تيار بناء الدولة السورية: بيان مؤتمر الرياض

486494_547567355283869_1891803648_n

بيان مؤتمر الرياض

تقتضي التسويات والتوافقات تنازلات متبادلة من جميع الأطراف المشاركة في العملية المعنية، وهذا هو فعلا ما حصل في مؤتمر الرياض، حيث تبادلت الأطراف تنازلاتها إلى أن تمكن جميع المشاركين من التوصل إلى وثيقة توافقية يمكنها أن تساعد بدفع العملية السياسية التي يشكل مؤتمر الرياض خطوتها الأولى، والتي ستتلوها مفاوضات جدية برعاية دولية وأممية تفضي إلى تسوية بين السلطة والمعارضة، يتزامن معها وقف لإطلاق النار بين جميع الأطراف المتحاربة في سوريا ما عدا داعش وجبهة النصرة والمجموعات الشبيهة. نتج عن المؤتمر هيئة عليا للتفاوض مشكّلة من جميع الأطراف التي شاركت بالمؤتمر، ستقوم باختيار الوفد الذي سيقوم بمهمة التفاوض مع وفد النظام. ربما لا يكون اختيار هذه الهيئة قد تم بالطريقة الأفضل، وربما لا يكون أعضاؤها هم أفضل من كان موجودا بالمؤتمر، ويمكن أن يكون البعض قد شعر بالغبن بقدر ما، كما يمكن أن يكون قد جرى بعض التلاعب بتعيين الأسماء، وبالتأكيد نسبة النساء في هذه الهيئة نسبة مخجلة وهي لا تتناسب ودور المرأة السورية في الأزمة الحالية، ولكن ما يخفف من ضرر هذه العيوب هو أن مساعي أغلب الدول ذات العلاقة بالصراع في سوريا جدية في إنهاء القتال السوري وإنهاء النزاع السياسي السوري. نأمل في المراحل القادمة من العملية السياسية التسووية أن تتسع مساحة الدور السوري إلى أن يسيطر السوريون على كامل القرار السوري. وبهذه المناسبة فإننا نشكر المملكة العربية السعودية على استضافتها هذا المؤتمر ورعايتها له بقدر كبير من الحياد الذي ساعد على إنجاحه، ولا نعتقد أنه كان سينجح أكثر من ذلك لو عُقد في عاصمة دولة أخرى من الدول ذات العلاقة بالأزمة السورية، كما لا نعتقد أننا كنا سنشهد حيادا أكثر مما شهدناه بالرياض. بغض النظر عن العيوب الطفيفة لمؤتمر الرياض، خاصة من ناحية اختيار الهيئة العليا للتفاوض، فإن الفرصة كبيرة جدا لحل سياسي تسووي يبدأ بإنهاء الأزمة السورية. وهذا يتطلب من السوريين عدم الاكتفاء بموقف المتفرج والناقد لمجريات الأمور بل المشاركة فيها بقوة لتصويبها بما فيه خدمة للسوريين جميعا. أخبار سوريا ميكرو سيريا