إجراءات جديدة للأمم المتحدة بتسليم مساعدات التدفئة تحرم كثير من لاجئي عرسال


photoالمصدر – خليل المصري

فرضت المفوضية السامية لغوث اللاجئين، في الأمم المتحدة إجراءات جديدة، شكلت عقبة أمام نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين في منطقة عرسال، وتمنعهم من الحصول على بطاقات التدفئة التي يتم توزيعها على العوائل وتبلغ قيمتها نحو مئتي دولار أمريكي.

واستطلعت شبكة المصدر الإخبارية عينة من الآراء حول الأوضاع هذه في المنطقة، وقال “ل. م. (53 عام)” إن “الأمم قامت بتوزيع نسبة قليلة من البطاقات على اللاجئين السوريين في عرسال، وتقدر نسبة الذين حصلوا على تلك البطاقات بنحو 30% من إجمالي عدد اللاجئين”، ويضيف إن درجات الحرارة بالانخفاض، فتصل ليلاً إلى نحو 2- مئوية، عدا عن غيب مجلس أو هيئة تنسيقية تمثل اللاجئين السوريين من منطقة القصير بريف حمص، وذلك بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على حل المجلس السابق.

وأضاف أن المطالبات بتشكيل مجلس يتابع أمور اللاجئين منذ أسابيع، إلا أن الظروف الأمنية لا تسمح بذلك، وأوضح أن سبب توقف توزيع هو انقطاع الطريق الوحيد المؤدي إلى بلدة عرسال، رغم الاتفاق الذي جرى في ظل عملية تبادل الأسرى بين السلطات اللبنانية، وجبهة النصرة، والذي نص على فتح الطرق المؤدية إلى البلدة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

بدوره يقول “خ. خ. (29 عام)” إن المساعدات وصل بالفعل، وبلغ عدد شاحنات المساعدات 19 شاحنة، وصلت إلى أحد المستودعات، ولكن لم يتم توزيعها بعد، إنما الجيش اللبناني لم يلتزم بوعده، فعاد إلى قصف مناطق الجرود التي توجد بها بعض المخيمات، مثل وادي حميد الذي تمت فيه عملية التبادل بين جبهة النصرة والجيش اللبناني، وأكدت مصادر طبية سقوط جرحى من اللاجئين نتيجة القصف اللبناني على تلك المناطق.

وأوضح “ع. ش. (27 عام)” -مسؤول في إحدى جمعيات الإغاثية التي لها نشاط في عرسال- أن الشاحنات التي دخلت مخصصة للاجئين في المخيمات التي تقع خارج السور الأمني الذي يفرضه الجيش اللبناني في محيط بلدة عرسال، وتشمل المناطق التي تعرضت للقصف، وأكد أن جزءاً من تلك المساعدات تم توزيعها، ولكن المسألة لا تقف عند المساعدات، فبطاقات التدفئة بات جزء كبير محروم منها بموجب التعليمات الجديدة للأمم المتحدة.

فتبعاً للإجراءات الجديدة يجب على جميع أفراد العائلة التوجه إلى مدينة زحلة (أي العبور على حواجز بعضها يقع في بلدات يسيطر عليها حزب الله)، من أجل التسجيل للحصول على تلك البطاقة، إضافة إلى أن الحصول عليها يستوجب الإقامة القانونية على الأراضي اللبنانية، والتي تحتاج إلى كفيل لبناني الجنسية، ودفع مبلغ قدره مئتي دولار أمريكي، أي يعادل قيمة بطاقة التدفئة التي من المفترض أنها مساعدة لهؤلاء اللاجئين.

وقال الطبيب “أ. ع. (30 عام)” إن التوزيع تم على حاملي الإقامات بالفعل، إلا أن من ليس لديه إقامة عليه استخراج إقامة جديدة واتباع الإجراءات المنصوص عليها في الفقرة السابقة، وأضاف أن العام الماضي كان على من يريد استخراج إقامة تسوية وضعه في أحد المخافر القريبة من بلدة عرسال، إلا أن الإجراءات اختلفت اليوم، وباتت أكثر صعوبة، ما يعني أن نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين البالغ عددهم نحو ثمانين ألف شخص، لن يجرؤوا على التقدم للحصول على بطاقة مساعدة من أجل التدفئة فقط.

وكانت تصريحات وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أثارت مخاوف اللاجئين، واعتبرها البعض مراسم دفن لمشاعر الأمل التي خالجتهم بعد اتفاق النصرة مع الجيش اللبناني وتبادل الأسرى، فاعتبر الوزير اللبناني منطقة عرسال “منطقة محتلة”، مضيفة أن الوقت الحالي لا يناسب اتخاذ الإجراءات المناسبة خوفاً من التورط “في النار السورية”.


المصدر : الإتحاد برس