أحرار الشام أمام استحقاق جديد … والتوجه إلى إعادة الهيكلة


aaaمنذ انعقاد مؤتمر الرياض الموسع لأطياف المعارضة السورية، في العاشر من الشهر الجاري، وخروجه ببيانه الختامي، عصفت بحركة “أحرار الشام” الإسلامية عدد من التجاذبات الداخلية، التي من المنتظر أن تؤدي إلى تغير كبير في سياسة الحركة الداخلية والخارجية، تعتمد بشكل رئيسي على ترويض التيارات السلفية داخلها، وذلك بعدما شهدت انشقاقات فردية لبعض عناصرها.

ولعل التغير الأول في سياسة الحركة بدأ الصيف الماضي، عندما اتخذ المكتب الإعلامي الخاص بالحركة مصطلحات إعلامية مخففة عن التي كانت تستخدمها سابقاً، إضافةً لتغيير شعار الحركة من “مشروع أمة”، إلى “ثورة شعب”، ما اعتبره مراقبون بداية التغير في سياسة الحركة، وتبع ذلك عدة مقالات لممثل الحركة سياسياً في الخارج، لبيب النحاس، والتي نشرت في الصحف الأمريكية والغربية؛ وكذلك استبدال أشخاص ذوي نفوذ وقرار صارم في الحركة، بآخرين أكثر ليونة، مثلما حدث عند تعيين “أبا يحيى الحموي خلفاً لأبي هاشم في قيادة الحركة”.

إلا أن مؤتمر الرياض كان المحور في تغير سياسة الحركة، بعدما وقعت على مقررات المؤتمر، وإصدارها بيان انسحاب منه، ومن ثم العودة عن ذلك، ما أظهر مدى التجاذب داخل الحركة؛ وتقول صحيفة “القدس العربي” في تقرير لها نقلاً عن مصدر خاص لم تكشف عن اسمه، وصفته بـ”نائب قائد أحد الفصائل المسلحة التي تربطها علاقات تنسيق جيدة مع الحركة”، إن الحركة تعمد إلى إعادة هيكلة داخلية، حتى يتسنى لها مجال أوسع من المناورة السياسية داخلياً وخارجياً.

ولفت التقرير إلى أن أحد أهم مؤشرات هذا التحول هو “الخلافات حول السياسة الخارجية بعد عزل سراج الدين خلوصي من المكتب الخارجي، وهو يحمل الفكر السلفي”، إضافة لانشقاق عدد من العناصر عن “لواء عبد الله عزام” في الحركة وانضمامهم إلى تنظيم “داعش”، وتلا ذلك رقابة من قبل الحركة على سلوك عناصرها، إضافة إلى توجه الحركة نحو “تفكيك الألوية ذات التوجه السلفي، كلواء الإيمان، وسحب قادتها وتنصيبهم كإداريين في القيادة المركزية للحركة”، وذلك لإنهاء حالة الاستقطاب داخل الحركة.


المصدر : الإتحاد برس