وزير خارجية بريطانيا السابق يرسم صورة قاتمة للاتجاهات العالمية في 2016


_68847_h3

اللورد وليام هيج يشيد بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب بقيادة السعودية ويعرب عن قلقه من السياسة الخارجية الإيرانية ويصفها بالخطيرة جدا.

أشاد اللورد وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني السابق وعضو مجلس اللوردات البريطاني عن دائرة ريتشموند حاليا، بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي أُعلن عنه مؤخرا، وقال خلال محاضرة له نظّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان “الاتجاهات العالمية”، إن بريطانيا ستقف إلى جانبه وستعمل بشكل مباشر على التصدي للجماعات الإرهابية.

وعبّر، هيج، وهو وزير سابق مشارك في المفاوضات النووية مع إيران، عن قلقه الشديد من السياسة الخارجية الإيرانية، ووصفها بالخطيرة جدا وذلك بسبب تدخلاتها المتعددة في بعض الدول، وذكر منها: لبنان والعراق، وسوريا والبحرين.

وتطرّق المحاضر إلى القوى السياسية والدبلوماسية والديمغرافية والتكنولوجية الرئيسية التي تدفع الآن إلى المزيد من التقلُّب وانعدام الاستقرار في الشؤون العالمية، وما ينبغي فعله تجاهها. ولفت النظر إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجب أن تتنبه للسياسة الإيرانية المرفوضة جملة وتفصيلا.

وتحدث عن الوضع السائد في الشرق الأوسط وما طرأ عليه من تغيرات وتقلبات في الكثير من الدول، وخصّ الأزمة السورية على وجه التحديد، معتبرا أن التدخل العسكري الروسي في سوريا كان من أجل تكرار التجربة الأوكرانية وهو الحصول على حصة لها في كل بلد.

وكان هيج، خلال توليه منصب وزير خارجية بريطانيا، قد تعامل مع العديد من القضايا والأزمات العربية والدولية، مثل أزمتي ليبيا وسوريا، وأزمة أوكرانيا، وقضية أفغانستان، ومكافحة الإرهاب، وعمِل على توسيع شبكة الدبلوماسية البريطانية بشكل كبير؛ وقد ذكر أن ما جعل الأوضاع تتجه إلى الأسوأ، هو دخول الكثير من الجماعات المقاتلة، ما أدى إلى تعقّد الموقف وصعوبة الوصول إلى حلول سياسية لهذه الأزمة.

وبحكم علاقته القوية بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، المرشحة المحتمَلة لخوض انتخابات الرئاسة عام 2016، استعرض هيج وجهة نظره إزاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، وعلى قضايا السياسة الخارجية بصفة عامة، متوقّعا أن تحسم هيلاري كلينتون الانتخابات لصالحها، لأن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية قد تكون له آثار كارثية على الولايات المتحدة، خاصة فقدانها الكثير من أصدقائها وحلفائها.

وإلى جانب هذه المحاضرة سجّل هيج حضورا لافتا خلال الدورة الثامنة للمنتدى الاستراتيجي العربي، قدّم خلالها صورة استشرافية غير متفائلة لحالة العالم ومنطقة الشرق الأوسط في العام المقبل 2016.

وتوقع أن يشهد العام 2016 هجوماً إلكترونيا ضخما سيغير توجهات ومسارات كبرى الشركات وسينتج عنه فقدان بيانات أو كشف بيانات مالية ما سيؤدي إلى انهيار بعض الشركات وأن مستويات التأثير ستتفاوت بين دولة وأخرى.

وفي توقع إيجابي قال هيج بأنه ستكون هناك اكتشافات علمية كبيرة متميزة ومنها في مجال الطاقة الشمسية والتي ستقود الثورة العلمية وسيظهر الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر مما سيعكس الابتكار والعبقرية البشرية وأنها يمكن أن تتجاوز التوقعات.

وذكر وزير خارجية بريطانيا السابق، خلال محاضرته بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن ثورة المعلومات والتكنولوجيا لعبت دورا في تغيير المعالم على الصعيدين العربي والأوروبي، وأوضح أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان له التأثير الأكبر والملموس في هذا التغيير من خلال قدرتها على توصيل المعلومات في فترة زمنية وجيزة إلى أكبر قدر من الناس.

وشغل اللورد وليام هيج عضوية “مجلس العموم” البريطاني منذ انتخابه ممثلا لـ”حزب المحافظين” عام 1989 عن دائرة ريتشموند (يوركشاير) حتى مايو عام 2015، وخلال هذه الفترة تولَّى زعامة الحزب والمعارضة بين عامي 1997 و2001. وتولَّى منصب وزير الخارجية من مايو عام 2010 إلى يوليو عام 2014. وكان زعيما للأغلبية في مجلس العموم من يوليو 2014 حتى مايو 2015. وعُيِّن في مجلس اللوردات في أكتوبر 2015.