سجين سابق لدى (داعش): الكساسبة لم يُحرق وتركته في سجنه بعد أن أخرجني البغدادي


التقاط

قال إنه خرج من سجن العكيرشي بأوامر مباشرة من أبو بكر البغدادي الذي زار السجن الأشهر للتنظيم في الرقة، والذي كان يقبع في إحدى منفرداته مطلع العام الحالي الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وقال إنه خرج بعد أكثر من شهر من إعلان التنظيم إعدام الكساسبة وتركه حياً.

يروي السجين إبراهيم الشمري المفرج عنه بأوامر مباشرة من البغدادي، في لقاء مصور مع الناشط الإعلامي عامر هويدي تفاصيل عن تنظيم يغطيه الغموض، ويحكي مسيرة اعتقال بدأت بنظام وانتهت بتنظيم، قابل خلالها شخصيات لمجرد ذكرها ترتعش فرائص السامع، فمنها من قضى بأبشع الصور، ومهنا من يتزعّم أعتى التنظيمات وأقواها.

الرياضي السابق وحارس مرمى نادي الفتوة السوري سابقاً وحارس المنتخب الوطني سابقاً وموظفٌ سابقٌ في الاتحاد الرياضي العام “إبراهيم الشمري” يروي تفاصيل اعتقالاته المتكررة التي بدأت باعتقاله من قبل النظام وانتهت بخروجه من سجون تنظيم “داعش” فيقول: “اعتقلت من قبل النظام لمدة سنة ونصف في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر لعام 2011، وكانت التهمة الموجهة لي هي التحريض على التظاهر والعمل على إسقاط النظام القائم بموجب الدستور وقتل عناصر النظام وغيرها من التهم”.

ويكمل: “زرت تقريباً كل أفرع الأمن السورية ومنها نُقلت إلى سجن صيدنايا ومنه إلى سجن عدرا وبعدها إلى سجن دير الزور وتم إطلاق سراحي من سجن دير الزور في الثالث عشر من نيسان/أبريل لعام 2013، بعدها عملت مع فصائل الجيش الحر واستهدفنا حواجز النظام في المدينة وأفرعه الأمنية”.

وفي سجون ومعتقلات (داعش) أيضاً

ويضيف “الشمري”: “عندما دخل تنظيم داعش محافظة دير الزور دخل بإمكانيات هائلة وعقيدة قوية لم نستطع مجابهته، وقوة عقيدتهم جاءت من التصميم على شيء يريدوه وليس من صحة عقيدته، وعندما دخل التنظيم محافظة دير الزور لم ينجزوا شيئاً فالأماكن التي دخل إليها كانت محررة من قبل عناصر الجيش الحر، وبسبب قوة التنظيم وضعف إمكانياتنا خضعنا لهم، وطلبوا منا تسليم السلاح فسلمنا السلاح، وأخضعونا لدورات شرعية لأننا باعتباراتهم مرتدون عن الإسلام، وكانت مدة الدورة 15 يوماً تقام في المدارس، بعدها طلبوا منا البيعة والأغلب بايع التنظيم وأنا لم أبايع وتذرعت بكبر سني وغيرها من الحجج”.

“واعتقلت بعدها من قبل التنظيم بتهمة محاربة التنظيم، واستمر اعتقالي مدة 35 يوماً، وجاء بعدها أحد عناصر التنظيم ممن كانوا يقاتلون معي وزكاني عند التنظيم وعلى أثر ذلك أُخلي سبيلي، وبعد فترة اعتقلت من قبل التنظيم مرة ثانية بتهمة محاربة التنظيم وأني أحد الخلايا النائمة، فسجنت 17 يوماً لم يثبت علي شيء خلالها فأخلوا سبيلي، وبعدها عملت ببيع المحروقات، وبعد فترة تركت مكاني الذي كنت فيه وانتقلت إلى بيت جديد محاولاً الابتعاد عنهم، ولكن لم يتركوني وشأني، فاعتقلوني مجدداً بتهمة محاربة التنظيم وقتل عناصره، وبقيت معتقلاً شهران ونصف ليخوا سبيلي بعد أن أُثبتت براءتي”.

الاعتقال الأخير في سجن الكساسبة

“وفي المرة الأخيرة التي تم فيها اعتقالي، اعتقلت من قرية الحوايج ومنها تم نقلي إلى ناحية التبنة ومن ثم إلى معدان وأخيراً إلى سجن العكيرشي على أطراف الرقة والذي أسسه التنظيم، وهذا السجن لا يختلف عن أي فرع تابع للنظام، ويشبه إلى حد كبير فرع التحقيق العسكري في دمشق، أمضيت فيه شهرين واثني عشر يوم تقريباً، كان فيه 181 سورياً و12 صحفياً و9 نساء وزنزانة منفردة فيها الطيار الأردني معاذ الكساسبة”.

“وكنت قد استلمت توزيع الطعام على الغرف في السجن وعرفت هذه المعلومات بحكم عملي، فكنت أوزع الطعام لكل المساجين بما فيهم معاذ الكساسبة الذي كان يقبع في منفردة، وقد شاهدت معاذ الكساسبة وقدّمت له مصحفاً بناءً على أمر من آمر السجن الذي أعطى أمراً بتقديم مصحف لكل سجين يدخل السجن ليقرأ القرآن”.

“دخل معاذ الكساسبة السجن الذي نحن فيه الساعة السادسة مساءً وكان بحالة مزرية، ولم نكن نعرف أنه معاذ وقتها، وبعد ساعة من دخوله السجن سمعنا صراخاً، وقال السجانون بأن هذا الذي دمر البلد وحرقها بطائرته، فعرفنا أنه معاذ”.

خرجت وتركته حياً ولم يُحرق

ويؤكد الشمري أنه خرج من السجن في العاشر من آذار/مارس وترك وراءه الكساسبة حياً في سجنه، نافياً رواية إعدامه حرقاً التي أعلن عنها التنظيم قبل هذا الوقت بأكثر من شهر، حين أصدر التنظيم شريطاً مصوراً يعلن فيه إعدام الكساسبة حرقاً في قفص حديديّ، وصدر الشريط مطلع شباط/فبراير الماضي.

ويضيف: معاذ وحتى تاريخ خروجي من السجن كان لا يزال على قيد الحياة، وكان يقول للسجانين عاملوني كأسير فيقومون بضربه، وتقصّدت سماع التحقيقات التي كانت تجري مع معاذ أثناء خروجي إلى دورات المياه، فكان يقول له المحقق (أبو أنس التونسي) نحن أسقطنا طائرتك، فيرد معاذ لا أنتم لم تسقطوا طائرتي ولكن الذي أسقط طائرتي صاروخ أطلق من السرب الذي كنت فيه”.

البغدادي زار السجن وأخرجني

وعن قصة خروجه من السجن يتحدث: أنا وفي العاشر من آذار مارس خرجت من السجن قرابة الساعة الثامنة والنصف، أخرجونا كلنا، وكان البغدادي قد زار السجن قبل يومين ومعه اثنين من المستشارين وأربعة مرافقين بالإضافة إلى آمر السجن والذي هو أحد أبناء مدينة (موحسن) ويدعى (أبو الوتين)، قدمني للبغدادي وقال له هذا الشيخ مظلوم واعتقل ثلاث مرات وكل مرة يخرج براءة، فسمع البغدادي قصتي وقصص قرابة ثمانية أشخاص مسجونين آخرين معي، فقام أحد الذين معه، وأتوقع أنه مستشاره ويكنى بـ (القحطاني) وقال للبغدادي كيف سننتصر ويوجد مثل هذا الظلم، فقال البغدادي لنا سامحونا وأنتم أخوتنا وحقكم علينا، وستخرجون خلال يومين وسيحاسب من ظلمكم، وفعلاً خرجنا في الموعد المحدد وبعد خروجنا وصلنا خبر أنه وبالفعل قام بمحاسبة الذين اتهمونا وظلمونا”.

صحفيون معظمهم أجانب في السجن

وبالنسبة للصحفيين يقول: أما الصحفيون فعددهم اثني عشر صحفياً، بينهم اثنين إما صينيين أو يابانيين، وماليزي أو موريتاني والأرجح موريتاني، والباقي بينهم أجانب، وكان أكثر الذين يتعرضون للتعذيب من بينهم هم الصحفيون الصينيون أو اليابانيون، فكان السجانون يجبرونهم على الحبي ليركبوا فوقهم كما الحمير”.


المصدر : الإتحاد برس