‘د.شملان يوسف العيسى يكتب: ملفات التحالف الإسلامي’
20 ديسمبر، 2015
د.شملان يوسف العيسى
أُعلن في الرياض الأسبوع الماضي على لسان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري بقيادة الرياض، هدفه تنسيق العمليات العسكرية ودعمها لمحاربة الإرهاب وتطوير آليات جديدة لدعم هذا الهدف. وقد ضم التحالف الجديد 34 دولة، منها 18 دولة عربية. وعلى ضوء ذلك الهدف، صرّح الأمير محمد بن سلمان بأن التركيز في إطار التحالف الجديد سوف ينصب على مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان.
ومن أهم إيجابيات التحالف العسكري الإسلامي الجديد المعلن هو التأكيد على أن المملكة العربية السعودية تتقدم معظم الدول العربية والإسلامية في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، لاسيما في مناطق نفوذه الرئيسية في كل من سوريا والعراق.
لكن من المفارقات اللافتة للنظر أنه لا العراق ولا سوريا تقبل تدخل التحالف الإسلامي العسكري لتحرير أراضيهما من إرهاب «داعش»، مما قد يؤكد صحة الفرضية المتداولة، والقائلة بأن النظامين في كل من سوريا والعراق هما من اختلق ودعم تنظيم «داعش»، وبدعم من إيران.
لكن البعض يتساءل: ما دام هناك تحالف غربي ضد الإرهاب، وتحالف عربي خليجي ضد الإرهاب في اليمن لمحاربة الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع «صالح».. فما الذي سيضيفه التحالف الإسلامي الجديد إذن؟
ويضيف ذلك البعض: هنالك دول عربية وإسلامية لا تستطيع محاربة الإرهاب داخل بلدانها، مثل لبنان وليبيا ونيجيريا واليمن.. فكيف تستطيع محاربته خارج حدودها؟ وكيف يمكن قيام شراكة في إطار التحالف الجديد بين مصر التي هي على خلافٍ مع كل من تركيا وقطر بسبب إطاحة مصر بـ«الإخوان المسلمين»، خصوصاً أن مصر ترى أن أقطاب «الإخوان المسلمين» يعيشون اليوم في كل من قطر وتركيا؟
التحالف الإسلامي الجديد لم يحدد طبيعة الإرهاب الذي سوف يحاربه.. هل هو الإرهاب والتعصب الديني؟ أم هو الإرهاب الفكري الذي يقصي الآخر ويخلق مشكلة في البلد الواحد؟ وكيف يمكن محاربة الإرهاب عسكرياً من دون الاهتمام بجذوره الفكرية ومنابع تمويله؟
كل دولة عربية وإسلامية لديها تصوراتها الخاصة بكيفية محاربة الإرهاب. فدول الخليج لديها الاستعداد لتمويل العمليات العسكرية والمساعدة في توفير الجانب اللوجستي مثلاً.. أما الدول الأفريقية، مثل نيجيريا، فلديها مشكلة معقدة مع حركة «بوكو حرام» المتطرفة، والتي ترفض التفاهم أو أي علاقة مع الغرب.
وفي الدول الأفريقية عموماً يبدو أن مشكلة الإرهاب مرتبطة بتفشي الفساد وسوء الإدارة الحكومية، وهذه أمور لا تستطيع دول التحالف العسكري الإسلامي معالجتها.
وإلى ذلك فإن تركيا التي أعلنت رغبتها في محاربة إرهاب «داعش»، ما تزال في الوقت نفسه تدعم جماعة «الإخوان المسلمين»، مما سيخلق مشكلة مع دول الخليج التي تحارب الجماعة المصنَّفةَ إرهابيةً.
وأخيراً نتساءل: لماذا حصر الإرهاب بتنظيمي «داعش» و«النصرة»، والسكوت عن جرائم «حزب الله» في سوريا، ومعه التنظيمات والميليشيات العراقية الشيعية المدعومة من إيران؟
يبدو أن معظم الدول العربية مطالبة قبل كل شيء بفتح حوارات داخلية حول كيفية محاربة الإرهاب في بلدانها أولاً.
المصدر: الاتحاد