فلتان أمني يجتاح الأحياء الموالية في حمص ويقابله سخط الموالين

28 ديسمبر، 2015

حمص – محمد الحمصي:

لم تعد كلمة الفلتان الأمني تفي بالتعبير اللازم عن الانتهاكات التي يمارسها “شبيحة” النظام في الأحياء التي تقع تحت سيطرتهم في حمص “الآمنة” كما يحلوا للموالين تسميتها، ما أثار سخط وانتقاد الموالين لعدم محاسبة الفاعلين.

عن أي أمن نتحدث وهناك يومياً حالات خطف وابتزاز تتلوها تبعيات التعذيب والاغتصاب للفتيات اللواتي يخرجن وحدهن في أحياء النظام، كما يقول المؤيدون.

طالبات الجامعة اللواتي يشتهرن بأنفتهن وغناهن عن باقي شرائح المجتمع، يجعلهن خصوصاً صيداً ثميناً لـ “شبيحة” أحياء النظام الذين لم يتقاضوا مستحقاتهم المالية، أو تحت نزعات طائفية أو غريزية تدفعهم لخطف الفتيات وتعذيبهن واغتصابهن في أسوء الحالات، ومن ثم ابتزاز الأهل لدفع مبالغ مالية تصل لحد مليون ليرة سورية كما حدث منذ بضعة أيام.

ساعتان اختطاف مقابل 800 ألف

فمنذ بضعة أيام اختطفت شابة عائدة من الجامعة إلى بيتها تم خطفها في أحد الشوارع الفرعية في سيارة من نوع (فان) مغلقة، وطلب الخاطفون فدية استلموها بعد ساعتين وقدرها 800 ألف ليرة سورية، كما أفاد أحد أقارب الفتاة الذي رفض الكشف عن اسمه حماية لهويته وستراً للعائلة التي تعرضت لفضيحة انتهاك العرض من قبل “شبيحة” النظام.

ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت أحياء حمص الموالية في رمضان الماضي عدة حالات مشابهة، كان أهمها اختطاف وقتل شابتين شقيقتين تبلغان من العمر 16 و18 عاماً من حي عكرمة الموالي، ووجدت جثتيهما مرميتان على شارع الستين وعلى ملابسهما آثار التمزيق والاغتصاب، وفي حالة أخرى شهدها حي الزهراء منبع “التشبيح” قتلت امرأة طبيباً بمسدس كاتم للصوت ولاذت بالفرار.

سيارات الأجرة صيدُ سهلُ

سائقو سيارات الأجرة كان لهم النصيب الأكبر من عمليات الخطف والقتل ومن ثم بيع سياراتهم بمبالغ تصل لنصف مليون ليرة بحسب نوع السيارة أو استخدامها لعمليات تفجيرية في وقت لاحق، ما يشير أن معظم العمليات التفجيرية التي تحدث داخل “مستعمرات” النظام في حمص تكون بمساعدة داخلية إن لم تكن داخلية بحتة.

وبدأت صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام تضج وتصخب بالعديد من الشتائم والانتقادات للأجهزة الأمنية والعاملين عليها وخصوصاً المكاتب القضائية التي لم تعلن حتى الآن عن كشفها لأي خلية حقيقة مسؤولة عن حالات القتل والخطف والاغتصاب أو التفجيرات على الأقل، ما جعل التسيب والفوضى والتخاذل والخيانة والعمالة وعدم الثقة هي الكلمات الوحيدة التي يستخدمها الموالون لوصف حكومتهم التي طالما أطلقوا عليها لقب “الحكيمة”، ليرى القاصي والداني الفرق بين المناطق المحررة التي تدار ذاتياً وفق آليات وحماية فائقة وبين النظام ومستعمراته التي وصل فيها التسيب والفلتان الأمني لحدود السماء.

أخبار سوريا ميكرو سيريا