قصة كرامة طفل سوري نشرها مواطن مصري على فيسبوك

5 ديسمبر، 2015

لاشك بأن الحرب السورية المندلعة منذ خمس سنوات كان لها في حياة معظم السوريين آثارا سلبية كبيرة لا سيما على أوضاعهم الاجتماعية، إذ ازداد معدل الفقراء والمحتاجين بشكل أكبر مما كان عليه في السابق، خصوصاً ممن يقطنون دول الجوار إلا أن سوء الأحوال المادية لم يؤثر على نفوس أغلبهم فلا يزال الكثير منهم يتمتع بعزة النفس.

“أسامة” طفل سوري لاجئ تقيم أسرته في مدينة نصر بالقاهرة يعمل كـ “بائع” متجول يبيع الحلويات السورية بالقرب من إشارات المرور، وبالرغم من صغر سنه وحاجته الشديدة للمال إلا أنه يرفض أن يأخذ النقود كـ”مساعدة” من أحد ويفضل العمل طوال اليوم على أن يساعده أحد.

أحد المواطنين المصرييين، أوقفه أسامة صدفة في إشارة تقاطع طريقي مصطفى النحاس مع مكرم عبيد، ليبيعه الحلويات، ولكن الموقف الذي حدث مع المواطن المصري دفعه إلى أن ينشر قصته على مواقع التواصل الاجتماعي لشدة إعجابه بتصرف الطفل.

ويقول، أوقفني الطفل أسامة عند إشارة المرور وعرض علي أن أشتري علبة حلويات بـ10 جنيه، فأردت أن أساعده واشتريت منه علبتين بمبلغ 20 جنيه، وأثناء حديثي معه أخبرني أنه من سورية، فعرضت عليه مبلغاً أكثر كـ”مساعدة” بسيطة.

فرد عليه أسامة قائلاً “مستحيل أقبل اي جنية زيادة، من فضلك مش هينفع وياريت تاخد الفلوس دي كلها وتدينى 20 جنية بس بدل ما اقف قدام السيارة ومتعرفش تعدي غير علي جثتي !”

وحاولت كثيراً إقناعه أن يقبل مني المبلغ لكن أسامة رفض فعرضت عليه 5 جنية زيادة على الـ20 جنيه، فأجابني أسامة قائلا “ممكن 5 جنيه تاني على الـ25 جنيه؟”، استغربت كثيراً وأعطيته 5 جنيه، فقام أسامة برمي علبة حلويات ثالثة لي وركض مسرعا”.

ويضيف الشاب المصري “عارف يعني اية يكون عندك عزة نفس ومش بتاخد غير حقك فقط ؟!
عارف يعني اية طفل يحط نفسة قدام العربية علشان تدوس علية علشان هو رافض حد يديلة فلوس اكتر من حقة ؟! في النهاية فضلت اندة عليه وقلت لية انا لازم اتصور معاك وانشر القصة دي للناس لأنك بطل يا أسامة ولو احتجت اي حاجة انا بعدى كل يوم من هنا
ولما رحت البيت كلت الحلويات دي انا والاسرة .. واقسم بالله طعمها لا يوصف وحلفت اني لازم كل يوم اشترى من اسامة وانا راجع من الشغل”.

المصدر : الإتحاد برس

5 ديسمبر، 2015