محمد إقبال بلو: التحالف الإسلامي وردات الفعل المبكرة


محمد إقبال بلوردات فعل مختلفة تسارع ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي فور نشر خبر تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وقبل أن يعرف المواطن السوري ماهية الموضوع، قابله بالسخرية تارة وبالرفض تارة أخرى، بل زاد البعض بحملات الشتم للدولة التي أعلنت الموضوع واتهموها على الفور بأنها قامت بتشكيل هذا التحالف لغرض يضر بالسوريين قطعاً.

من الغريب عادة أن نشهد هكذا تشكيك بمشروع لم تعرف تفاصيله بعد، والأغرب أن نتهم عشرات الدول المشاركة باتهامات متشابهة دون دراية أو معرفة بأي تفصيل صغير، ورغم غرابة الأمر إلا أنه طبيعي جداً في الحالة السورية، ومن حق السوريين أن يفقدوا الثقة بأي تحرك عربي أو إسلامي على أي صعيد.

فبعد خمس سنوات من اندلاع الثورة السورية والتي قدم خلالها السوريون مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، ونتج عنها ملايين المهجرين والمبعدين، دون أن تحقق الدول العربية أو الإسلامية خطوات ملموسة في منع ما يحدث، أو دون أن تنجح في وقف المأساة السورية، لا بد ان تنشأ حالة اللاثقة التي نلحظها اليوم.

أعتقد أنه من الضروري في المرحلة الراهنة منح أي حراك إسلامي النظرة الإيجابية مبدئياً بل ومساندته شعبياً، فالخطر الذي تتعرض له المنطقة العربية والإسلامية بأسرها، والمشاريع العديدة التي يتم العمل عليها ومن أهمها مشروع التوسع الإيراني، لا بد له من تيار عربي إسلامي سني يقف في خط المواجهة ولو سياسياً أو حتى إعلامياً.

المشروع الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية يبدو أنه مشروع كامل للمنطقة بأسرها ويتضمن أهداف عامة تتعلق بالحالة العربية والإسلامية كاملة، ومن عنونته بأنه تحالف إسلامي ضد الإرهاب يبدو جلياً أنه مشروع لا يتعلق بالحالة السورية فحسب كما فهمه البعض، فقد تكون الحالة السورية جزءاً منه إنما لن تكون هي الجزء الرئيس مطلقاً على عكس ما فهم لدى القراءة الأولى من قبل معظم السوريين.

فقد ركز معظم المتابعين على الموضوع على أنه خطوة عسكرية تهدف إلى محاربة تنظيم داعش، في حين أن عنوانه العريض يقول أن التحالف من أجل محاربة “الإرهاب”، وقد كان بالإمكان أن يشير العنوان إلى “داعش” فقط لو أريد ذلك، لذا أعتقد أن استباق الأمور والبدء بكيل الاتهامات وتأكيدات فشل هذا التحالف أمر مبكر جداً، وقد تتكشف الكثير من الأمور قريباً بعد أول تحرك فعلي للتحالف الإسلامي الجديد.

لا شك أن المملكة العربية السعودية ترغب بإنهاء وجود نظام بشار الأسد في سورية، وهذا أمر لا شك فيه على الرغم من التعاطي الخاطئ مع الموضوع في كثير من الأحيان، والإعلان عن هذا التحالف الإسلامي بعد مؤتمر الرياض مباشرة يؤكد الصلة التي تربطهما، كما ويؤكد أن التحالف الجديد يضع ضمن مخططاته الموضوع السوري كإحدى الأولويات، لكن الطريقة والآلية لذلك مازالت مجهولة بالنسبة للجميع، وكل ما يقوله ويكتبه المتابعون والمحللون لن يتعدى أن يكون مجرد توقعات لا أكثر، لذا علينا التريث والانتظار قليلاً لنشهد أول خطوة عملية حقيقية، ثم نبدأ بالتفاؤل أو التشاؤم، بالاتهام والتخوين أو بالشكر والثناء.