إيجابية لوضعها على ميثاق موحد.

وعلى ضوء ذلك استطلعت شبكة “المصدر” آراء عدد من المعارضين السوريين؛ بغية تقييم ما يمكن أن ينتج عنه مؤتمر السعودية المرتقب. حيث يشدد عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة “منذر خدام”، على ضرورة نجاح مؤتمر السعودية المرتقب، وإلا “سوف يفرض وفد على المعارضة كي يفاوض النظام”. ويرى أن مهمة المؤتمر تكمن في “تشكيل وفد لكي يعد رؤية سياسية للمفاوضات المقبلة مع النظام”. لافتاً إلى أن هيئة التنسيق أعدت استراتيجية وتكتيك للمفاوضات ستحملها معها إلى المؤتمر، وذلك بناء على طلب دول فاعلة.
ويربط الحقوقي “عبد الناصر حوشان” مخرجاته، من خلال معرفة قائمة المشاركين، فإن كان ما سيتمخض عنه وفداً كالذي حضر مباحثات جنيف2 فمصير المؤتمر مثل مصير جنيف، وإن كان على غرار مؤتمر أنطاليا فسيؤدي مؤتمر السعودية إلى تمزيقنا أكثر.

ويرجح “حوشان” إخفاق المؤتمر؛ لاعتباره إياه جزءاً من الخطة الروسية التي طرحت في لقاء فيينا. كما يعتقد أنه على أساس ما سيخرج عنه، سيتم تنظيم لوائح التنظيمات الإرهابية الذي من المفترض أن تقدمها الأردن في وقت لاحق. مضيفاً أن “الحظ الأوفر من القبول هو للمتعاونين في مكافحة الإرهاب بمفهومه الغربي والشمالي؛ بمعنى أولئك الذين يقبلون التعاون مع جيش النظام في العمليات ضد الإرهاب”.

وبحسب منسق مجموعة الإنقاذ الوطني “فهد المصري” فإن “مؤتمر الرياض لن يأتي بجديد، كون الحل الوطني بيد السوريين أنفسهم الذي يجب ألا يكون فيه إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكونات الشعب”. مشدداً على أن المشكلة في سوريا ليست سياسية بين نظام ومعارضة، بل “بين نظام مجرم وشعب بأكمله يقتل منذ خمس سنوات على مرأى ومسمع الجميع”.

ولفت المصري، إلى أن أي مؤتمر يعالج ما يجري في سوريا ويفترض النجاح يجب أن يتضمن ما يلي “حل بنية النظام؛ لأنها أساس المشكلة، إنشاء جيش وطني، ضمان العدالة الانتقالية والوحدة الترابية، تأسيس برلمان انتقالي، ومجلس رئاسي مشترك”.

وأكد المعارض السوري على أنه يتوجب على الحاضرين مؤتمر السعودي المزمع إدراك أن “سورية في حالة حرب تحرير وطنية وفي أعلى درجات الخطر وأن الحل السياسي أصبح بعيداً جداً عن الواقع، وبالتالي عليهم أن يعلموا أن الحالة تتطلب العمل الوطني وليس السياسي، وهذا الأمر يتطلب الابتعاد عن الأنا الشخصية أو الحزبية”.

أمّا الحقوقي والمعارض السوري “رديف مصطفى” يرجو أن ينجح المؤتمر المرتقب، موصياً بضرورة بذل المشاركين كافة الجهود لإنجاحه. ومن هذا المنطلق يقول إنه “لا يمكن الحكم على المؤتمر قبل صدور نتائجه، والجديد فيه هو أن الثورة فشلت خلال خمس سنوات في اسقاط النظام لأسباب عديدة وكذلك فشل النظام في قمع الثورة رغم استخدامه كافة وسائل وأدوات الاجرام، فضلاً عن رغبة المجتمع الدولي بإحراء تسوية سياسية تنهي الصراع وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة وبشكل خاص القرار 2118 وبيان جنيف1”. مؤكداً على أن “الآمال معقودة على مؤتمر السعودية في توحيد مواقف المعارضة السياسية والعسكرية بتشكيل الوفد المفاوض بغرض إنهاء معاناة الشعب السوري والدخول بمرحلة انتقالية لا مكان للأسد ونظامه فيها”.

المعارض والسياسي السوري “رياض درار” ينظر إلى المؤتمر المرتقب عقده في السعودية بأنه يأتي من أجل غاية واحدة وهي “تشكيل الوفد المفاوض بناء على نتائج لقاء فيينا الدولي”، معتقداً أنه “لن ينجح كونه كمؤتمر جنيف 2 حيث جيء بالمفاوضين دون أن يكون لهم شرعية التمثيل من الشعب فهم يمثلون من جاء بهم”.

وعلى الرغم من أن مؤتمر السعودي يفترض تواجد هيئة التنسيق فيه، لكن “درار يرى أنه “حتى بحضورها وهي التي انقسمت بعد مؤتمر القاهرة ومنقسمة في توجهات قياداتها حول شكل الحل، إضافة إلى توقعي أنهم سيرفضون النسبة المعطاة لهم في عدد الحضور وهذا قد يجعلها تخرج من المشاركة”. مستبعداً في ذات الوقت حصول أية محاصصات، لكن بعد المؤتمر “سيكون هناك إمكانية لتغيير واجهة المعارضة لا أكثر، والمتنازعين للذهاب هم يتنازعون للحضور بدون أجندة وطنية وهذا ما يجعل أرجحية لممثلي الفصائل الذين سيزج بهم لمزيد من التصعيد ومقازمة التدخل الروسي الذي يسعى لفرض أجندته على المعارضة عبر تشكيل معارضته السياسية من قدري جميل وأشباهه”.

وكالعديد من المعارضين السوريين يعتقد الأكاديمي السوري “عبد العزيز ديوب” بأن نتائج المؤتمر النهائية سوف تكون سلبية للغاية”، إذ أن أول ما سينتج عنه هو انعكاس على أرض المعركة من خلال ازدياد في “تعدد الرايات وعدم وضوح البرنامج الوطني الجامع تحت علم واحد وقيادة وطنية واحدة”.

“والنتيجة المتوخاة وهي تشكيل وفد للتفاوض في فيينا لن تكون إلا أسوأ من جنيف2″، وذلك طبقاً لقول “ديوب” وعزا ذلك إلى أن “النظام يتبع أسلوب إطالة المفاوضات بإغراق أي مؤتمر بالتفاصيل لكسب الوقت”.

القاضي السوري المنشق عن النظام “حسين حمادة” اعتبر أنه “لطالما بات الصراع على سوريا بأطراف دولية، ولطالما أن الإدارة الدولية في إنهائه لم تتوفر بعد، فإن مؤتمر السعودية في برنامجه المعلن لجهة توحيد المعارضة يأتي في سياق آخر”. معتقداً أن السعودية “لو أرادت تحقيق توحيد صفوف المعارضة للجأت لأسلوب آخر يكفي القيادات ويكفيها عناء الإعداد لمؤتمر وحضوره”. لافتاً إلى وجود إشارات استفهام كبيرة حول ما يقال عن تحديد المدعوين والطريقة الانتقائية للشخصيات والأسس المعتمدة بذلك مع غياب لبرنامج واضح لهذا المؤتمر”.

المصدر : الإتحاد برس