دلائل خطاب الجولاني بخصوص التطرق إلى “مؤتمر الرياض”

13 ديسمبر، 2015

الاتحاد برس | عبد الوهاب عاصي

“هل سيسقط الأسد لو فككنا ارتباطنا بالقاعدة؟”، ردّ قائد جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني” بهذه العبارة عقب تساؤل طرح عليه في لقاء متلفز عرض مساء اليوم السبت، حول الدعوات الملحة لقيام النصرة بهذه الخطوة. لا سيما تلك التي كثرت بعد إعادة التأكيد على تصنيف الجبهة ضمن قوائم الإرهاب في مباحثات فيينا.

وقد يظهر قول الجولاني بأن “الجبهة لم تتلق دعوة لحضور مؤتمر الرياض”، عن رغبة كانت بحضور اللقاء بالشكل الذي كان من الممكن أن يكون طريقاً لرفع صفة الإرهاب عن الجبهة ويمهد لفك ارتباطها عن القاعدة، وذلك بالرغم من تشديده على رفض الحضور لو تمت دعوته. ويستدل في ذلك إلى أن حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، فصيلين تصنفهما موسكو على قوائم الإرهاب، وكان الرفض الدولي في لقاء فيينا لإدراجهم سبباً رئيسياً بتكليف الأردن بوضع القائمة، لكن وبحضور هذين الفصيلين مؤتمر الرياض ومشاركتهما ضمن “الهيئة العليا للتفاوض” يمكن القول إن الرياض استطاعت وضع عقبة أم موسكو وحتى الأردن تصنيف الفصيلين كإرهابيين.

ومن هذا المنطلق شن الجولاني هجوماً واسعاً على الفصائل التي شاركت وقبلت دعوات حضور المؤتمر، مشيراً إلى أن ضغوطاً مورست على هذه الفصائل، معتبراً إياها “مبررات واهية إذا ما قورنت بحجم الخسارة لو مرر اتفاق الرياض”، وعدى عن ذلك من اعتباره للمؤتمر بأنه “استسلام لنظام الأسد” بالإضافة لكونه وسيلة يهدف فيها المجتمع الدولي إلى “دمج المعارضة المسلحة مع النظام، بحيث يظل الأسد رئيساً وتعلن هدنة ثم تقاتل الفصائل الرافضة لها”. وبناءً عليه يمكن الاعتقاد بأن جبهة النصرة ذاهبة إلى الاقتتال مع أبرز الفصائل التي حضرت، مثل حركة أحرار الشام وجيش الإسلام، وفي هذا يمكن الاستدلال بالعوائق العديد التي واقعت مؤخراً بين النصرة والأحرار ضمن تشكيل جيش الفتح. كما أن مؤتمر الرياض يخول الفصائل قتال التنظيمات الإرهابية والتي تعتبر النصرة من ضمنها مثلما نصت عليه مخرجات فيينا.

وأما حول مقولته بأن “بعض الفصائل ذهبت إلى مؤتمر الرياض وجنودهم لن يطيعوهم إن وافقوا على أهداف المؤتمر”، فمن المرجح أن تكون الإشارة هنا إلى حركة أحرار الشام الإسلامية، لا سيما بسبب الخلافات التي نشبت داخل بنية الحركة بسبب التوقيع على ميثاق المؤتمر، وعلى هذا الأساس يمكن توقع حصول انشقاق داخل الحركة باتجاه جبهة النصرة.

وفيما يخص حديثه بأن “المؤتمر يهدف إلى تجريد كل مقاتلي المعارضة من سلاحهم طوعاً أو كرهاً”، فمن المحتمل أنه يشير إلى ما نص عليه أحد بنود الرياض والذي يؤكد على أن “مؤسسات الدولة السورية الشرعية التي يختارها الشعب السوري هي من تحتكر حيازة السلاح”.

وقد علّق المعارض والسياسي السوري “جميل عمار” على ما جاء في لقاء الجولاني لا سيما فيما يخص مؤتمر الرياض، بقوله “إن عدم دعوة النصرة إلى الرياض أو التواصل معها سيشكل قاعدة تصادم ممكن أن تتطور إلى مواجهة أو ربما يدفعها للتنسيق مع داعش على أساس الخيار الأخير والدفاع عن النفس”.
كان الأحرى في مؤتمر الرياض وفقاً لـ “عمار” هو “تشكيل لجنة حوار تعنى بالتواصل مع كل الحراك العسكري بما فيهم الأفراد السوريين ضمن النصرة بالشكل الذي يؤدي إلى إزالة ما يكون عالقاً بزهن الجبهة بأن المؤتمر وجد لقتالهم لأن قتالها الآن هو مكسب للنظام وروسيا”.

ورغم ما تحدث عنه الجولاني خلال اللقاء المتلفز إلى أن المعارض السوري “جميل عمار” ير أنه بمجرد دعوة النصرة لهذا اللقاء عقب مؤتمر الرياض ومع مجموعة من الإعلاميين يعتبر “رسالة منها بأنه يمكن الحوار معها، وبأنها على استعداد لذلك”، وفق اعتقاده.