‘استطلاع: بين التفاؤل والترقب لمخرجات مؤتمر الرياض’

11 ديسمبر، 2015

المصدر | عبد الوهاب عاصي
اختتم مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في العاصمة السعودية الرياض أعماله، يوم أمس، بوصول فصائل المعارضة العسكرية والسياسية إلى رؤية مشتركة وتشكيل هيئة تفاوض عليا، سيكون مقرها الرياض. وعقب ذلك أجرت شبكة المصدر استطلاعاً مصغراً على شريحة تقارب 75 شخصاً من سياسيين وإعلاميين ونشطاء؛ لتسلط الضوء على جانب من آراء السوريين بخصوص مخرجات المؤتمر.

وفيما يلي رسم توضحي لنسب المشاركين:

ويظهر الاستطلاع أن نسبة 46% من المشاركين يؤيدون نتائج المؤتمر، وما أفضى إليه؛ في إشارة واضحة من معظمهم إلى وقف نزيف الدماء السورية من خلال التحركات الجارية التي تقودها المملكة العربية السعودية.
فيما يتبيّن أن نسبة 15.6% من المشاركين يرفضون ما خرج به المجتمعون؛ وذلك لاعتبارات عدة، تأتي في مقدمتها أن المؤتمر يعيد للأذهان المبادرات العديدة التي طرحت لإنهاء الأزمة في سوريا، لكن مجملها لم ينجح ولم يحقق أدنى مطالب عقدت لأجلها.
واتفق حوالي 38.4% من المشاركين في الاستطلاع على ضرورة الانتظار لحين ذهاب الوفد الذي سيرشح عن هيئة التفاوض العليا، ليفاوض النظام السوري في جنيف3 منتصف الشهر المقبل.
وفيما يلي رسم توضحي لنسب المشاركين:

أسماء المشاركين في الاستطلاع:
وشملت قائمة المؤيدين لمخرجات المؤتمر كلّاً من (محمد إقبال بللو، أحمد عبدو حسين، معاذ الزعبي، غالية كيالي، هاني محمد العزو، بيشفان سيدو، أسامة الماضي، محمد ويلو، يحيى بدر، عبد الرحمن السعود، خليل المصري، وائل العزو، أحمد فادي عبد الباري، هشام المدني، حسان كنجو، مجاهد عقيل، عمران حلّاق، محمد نجيب عدل، منار رشواني، عبد الله الحافي، محمد أبو ياسين، د. عطا كامل، علي طناطرة، إسماعيل تركي، عماد فكهاني، أحمد بدوي، عدنان بوش، منصور أتاسي، وائل نبواني، إيهاب السعيد، مالك عاصي، أحمد فؤاد شميس، طرفة بغجاتي، ومحمد أيمن طحان).
وأمّا الرافضين لهذه المخرجات فهم (خالد سباعي، مصطفى زروق، عبد الكريم خلوف، مصباح حلبي، فاضل سباهي، ناصر محمد العربي، محمد العزيزي، صافي السويد، دعاء عاصي، أحمد الإبراهيم، علا جاويش).
وفيما يخص الذين فضلوا انتظار ما ستفضي إليه جولة التفاوض مع النظام في جنيف3 فهم (أنس علي، ماجد محمد، محمد عاصي، سعاد خبية، رديف مصطفى، حسين حمادة، ميس الحمصي، هيثم خوري، جميل سلو، محمد حاج عيسى، محمد سليم، يسرا شابسوغ، رهف العثمان، فؤاد سماقية، وأيهم مقدسي).
كما يهم شبكة المصدر أن تلفت نظر متابعيها إلى أن بعض الشخصيات فضلت عدم وضع أسمائها ضمن القوائم السابقة، ووفقاً لذلك فقد تم تقسيم النسب بشكل تقريبي.

آراء عينة من المشاركين بالاستطلاع:
ولتوضيح أسباب رفض أو قبول أو انتظار عينات من المشاركين، قامت شبكة “المصدر” بإدراج آراء البعض، حيث ينظر “ناصر محمد العربي” أن رفضه لمخرجات المؤتمر مبنية على اعتقاده بأن السوريين بصدد “إعادة انتاج المبادرة الخليجية في اليمن، وبالتالي ستكون معروفة سلفا نتائج المفاوضات وما ستؤول إليها وما سينتج عن تطبيق ما سيخرج من المفاوضات”، مضيفاً “في المبادرة الخليجية باليمن تم إقصاء علي صالح والمقربون منه ولكن لم يقولوا بمبدأ العدالة والمحاسبة وها نحن الآن نرى نفس الأمر في الوثيقة والتي هي مرتبة وموضوعة من قبل الأطراف الدولية والإقليمية ولا يمكن أن نقول برحيل وإقصاء النظام من دون تحقيق العدالة؛ لأن لا المجتمع سيستقر ولا النظام وأتباعه سيستسلمون للأمر هكذا بكل بساطة، ولن يعملوا على إعادة انتاج أنفسهم من جديد كما فعل صالح وكما كان صالح تحالف مع الحوثيين فهناك من سيتحالف مع النظام السوري أيضا من انفصاليين الأكراد وغيرهم مما ستفرزه حينذاك تطورات الوضع”
ومن وجهة نظر أخرى، أرجع الكاتب والصحفي “محمد إقبال بللو” قبوله وتأييده لمخرجات لقاء فصائل المعارضة في مؤتمر الرياض، إلى اعتقاده بـ “أن المؤتمر حقق نجاحاً غير متوقع وكان بيانه الختامي متوازناً ومقبولاً، والأمر المبشر أن مختلف أطياف المعارضة التي اجتمعت في هذا المؤتمر توصلت إلى هذا البيان بتوافق يعتبر الأول من نوعه ضمن صفوف المعارضة، هذا بحد ذاته أمر إيجابي ونقطة انطلاق مبشرة”.
ويتفق المعارض والسياسي السوري “عدنان بوش” بقبوله مخرجات المؤتمر مع “إقبال بللو”، ويعزو ذلك إلى أن المؤتمر “لأول مرة يجتمع أكير طيف للمعارضة، التمسك بالحد الأدنى من مطالب الثوار، الاجتماع جذب بعض أطياف المنطقة الرمادية والمتأرجحين مثل الهيئة وتيار بناء الدولة إلى مواقف مجابهة مع النظام وجعلها تجتمع وتشكل لجان مشتركة مع القوى العسكرية التي كانوا يهاجموها ويسموها إرهاباً، والمعارضة سحبت البساط من تحت أرجل الداعمين بعدم وجود معارضة متفقة وبرنامج مقنع”.
وأبدى عضو المجلس الاستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية “طرفة بغجاتي” تفاؤله بنتائج مؤتمر الرياض وخاصة بـ “الاتفاق إجماعاً على وثيقة تضع السكة لقطار المرحلة الانتقالية، لم يكن سهلاً جمع القوى من الفصائل المسلحة (مع كل الملابسات والانسحاب والعودة) إلى هيئة التنسيق. الوقت مبكر طبعاً جداً للفرحة ناهيك عن البهجة في ظل القصف اليومي وسيلان الدم السوري ولكن مجرد التوتر الإيراني الواضح ينبئ على أن الأمر سلبي بالنسبة للأخير، وأن هناك مستجدات في الشأن السوري لا أقول حلاً شاملاً أو مرضياً ولكن خطى على الطريق الصحيح”.

بينما من طرف آخر، أكد القاضي السوري “حسين حمادة” وكذلك الكاتب الصحفي رئيس تحرير مجلة نبأ “الأتاربي الحر” أن موقفهما من المؤتمر والمبني على انتظار نتائج المفاوضات مع النظام في جنيف3، يرجع إلى الاعتقاد بل والجزم إلى أن “المفاوضات مع النظام غير ممكنة مع بقاء بشار الأسد”.

المصدر : الإتحاد برس

11 ديسمبر، 2015